ناقشت الورشة الأدبية بحزب التجمع بالزيتون مساء أمس الاثنين كتاب "خرافة الأدب الصهيوني التقدمي" للباحث الشاب حاتم الجوهري، وذلك في حضور المناضل اليساري أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب المصري الاشتراكي، والمؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين، والشاعر والكاتب شعبان يوسف، والسفير الفلسطيني في الهند، عدلي صادق. بدأت الندوة بتمهيد من القاص أسامة ريان، قدّم فيه الكاتب وموضوع الكتاب، وأبدى ملاحظاته السريعة على الكتاب، وكان أبرزها تلخيص فكرة الكتاب في عنوانه بما قد يغني القارئ عن قراءته، ويعطيه فكرة واضحة عن مضمونه، وفي كلمته أكد أحمد بهاء الدين شعبان أن فكرة "التقدمية" تتناقض مع الصهيونية والعنصرية واغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني، وأن ما يسمى ب"اليسار الإسرائيلي" أخطر على القضية الفلسطينية من اليمين، لأن المنتمين لذلك اليسار هم من بنوا دولة الكيان الصهيوني، وأسسوا الترسانة النووية الاسرائيلية، وقادوا المعارك الكبرى في تاريخ الدولة الصهيونية، بداية من حرب عام 1948م، وهم من يموهون على حقيقة المشروع الصهيوني في الغرب، ويعطونه صبغة "محترمة" زائفة، وقد أكد كثير من الصهاينة أنفسهم على هذه الحقيقة، وأن مواقف اليسار الصهيوني خففت لأعوام طويلة من النقد لسياسات إسرائيل!! وفي السياق نفسه أشار شعبان إلى أن اختراق العقل العربي والمصري هدف استراتيجي إسرائيلي، وأن اليسار الصهيوني كان إحدى وسائل الاختراق، لافتاً إلى أن اليسار المصري رفض الفكرة الصهيونية منذ البداية، وناضل رواده في مواجهتها، وأنه لابد من إنصاف اليسار المصري وإعادة الاعتبار لتاريخه ورواده المناضلين الذين تعرضوا للاعتقال والقتل بسبب مواقفهم المبدئية. وفي ختام كلمته أشاد شعبان بالجهد المبذول في الكتاب، قائلاً إنه رغم تحفظه ونقده لبعض المعلومات والفرضيات الواردة في الكتاب بشأن اليسار، فإنه يؤيد فكرته العامة، ويرحب بمؤلفه الشاب بين صفوف الكتاب والباحثين المتصدين للصهيونية بالقلم والفكر. ومع تأكيده على فرضية الكتاب الرئيسية، داعياً لاستبدال العنوان ب"خدعة الأدب الصهيوني التقدمي"، رفض المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين استخدام مصطلح "الصهيونية الماركسية" لتوصيف اليسار الاسرائيلي، كما رفض إرجاع تبلور الحركة الصهيونية للمجازر التي وقعت لليهود في روسيا في القرن التاسع عشر، وهو ما أيده عدلي صادق، سفير فلسطين في الهند، الذي دخل مع المؤلف في جدال ساخن حول مصطلح "الماركسية الصهيونية" رافضاً اقتران الماركسية بالصهيونية، أو وصف اليسار بالصهيونية، وهو ما أجاب عنه المؤلف بأنه يتلك وثائق تاريخية منسوبة لبعض مفكري الماركسية في روسيا في بدايات القرن العشرين استخدمت مصطلح"الصهيونية الماركسية " صراحة، مثل المفكر بورخوف الذي كتب عن الصهيونية الماركسية في مقال له عام 1905م!!. وفي الختام دعا الشاعر شعبان يوسف إلى مناقشة المزيد من المؤلفات التي تعيد قضايا الصراع العربي الصهيوني لمكانها في الساحة الثقافية والسياسية المصرية.