كان لتداعيات التظاهرات الغاضبة والمستمرة منذ أسبوعين في العالم العربي والإسلامي منذ أن أعلن عن وجود مقاطع لفيلم بعنوان "وحشية المسلمين" وجها آخر داخل الحوار والخطاب الاعلامى الأمريكي، ليست فقط المرتبط بنوعية القضايا الأمنية في حماية الأمريكيين بالخارج و إظهار فشل الإدارة الأمريكية الحالية في حماية "الحلم الأمريكي"، بل كانت ذات انطباع ديني خالص، يرتبط بانتقاد بالسكوت عن الإساءة للمسيحية ورموزها الدينية في أعمال وصفت فنية ومسرحية ولم يظهر ذات نفس الحماسة الإسلامية في الدفاع عنها. رد الفعل "العكسي" الأمريكي ظهر في كتابات مدير مركز الدراسات الإعلامية "نيوز بستر" بيرنت بوزل الذي كتب مقالا " هل الإسلام استثناءا ؟" وجه فيه انتقادات لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي قالت أن السبب في غضب المسلمين في العالم والذي أدى إلى اقتحام مقرات السفارات الأمريكية هو ما قيل انه فيلما مسيئا للإسلام وإنها حضت الرئيس اوباما بإجراء اتصالات مع الموقع الأشهر "يوتيوب" لحذف الفيلم، بينما كانت كلينتون نفسها في عام 1999 عندما كانت السيدة الأولى لم تظهر انتقادا وحماسة مماثلة عندما عرضت لوحة لمتحف بروكلين يسئ للسيدة العذراء.
وقال بوزل أن تصريحات كلينتون لازالت مذكورة عندما قالت أن عدم المسؤولية في عمل فني لا يجعلنا نغلق المتحف، وذلك على اثر غضب من ابرشيات وكنائس مسيحية أمريكية على عرض اللوحة.
من جانب آخر انتقد بوزل رموز دينية محلية قالت أنها تؤيد اعتقال المسئول عن نشر الفيلم المسئ للإسلام، بينما لا تحبذ اعتقال منتجي فيلم "الإغواء الأخير للمسيح" عام 2006 ..مبررة قولها بان عندما يؤدى فيلما لمقتل عشرات الأمريكيين فالمسؤول لابد أن يعتقل.
لم يكن مدير المركز الاعلامى مثالا واحد أو استثنائيا، وإنما انتشرت ظاهرة الدفاع عن الرموز المسيحية إلى عشرات الكتاب في الصحف والقنوات الأمريكية المحلية كتيم جراهام الكاتب لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، والذي انتقد فيه استعانة شبكة سى ان ان، بالمفكر المسيحي المتحرر بان ميكليران في كتابة مدونة دورية يتحدث فيها عن اشمئزازه من مشاهدة مقاطع الفيلم المسئ، وانه يشعر بالعار لمجرد ان فيلما كهذا يعرض في بلده.
وقال جراهام ان السيد مميكيلران لم يظهر الحماسة ذاتها عندما سرد الكاتب المغمور دان بروان حكايات تتعارض مع العقيدة المسيحية فى كتابة "شفرة دافينشي " والتي أنتجت فيلما سينمائيا مؤخرا. مواد متعلقة: 1. مظاهرة للمسلمين في أثينا احتجاجا على الفيلم المسيء 2. المسلمون في هونج كونج يحتشدون احتجاجا ضد الفيلم المسيء للإسلام 3. تواصل المظاهرات «الباكستانية» احتجاجا على الفيلم المسيء