قال قيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن إعلان اسم رئيس المكتب السياسي للحركة خلفا لخالد مشعل سيتم قبل نهاية العام الجاري، وذلك فور الانتهاء من تشكيل مجلس شورى الحركة الذي يجرى حاليا. وأبلغ خالد مشعل (56 عاما) قادة الحركة في الداخل والخارج خلال اجتماعهم الأخير بالقاهرة أنه "مصمم على عدم الترشح لدورة جديدة في رئاسة المكتب السياسي".
وأوضح الدكتور يحيى موسى القيادي في حركة حماس ونائبها بالمجلس التشريعي الفلسطيني في حديث مع أحمد أبوالوفا "مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة"، إن مشاورات اختيار اسم رئيس المكتب السياسي تستغرق وقتا طويلا لأنها تتم بشكل متوازي بين قيادات الحركة في ثلاثة مناطق وهى الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج، لافتا إلى أن هذا الأمر قد يحتاج أيضا إلى السفر إلى الخارج.
وعن الآلية التي يتم بها اختيار رئيس المكتب السياسي لحماس، أوضح موسى أنه لا يوجد من قيادات الحركة من يعلن ترشيح نفسه لرئاسة المكتب السياسي،أو يعلن رغبته في ذلك، لكن مجلس شورى الحركة هو الذي يختار ذلك.
وعما تردد عن وجود خلافات داخلية في حماس دفعت مشعل إلى ترك رئاسة المكتب السياسي نفى القيادي بالحركة ذلك بشدة، مؤكدا أن ذلك لا يعبر عن خلافات دخل حماس، مؤكدا أن حركته "عصية على الخلافات"، وقال "تتميز حماس بوحدتها وديمقراطيتها".
وتابع "مبادرة مشعل تجاه عدم الترشح لدورة جديدة تؤسس للعمل الوطني الفلسطيني وديمقراطيته، فنحن تعودنا أن تظل قيادات الفصائل الفلسطينية في مواقعها حتى تعجز أو تموت مثلما حدث في حركة فتح إذ ظل ياسر عرفات رئيسا لها حتى وفاته".
يذكر أن الدكتور جورج حبش، مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأمينها العام منذ تأسيسها رفض إعادة ترشيحه للمنصب نفسه ليخلفه في هذا المنصب أبو علي مصطفى الذي اغتالته إسرائيل.
وعن تقييمه لفترة رئاسة خالد مشعل في قيادة الحركة، قال الدكتور يحيى موسى القيادي في حركة حماس ونائبها بالمجلس التشريعي الفلسطيني "إن حماس استطاعت خلال الفترة الماضية أن تجد لها مكانا مهما على الخارطة العربية وكان لها دورا مهما في خدمة القضية الفلسطينية"، مضيفا أنها ستكون مخلصة للشعب الفلسطيني وتطلعاته لذلك يراهن الكثيرون عليها في تغيير الواقع الفلسطيني.
وحول ما طرح من أسماء لرئاسة المكتب السياسي، قال الدكتور موسى أن ما تردد من أسماء تخضع للنظام الانتخابي لمجلس شورى الحركة.
وتداولت عدة أسماء خلفا لمشعل وهم، الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي حاليا والذي كان رئيسا للمكتب قبيل اعتقاله في أمريكا ثم أطلق سراحه بعد موافقته على التنازل عن الجنسية الأمريكية، وصالح العارورى القيادي المبعد إلى الخارج ومسئول ملف الأسرى والمقرب من مشعل وأحد مهندسي صفقة تبادل الأسرى،إضافة إلى إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في تصريح له أن قيادات الحركة ورموزها طلبوا من مشعل الاستمرار في قيادة الحركة، إلا أنه تمسك بموقفه، مؤكدا أنه سيبقى جنديا في حماس.
وعن رؤية حركة فتح لخالد مشعل، قال الدكتور يحيى رباح مسئول حركة فتح في قطاع غزة لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن مشعل الذي وصفة بالصديق المقرب ، لديه مرونة عالية جدا وسياسي من الطراز الأول ولدية صلات طيبة مع كافة الأطراف وتعامل فتح معه كان يتم بشكل سلس ولديه الرغبة أن يقدم حماس كجزء من الشرعية الفلسطينية .
وتابع "خالد مشعل هو الذي وقع مع حركة فتح اتفاق المصالحة في القاهرة في الرابع من مايو العام الماضي والذي تم عرقلته من بعض قيادات حماس في قطاع غزة".
وعن توقعاته لسياسة حماس بعد مشعل خاصة في ملف المصالحة قال رباح "إن التطورات فى المنطقة خاصة في الدول العربية وفى مقدمتها مصر وسوريا أثرت على مكانة مشعل داخل حماس خاصة بعد تراجع الدعم الخارجي لحماس" حسب قوله.
وأوضح مسئول حركة فتح في قطاع غزة، أن حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة أصبح لديها مصادرها التمويلية ما أدى إلى تغير في الموازيين المالية داخلها ما أضعف مكانة مشعل، مشيرا إلى أن ذلك بات واضحا بعد التوقيع على اتفاق الدوحة للمصالحة بين مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" فى فبراير الماضي والذي كان من بنوده الأساسية التوافق على إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن هذا الاتفاق لم يطبق وهاجمته قيادات من حماس بغزة بشدة وهو ما دلل على أن مشعل بات ضعيفا ولا يملك مقاليد الأمور في حماس، على حد قوله وأضاف رباح إن اجتماع المكتب السياسي الأخير في القاهرة كان محاولة لإيجاد صيغة مصالحة داخل حماس انتهت إلى هذه النتيجة وهو إعلان مشعل عدم رغبته في رئاسة حماس من تلقاء نفسه.
وفي هذا الصدد أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور خليل الحية أن قرار مشعل رغبة شخصية لديه، وأن قيادات حماس في القطاع هي أكثر من حاولت أن تثني مشعل عن قراره.
ولفت الحية إلى أنه لا صحة أيضا بعلاقة قرار مشعل بملف المصالحة، وأن الأخير أبلغ جهات رسمية عربية بالموقف الحقيقي من تعطيل المصالحة ومن المسئول عن ذلك، موضحا أن حماس وعلى رأسها مشعل قدمت كل ما لديها لتوفير عوامل المصالحة لكنها لم تنجح.
وعن مستقبل حماس قال مسئول حركة فتح في قطاع غزة إنه بلاشك حماس في الفترة الأخيرة متوقفة عند رهانات معينة سيثبت فشلها وتسعى للحصول على الشرعية من التطورات الأخيرة في الدول العربية لتؤكد أنها على صواب، متوقعا أن تسعى حماس إلى تفجير الوضع في غزة ونقل مشاكلها إلى الضفة الغربية لتحميل اللوم إلى السلطة الفلسطينية.
من جانبه، توقع المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أسعد أبو شرخ ألا يحدث تغيرا في سياسية حركة حماس بعد مغادرة مشعل، مضيفا أن كل الدلائل تشير إلى أن نائبه الدكتور موسى أبو مرزوق هو اقوي ألمرشحين لخلافته.
واستعبد أبو شرخ أن يكون خلافات داخلية بحركة حماس قد دفعت مشعل لاتخاذ هذا القرار، مضيفا أن مشعل حان له أن يستريح بعد 16 عاما في قيادة حماس فى ظل ظروف عصيبة مرت بها مطالبا كافة الفصائل الفلسطينية بتجديد دماء قيادتها وإتاحة الفرصة لآخرين.
يذكر أن خالد مشعل ولد في 28 مايو 1956 في بلدة سلواد بمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية وتلقى تعليمه الابتدائي في سلواد حتى هزيمة عام 1967 واحتلال إسرائيل للضفة وقطاع غزة، فالتحق هو وبقية أسرته بوالده الذي كان يعمل في الكويت، حيث عاش في مستوى اقتصادي فوق المتوسط وأكمل هناك دراسته المتوسطة (الإعدادية) والثانوية، ثم دراسته الجامعية حيث حصل على البكالوريوس في الفيزياء عام 1978.
وبعد تخرجه في الجامعة عام 1978، عمل مدرسا للفيزياء، ثم تزوج بعدها بسنتين وله من الأبناء سبعة.
وشارك مشعل في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 1987 وكان عضوا في مكتبها السياسي منذ اللحظات الأولى وفي عام 1996، انتخب رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لموسى أبو مرزوق بعد اعتقاله في نيويورك، ونجا مشعل الذي يطلق عليه بعض قادة حماس لقب "الشهيد الحي" من محاولة اغتيال إسرائيلية كادت تودي بحياته في 1997 بالأردن. مواد متعلقة: 1. مصادر سياسية: زعيم حماس خالد مشعل يرغب في التنحي 2. الرشق يؤكد : مشعل لن يترشح لرئاسة "حماس" مجددا 3. ائتلاف ثوار 25 يناير: سنلتقي بقيادة من فتح وحماس