نحن في أمس الحاجة لأن تكون هناك مصالحة وطنية حقيقية مع الجميع التحالفات الانتخابية سابقا كانت بين الثورة وأعدائها واليوم بين القوي الرئيسية في المجتمع.. وهذا تطور طبيعي لها
إنسحابنا من التأسيسية حال إستمرار هيمنة التيار الإسلامى لحفاظنا على هوية الدولة المدنية
الرئيس خلال زيارته للولايات المتحدة يحاول نقل مصر من التبعية إلى المشاركة
حوار عمر عويس
أكد الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، أن اندماج عدد من الأحزاب المدنية ليس في مواجهة احد، بل في مواجهة استحقاق وطني هام لتوحيد صفوفهم، ولو كان الاندماج بينهم ضد التيار الإسلامي سيكون هو أول الرافضين والمعارضين له، وأنهم قاربوا علي الانتهاء من وضع اللمسات النهاية للاندماج، مشيرًا إلي انهم يهدفون لأن تكون المعادلة السياسية في مصر مقتصرة علي 4 أو 5 أحزاب أساسية كي يستطيع المواطن أن يختار فيما بينهم، وذلك استكمالاً للمشهد الديمقراطي الذي تسعى إليه القوى السياسية في مصر منذ قيام ثورة 25 يناير، مشيرًا إلي أن حزب المؤتمر -المرتقب- يسعي لتغيير الأوضاع السياسية في مصر رأسا علي عقب، لأنه سيكون لاعبا أساسيا وجوهريا في الحياة الحزبية .
وشدد نور في حواره ل"شبكة الإعلام العربية "محيط"- على أن حزب غد الثورة والأحزاب الليبرالية تدرس الإنسحاب من تأسيسية الدستور حال إستمرار هيمنة التيار الإسلامى عليها منتقدا فى الوقت ذاتة التيار الليبرالي الذى أشار إلى وقوعه في أخطاء كثيرة منها الروح الفردية والاستعلائية، ولديهم نزعة استبدادية وانفرادية، إضافة إلى بعض الغرور غير المبرر، والشخصنة الشديدة أحد الأسباب الهامة لعدم توحدهم، وقال :"لو لم نتوحد وننهي خلافاتنا سنكون خاسرين، لأن التوحد الآن أصبح فرض عين، خاصة أننا لا نملك رفاهية المحاولة، واعتقد كما أخطأ الأغلبية اخطأت الأقلية، وهذه الأخطاء جزء من التطور الطبيعي، فالحياة السياسية تبدأ بعد ثورة 25 يناير".
ووجه نور نداءا لكل القوي الوطنية دون استثناء للتوحد من خلال مصالحة وطنية حقيقية لكل الفئات المجتمعية والتيارات السياسية، وهذا الاتفاق لا يعني بالضرورة أنه لا يوجد هناك خلاف، بل يهدف لتوسيع العلاقات والقواسم المشتركة مع الجميع، وذلك كي تهدأ الأوضاع في البلاد ونشعر حقا بالاستقرار، ولكي تدور العجلة مرة أخري وبشكل أفضل وفي اداء متميز، خاصة أننا في لحظة حرجة ربما لا تبقي علي الجميع إذا ما استمرت الأوضاع بشكلها الراهن.
ما موقف حزب "غد الثورة" من التغيرات التي تشهدها الساحة السياسية خاصة دخل في اندماج مع أحزاب أخري؟
حزب غد الثورة قرر الاندماج مع أحزاب مدنية أخري تحت مسمي "المؤتمر المصري"، والدخول في تحالفات انتخابية وسياسية، وذلك بهدف لملمة ووحدة صف القوي المدنية وليس الليبرالية فقط، وهذا القرار مرتبط باستحقاق يطالب به الشعب المصري كثيرا، حيث دائما ما يطالبنا في كافة الفاعليات التي نشارك فيها بذلك، وضرورة لملمة الشمل، وعندما تم عرض فكرة إندماج احزاب مدنية مع بعضها البعض، استحسنا الفكرة وعرضنا علي الهيئة العليا للحزب التي قامت بالموافقة عليه بأغلبية كاسحة، ثم بدأنا الحوار والمناقشة مع أطراف سياسية لتفعليها وتنفيذها علي أرض الواقع.
وما أبرز القوي المنضمة لحزب المؤتمر المصري؟
جزء منه حملة عمرو موسي، وحزب الجبهة، وغد الثورة، وهناك حوار دائر مع حزب المصريين الأحرار، وأحزاب أخري ذات طبيعة وسطية تصل إلي ما يقرب من 20 حزب، المستقلين الجدد، الخضر، الاتحاد العربي للعدل والتنمية، وبالتالي فسيكون انجاز لمؤسسة سياسية كبيرة تنافس بقوة في الحياة السياسية والانتخابية.
وكيف تري فرص الحزب المرتقب؟
نحن مؤمنين أن هذا الاندماج سيصنع رقم هاما جدًا في الحياة السياسية المصرية، ولم يكن لدينا شروط حينما قررنا الدخول في الاندماج إلا شرطا واحدا، هو ألا يكون هذا الاندماج المرتقب في مواجهة احد، وبالتالي فنحن لا نواجه حزب أو تيار بعينه من خلال اندماجنا بل في مواجهة استحقاق وطني هام لتوحيد الصفوف، ولو كان الاندماج بين الأحزاب المدنية ضد التيار الإسلامي فأنا سأكون أول الرافضين والمعارضين له، لكننا نعمل كي تكون المعادلة السياسية في مصر مقتصرة علي 4 أو 5 أحزاب أساسية كي يستطيع المواطن أن يختار فيما بينهم، وذلك استكمالاً للمشهد الديمقراطي الذي تسعى إليه القوى السياسية في مصر منذ قيام ثورة 25 يناير، وأؤكد أن حزب المؤتمر يسعي لتغيير الأوضاع السياسية في مصر رأسا علي عقب، لأنه سيكون لاعبا أساسيا وجوهريا في الحياة الحزبية.
وهل اقتربتم من حسم التفاصيل النهائية الخاصة بحزب المؤتمر المصري؟
بالفعل هناك أحزاب حسمت أمرها نهائيا، وهناك بعض الأحزاب في مرحلة أخيرة، من خلال عرض الأمر برمته علي قيادات وقواعد الحزب وهيئاته الداخلية، وسيتم عقد مؤتمر ضخم لتدشين حزب "المؤتمر" بعد انتهاء إجراءات الدمج.
وماذا عن إنسحاب "غد الثورة " و "الوفد " و" المصرى الديمقراطى " وبعض الأحزاب الليبرالية الأخرى من التأسيسية ؟؟
بالفعل درس غد الثورة والعديد من القوى والأحزاب المدنية الإنسحاب من التأسيسية حال إستمرار هيمنة التيار الإسلامى عليها والإصرار على بعض المواد التى تخالف "مدنية الدولة " وهذا ما نسعى للحفاظ عليه كأحزاب مدنية الا أن الوضع قد تغير بعد تدخل الأزهر ولقاءه امس ببعض القوى والتيارات الليبرالية والتوسط بينها وبين التيارات الإسلامية وتم عقب ذلك الغاء مادة الزكاة وحذف مادة " الذات الإلهية " فربما هذا التغير يجعل البعض يستمر فى التأسيسية بعد الإستجابة لمطالب القوى الليبرالية .
تردد ان حزب الوفد كان يأمل أن يكون هذا الاندماج تحت رايته؟
لم يطلب حزب الوفد هذا، وإذا ما طلبه سيكون محل تقدير واحترام، لكننا بكل تأكيد سنسعي للتحالف مع حزب الوفد بعد الاندماج.
البعض يتوقع أن تحدث خلافات أثناء وعقب بدء خطوات الاندماج المرتقب؟
هناك قواسم كثيرة مشتركة بيننا قد تساعدنا علي تجاوز أي خلافات أو معوقات، وأري أنه لابد أن تكون هناك قيادة موحدة لحزبنا الجديد، وخاصة كي نعبر العملية الانتخابية دون خلافات عند تحديد النسب.
ناشدت "البرادعي" و"صباحي" سابقا بالتنسيق والتحالف معكم.. ماذا كان موقفهم؟
أطلق هذا النداء للجميع من أجل ان نتوحد ونعمل في الشارع الذي يريد اختزال التجزئة الواسعة الحادثة في الحياة السياسية في عدد محدد من الأحزاب المؤثرة واضحة المعالم، ولذلك لازالت أطالب "البرادعي" و"حمدين صباحي" و"السيد البدوي" رئيس حزب الوفد وكل القوي الديمقراطية بالتوحد معنا، فأبوابنا مفتوحة للجميع، وأقول لهم لقد جربنا التفرق فلنجرب التوحد، لأنه ليبس هناك حل سوي مدنية الدولة.
لكن كيف يمكن أن يتوحد التيار الليبرالي واليساري بالرغم ان هناك اختلافات جوهرية واديدلوجية كبيرة بينهما، وبالتالي فكيف يمكن أن يحدث تحالف أو تنسيق بينهما والذي يراه البعض بأنه عملا مضادا لقوة التيار الإسلامي؟
أؤكد أننا لا نقم بأي تحالف أو اندماج في مواجهة احد سواء كان التيار الإسلامي أو غير التيار الإسلامي، وما نقوم به مجرد استجابة لمطلب شعبي دائما ما يطالب به المواطن، وليس لدينا علاقات متوترة مع أحد بل علاقات جيدة مع الجميع بما فيها الإسلاميين سواء كانوا إخوان مسلمين او سلفيين الذين تربطنا بهم علاقات في غاية الأحترام والتوافق، حيث جمعنا الكثير من الفاعليات السياسية والعامة، وعلي عكس ما يشاع فقد تحالفنا سابقا مع حزب الحرية والعدالة خلال الانتخابات السابقة، ولذلك نحن نتعاون بروح طيبة جدًا داخل الجمعية التأسيسية، وبالتالي فلا توجد لدينا مشاكل مع أحد.
لكن نكرر كيف لقوي اليسار أن تتحالف مع الليبراليين؟
بالطبع هذا الأمر صحيح، لأن هناك بالفعل خلافات، لكن هناك مواقف وطنية أكبر وأعم من بعض الأمور الخلافية، خاصة أننا لم نبذل جهدًا حقيقيا في التوحد بعد ثورة 25 يناير، ولكني لست مع التوحد في مواجهة الخصم، وأشير إلي أن هذا لا يقتصر فقط علي التيار الليبرالي واليساري بل يمتلك للإسلاميين وللجميع دون استثناء، فما يجمعنا نجتمع عليه، وما يفرقنا نحاول الابتعاد عنه، فالإدارة الواحدة في التحالفات سوف تلغي الخلافات بين هذه التيارات، خصوصا أن القواسم بينهم كثيرة حتى التيارات الإسلامية ولكن آليات التطبيق مختلفة.
لكن دعوتك لم تشمل التيار الإسلامي؟
كما أحب أن أوضح أن دعوتي نداء لكل القوي الوطنية دون أي استثناء، وذلك حتي نتفق فيما بيننا علي قضايا الخلاف بشأنها يضر بالحركة الوطنية المصرية، وهذا الاتفاق لا يعني بالضرورة أنه لا يوجد هناك خلاف، بل يهدف لتوسيع العلاقات والقواسم المشتركة مع الجميع، وأحب أن أطلق من خلالكم لدعوة مصالحة وطنية لكل الفئات المجتمعية والتيارات السياسية، كي تهدأ الأوضاع في البلاد ونشعر حقا بالاستقرار، ولكي تدور العجلة مرة أخري وبشكل أفضل وفي اداء متميز، خاصة أننا في لحظة حرجة ربما لا تبقي علي الجميع إذا ما استمرت الأوضاع بشكلها الراهن، فجزء من هذه المصالحة بين الحاضر والماضي، والحاضر والمستقبل، والمستقبل والماضي، لأننا نحتاج مصالحة شاملة، فالوطن في خطر، لأنني مؤمن جدًا أن هذه المصالحة مسئولية القوي الوطنية الوسطية والتي تمتع بقدر من التواصل مع الأخرين والمسافات المتساوية مع كافة الأطراف.
وكيف تري التحالفات الانتخابية التي تشهدها الساحة السياسية الآن بصف عامة؟
أري أنه من الأفضل والطبيعي أن تختزل ليكون لدينا تحالف مدني ليبرالي، وتحالف يساري، وتحالف إسلامي، فهذا هو الوضع المنطقي، كي تكون الساحة واضحة الملامح، لأن هؤلاء هم التيارات الرئيسية في مصر.
البعض يقول أنه سيكون هناك تحالف فلولي؟
الحديث عن كلمة الفلول أصبح لا جدوي منه ولا مبرر له، وأعتقد ان هذا الأمر انتهي تماما.
وما هو تصورك لقوة هذه التحالفات أو التيارات السياسية؟
لا يوجد لدي تصور، لكن كل تيار له جمهوره ومؤيديه الذي سيصوتوا له.
وكيف تري الفرق بين التحالفات الانتخابية السابقة مقارنة بالتحالفات الانتخابية التي نشهدها الآن؟
اعتقد أن الخلافات كبيرة وجذرية، فسابقا كانت التحالفات بين الثورة وأعداء الثورة، واليوم هناك تحالفات بين القوي الرئيسية في المجتمع، وهذا تطور طبيعي للتحالفات السياسية.
الدكتور محمد أبو الغار صرح بانه سيستعين بخبراء دوليين في التحالفات الانتخابية.. ما تعليقك؟
لا تعليق.
هل ينتابك تخوف بشكل ما أو بأخر في حدوث استقطاب ديني في الانتخابات القادمة؟
هذا أمر غير مقبول، واتمني ألا يحدث، وهذا قد يكون في محله، لكننا نريد نريد أن تكون العملية الانتخابية والسياسية بعيدة تماما عن حدوث أي استقطابات دينية عقائدية، ولنترك الدين لله والوطن للجميع.
وكيف تري النظام الانتخابي الأمثل؟
نظام الانتخابات بالقوائم النسبية أفضل مع اتاحة الفرصة للمستقلين بتشكيل قوائم.
وكيف تري الحياة الحزبية في ثوبها الجديد؟
الحياة السياسية عامة تتطور، وجزء من تطورتها ظهور أحزاب جديدة، فلدينا 64 حزب إلي الآن وقد يصلوا إلي 100 حزب لاحقا، لكن سيلي هذا الدخول في مرحلة اندماجات وتحالفات، كي يحدث فرز واضح وحقيقي لكل القوي الفاعلة، ولذلك لازالنا في منتصف طريق التطور الحزبي.
وما هو تقييمك لأداء حزب الحرية والعدالة كحزب حاكم؟
الفترة التي انقضت بالنسبة لحزب الحرية والعدالة كحزب حاكم ليس بالكافية لإصدار أحكام نهائية بشأنه، لكني أتمني التوفيق، لأن مصر بحاجة ماسة لأن ننجح جميعا في هذه التجربة ونصل لبر الأمان، وأنا شخصيا لا أبخل أو اتحفظ علي التعاون بأي شكل من الأشكال مع حزب الحرية والعدالة أو رئيس الجمهورية، وهذا ينبغي أن يكون منطق كل شخص وطني يتمني أن يعبر وطنه هذه الفترة العصبية والأزمات التي نشهدها، وبالتالي فليس كل قرارات "الحرية والعدالة"محل رفض أو قبول بالنسبة لي، فأنا أفرق بين كل موقف وآخر، وهكذا هي الرؤي المخلصة للبلد.
وما تعليقك علي حكم عدم عودة مجلس الشعب لأعماله؟
هذا ما كنا نتوقعه ونأمله، فلو كان الحكم ينص علي عودة مجلس الشعب كان سينشب لغطا كبيرا، ولحدث استياء سياسي لدي أطراف كثيرة، ولذلك كان الأقرب إلي المنطق هو الدعوة لانتخابات جديدة بشكل مبكر، فيجب أن يكون لدينا في منتصف 2013 برلمان جديد يعبر عن الجميع بحق، خاصة أن الشعب يري الآن أن البرلمان السابق لا يعبر عن كل قطاعات المجتمع بشكل جيد.
وكيف تقيم حجم وقوة التيار الليبرلي في مصر؟
علي ضوء انتخابات البرلمان السابق هناك تقيم، وعلي ضوء انتخابات الرئاسة هناك تقييم مختلف، وكذلك سيكون هناك تقييا آخرا علي ضوء الانتخابات البرلمانية المقبلة، فأعتقد أن هناك توازنا قادما بما يؤكد أنه لن يستطيع أي حزب الحصول علي أغلبية برلمانية بأي شكل من الأشكال.
وكيف تري أبرز الاخطاء التي وقع فيها التيار الليبرالي؟
هي أخطاء كثيرة، ولازلنا نعاني منها، أبرزها العقبات والإمكانيات، والروح الفردية والاستعلائية، ولدينا نزعة استبدادية وانفرادية، إضافة إلى بعض الغرور غير المبرر، والشخصنة الشديدة أحد الأسباب الهامة لعدم توحدنا، ولو لم نتوحد وننهي خلافاتنا سنكون خاسرين، لأن التوحد الآن أصبح فرض عين، خاصة أننا لا نملك رفاهية المحاولة، واعتقد كما أخطأت الأغلبية اخطأت الأقلية، وهذه الأخطاء جزء من التطور الطبيعي، فالحياة السياسية تبدأ بعد ثورة 25 يناير.
وما هو تقييمك لأداء الإسلاميين خلال الفترة السابقة؟
الفترة السابقة لا تصلح لتقييم واضح لأداء التيار الإسلامي، لكن له إيجابيات وسلبيات مثل باقي التيارات الأخري.
وما هو توقعك لخريطة البرلمان القادم؟
أعتقد أنه سيكون معبرًا عن كافة القوي السياسية، وسيكون مختلف اإلي حد ما عن البرلمان السابق، ولن تكون هناك أغلبية لأحد أو لتيار بعينه.
وكيف تري الأوضاع الحالية في مصر عامة؟
المشهد السياسي الآن مرتبك، خاصة أن الفترة الحالية تشهد العديد من الانقسامات بين القوى السياسية، وذلك بسبب وجود التصنيفات من فلول وليبراليين وعلمانيين، وهي التصنيفات التي يجب أن تلغى نهائياً، حتى نعود مجتمعاً واحداً، خاصة أنه لا يمكن لأي طرف أن يعمل منفرداً، لذا أدعو كل الأطراف إلى الاتحاد، وإلى إلغاء مفردات الإهانات والتخوين والعمالة من القاموس السياسي، وأناشد تيار الإسلام السياسي أن يحترم الآخر، كما أدعو اليساريين إلى أن يعملوا مع الآخرين وفقاً للقيم الليبرالية وقواعد قبول الآخر، والعمل المشترك بهدف استكمال أهداف الثورة، فهناك حالة احتقان شديدة واستقطاب نمر بها، ولذلك فنحن في أمس الحاجة لأن تكون هناك مصالحة وطنية حقيقية، كي لا تتجزأ مصر بشكل ما أو بأخر، وعلينا أن نتعايش معا بكل خلافتنا وطوائفنا.
بوصفك وكيلا للجمعية التأسيسية لوضع الدستور وعضوا بلجنة صياغة الدستور، كيف تري سير عمل الجمعية إلي الآن؟
وأتوقع أن يكون لدينا دستورا أكثر تقدما من كل الدساتير السابقة وأفضل بكثير مما يتوقع المتخوفون، أو المرتابون من تشكيل اللجنة، وهناك روح عامة طيبة وإيجابية تحكم عمل أعضاء الجمعية، حيث هناك تفاهم مع القوى الإسلامية والمدنية بدرجة مقبولة، وهناك تنسيق هايل بين بعض قيادات ورموزالجمعية التي تسير بخطوات مقبولة وجيدة، وستحقق الهدف منها بشكل ينال رضا الجميع، وقد توصلنا إلى نتائج إيجابية مستمرة، رغم وجود بعض المشكلات التي لم تؤثر على عملنا، وسوف نصدر مسودة للدستور وإخضاعها لحوار مجتمعى قبل عرضها على الاستفتاء، ومن المتوقع أن يتم إصدار دستور هو الأفضل في تاريخ مصر خلال الفترة القريبة المقبلة، خاصة في المواد المتعلقة بصلاحيات رئيس الجمهورية، حيث تم مناقشة وجود مواد تتعلق بمحاسبة الرئيس، ليس فقط حال الخيانة العظمى، كما كان مقرراً، كما أنه تم مناقشة مواد تخص صلاحيات الرئيس في حل المجالس البرلمانية، حيث سيتم تقنينها، من خلال منح تلك المجالس صلاحية سحب الثقة من الرئيس، وذلك وفقاً لضمانات لا تسمح بالصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
البعض أدعي أن هناك سيطرة لتيار بعينه علي عمل "التأسيسية".. فهل هذا صحيح؟
لا توجد أي هيمنة من قبل التيار الإسلامي على اللجنة، لأنها مستقلة وحيادية ومنتخبة، وفيها تناغم بين كافة القوى المشاركة، كما أنه لا مبرر من الخوف من سيطرة التيار الإسلامي، لأن هذا التيار لا يملك نسبة 57 في المئة من أعضاء الجمعية، وهي النسبة اللازمة لإقرار مواد الدستور، ومن ثم فإن الدستور لن يتأثر بأي فصيل سياسي معين، ومع ذلك لا أخفي شعوري أنني قلق مما يحدث ب"التأسيسية" خلال الأيام الأخيرة.
كيف تقيم أداء حكومة الدكتور هشام قنديل؟
الوقت لا يزال مبكراً للحكم على حكومة د. هشام قنديل، فأمامنا بعض الوقت كي نسطيع أن نقيم أعمالها الأولية، إلا أنني أرى أن هذه الحكومة جاءت مخالفة للتوقعات من حيث التشكيل.
وكيف تقيم أداء الرئيس محمد مرسي خلال الفترة السابقة؟
الرئيس مرسي اتخذ العديد من القرارات المهمة، والتي كان منها إجراء تعديلات داخل المؤسسة العسكرية، من خلال إحالة المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان إلى التقاعد، وهو الأمر الذي يصب في اتجاه الدولة المدنية، فأنا أرى أن مثل هذه القرارات ستكون داعمة لاستكمال أهداف الثورة، وإرساء دولة القانون، والتمسك بمدنية الدولة، وبدأ في خطوات موفقة داخليا وخارجيا وعليها استكمالها واستتابعها بقرارات ومواقف تصب في الصالح العام، كما أن زيارته لإيران مهمة، لها العديد من المكاسب على المستوى السياسي والاقتصادي، خاصة أن إيران تعتبر من الدول المهمة في الشرق الأوسط، والتي يجب على مصر إعادة العلاقات معها بعد طول انقطاع، وخاصة أن ذلك لا يضر السيادة أو السياسة الخارجية، والزيارات الخارجية للرئيس عامة لها مردود إيجابي أقتصادي وسياسي، وهناك العديد من الدول التي يجب أن تتجه مصر إلى الشراكة الاقتصادية معها، مثل ليبيا التي يجب أن يتم الاهتمام بفرص التعاون معها، بما يحقق العائد الاقتصادي الكبير لمصر، كما يجب علينا الاهتمام بالتجارة البحرية، واستغلال الموارد الطبيعية التي تؤهلنا للتفوق في هذا المجال.
واخيرا ماذا عن زيارة الرئيس محمد مرسى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرا بعد التوتر الناجم عن أحداث السفارة الأمريكية بالقاهرة وهل تتوقع حدوث تطور وتحول فى العلاقات المصرية الأمريكية ؟؟
أعتقد أن العلاقة بين مصر وأمريكا لن تتأثر بدرجة كبيرة نتيجة الأحداث التى شهدتها السفارة الامريكية بالقاهرة، وقد نجحت الإداريتن المصرية والأمريكية فى تجاوز هذا الأمر".
ومن مصلحة البلدين أن يكون هناك علاقات قوية بينهما إلا أن على واشنطن أن تعى أن " مصر الثورة " تختلف عن سابقتها وعليها ايضا أن تغير من سياساتها في الشرق الاوسط المنحازة دائما لإسرائيل على حساب مصالح وشعوب المنطقة وبالفعل بدأ الرئيس محمد مرسى فى تحقيق خطوات لنقل مصر من دور التبعية إلى المشاركة. مواد متعلقة: 1. ايمن نور في التحرير : لا عودة لزمن مبارك 2. ايمن نور: اتصالات لتشكيل فريق رئاسى يضم موسى وحمدين ( فيديو ) 3. ايمن نور : التشكيل الجديد للحكومة انخفض بسقف توقعات الرأي العام