أ.ش.أ: وقع السودان والجنوب في أديس أبابا اليوم الخميس، ثلاث اتفاقيات معنية "بالتعاون، والأمن، وترتيبات ما بعد الانفصال" بحضور الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس الجنوب سلفا كير ميارديت وأعضاء لجنة الوساطة الإفريقية، وذلك في ختام مفاوضات مكثفة استمرت أربعة أيام. فقد وقع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس الجنوب سلفا كير ميارديت "اتفاقية للتعاون" بين البلدين ووقع كشاهد تابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق ورئيس لجنة الوساطة الإفريقية.
كما وقع وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين ووزير الدفاع في حكومة جنوب السودان الجنرال جون كونج "اتفاقية أمنية" بين البلدين ووقع كشاهد رئيس نيجيريا السابق عضو لجنة الوساطة الأفريقية الجنرال عبد السلام أبو بكر.
ووقع كل من الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم أموم، وإدريس محمد عبد القادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية اتفاقية حول "ترتيبات ما بعد الانفصال"، ووقع كشهود عليها كل من رئيس بوروندي السابق وعضو لجنة الوساطة الإفريقية بيير بويويا، والجنرال عبد السلام أبو بكر رئيس نيجيريا السابق عضو لجنة الوساطة، وكذلك تابو مبيكي.
وجاء توقيع هذه الاتفاقيات بين البلدين خلال مراسم حضرها عدد كبير من المسئولين من السودان والجنوب وممثلين من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وعدد من الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين بأديس أبابا.
وتوصل الرئيسان البشير وسيلفا كير مساء أمس في ختام مباحثات مكثفة على مستوى القمة بأديس أبابا استمرت أربعة أيام إلى بروتوكول للتعاون يتضمن إقامة منطقة منزوعة السلاح بين البلدين واتفقا كذلك بشكل نهائي على المسائل المتعلقة بعبور النفط والمواطنة والحريات والتجارة والتنقل، ولكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق لحل النزاع المتعلق بمنطقة "أبيي" الغنية بالنفط وكذلك لاتفاق حول مسائل الحدود، واتفق الرئيسان على تأجيل هاتين المسألتين إلى مفاوضات لاحقة للتوصل إلى اتفاقات بشأنها.
وتتضمن "الاتفاقية الأمنية" الترتيبات الأمنية المختلفة بين البلدين بهدف إرساء الأمن والاستقرار والتخلص من المشاكل ذات الصلة، وتتضمن "اتفاقية ترتيبات ما بعد الانفصال" أوضاع المواطنين بما يشمل التجارة وحرية التنقلات للمواطنين والتملك والموضوعات ذات الصلة والقضايا الاقتصادية الأخرى بين البلدين والتي تضم الأصول والديون والمتأخرات المالية والمطالبات المالية والبترول والقضايا ذات الصلة.
وتتعلق "اتفاقية التعاون" بتنفيذ إجراءات تهدف لتعزيز التعاون في كافة المجالات بين البلدين بهدف تحقيق التنمية والتقدم للبلدين.
وأكد الرئيس السوداني عمر البشير في كلمة له عقب مراسم التوقيع التزام بلاده بتطبيق ما تم الاتفاق عليه وذلك في سبيل تحقيق الأمن والسلام على الحدود وتعزيز التبادل التجاري الحر وحرية تنقل السكان وذلك من خلال الاحترام المتبادل واحترام القوانين الدولية.
وقال "إننا سنواصل بنفس الروح حل المسائل العالقة المتبقية وخاصة المناطق التي مازالت محل خلاف وهي منطقة أبيي وقال "نؤكد في هذه المناسبة التزامنا ببروتوكول أبيي وبحل بقية المسائل العالقة".
وعبر الرئيس السوداني عن تقديره لكل الإطراف التي ساهمت في التوصل إلى هذه الاتفاقات وخاصة رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ملس زيناوي ورئيس لجنة الوساطة الإفريقية رئيس جنوب أفريقيا السابق تابو مبيكي ولأعضاء اللجنة وخاصة رئيس نيجيريا السابق عبد السلام أبو بكر ورئيس بوروندي السابق بيير بويويا.
ومن جانبه قال سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان إن التوقيع علي اتفاقية التعاون اليوم تنهي نزاعا طويلا بين البلدين بعد الانفصال والتي ما كان يقدر لها النجاح لولا جهود رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي مشيرا إلى أن رحلة السلام في المنطقة لن تنتهي برحيله وسوف تستمر في السودان وفي المنطقة.
وأشاد بجهود الاتحاد الإفريقي في مساعدة البلدين في الوصول إلي اتفاقية التعاون الشامل وقال أن بلاده قد طبقت خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الأفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي.
وتعهد سلفا كير بتنفيذ الاتفاقية بالتعاون مع الرئيس عمر البشير، وعبر عن التزامه بأن يواصل فريقه المفاوض في ترسيم الحدود وفقا لحدود الأول من يناير عام 1956 حتى يتوصل الجانبان إلي اتفاق حول منطقة أبيي.
وقال رئيس لجنة الوساطة الأفريقية رئيس جنوب أفريقيا السابق تابو مبيكي أن توقيع هذه الاتفاقات يعني انه لن يكون هناك لجوء للقتال مرة أخرى بين البلدين بعد هذا اليوم وان التعاون بين البلدين سوف يمضي بهدف تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في البلدين.
وأكد التزام الاتحاد الإفريقي ولجنة الوساطة الإفريقية بمواصلة دعم السلام بين البلدين وفي القارة بأكملها مشيدا بالقيادة الحكيمة للرئيسين عمر البشير وسلفا كير والتي أثمرت عن التوصل إلى هذه الاتفاقات. وأشاد بجهود فريقي التفاوض للبلدين وكذلك بدور أعضاء لجنة الوساطة الأفريقية. مواد متعلقة: 1. بدء اجتماعات القمة بين البشير وسلفاكير في أديس أبابا 2. جلسة مباحثات جديدة بين البشير وسلفاكير في أديس أبابا 3. الاتحاد الأوروبي يرحب بقمة البشير وسلفاكير بأديس أبابا