تطل من جديد على سوق الأدوية أزمة نقص بعض الأنواع الحيوية التي لا غنى عنها ولا بديل للأطفال وذوي الحالات المزمنة وعلى رأسها لبن الأطفال الرضع والتي وصلت إلى حد الاختفاء في بعض المناطق ، إلى جانب أنواع كثيرة أخرى من أدوية القلب والضغط والذبحة الصدرية ، فما هو سر اختفاء هذه الأدوية وما البديل الممكن لتخطي هذه الأزمة؟ "محيط" دخلت تلك المنطقة الشائكة لتعرف ما وراء تلك الأزمة والتقت د. نجوى واصف صاحبة صيدلية بمنطقة المهندسين والتي أكدت من جانبها أن هناك نقص هائل في الأدوية الحيوية خاصة لمرضى القلب والكبد والضغط والكلى والسكر وحديثي الولادة وقد زادت تلك الأزمة بعد الثورة بشراسة ولا نعرف الأسباب الخفية وراء تلك الأزمة فالثورة قضت على الأخضر واليابس .
ومن جهته قال مجدي حسن موظف بالأوقاف :أعاني دوما للحصول على ألبان الأطفال بيوميل 1 وبيوميل 2ولا أجدها ولا أعرف من وراء ذلك وقد مررت على كل الصيدليات إلي التعامل معها بلا جدوى .
وتقول السيدة هناء زاهر مريضة سكر: لا أجد الأنسولين الذي أعتمد عليه يوميا ووصل بي الأمر رجاء من اعرفه للبحث عنه في كل مكان فأنا لا أقدر على السير طويلا .
وتؤكد شيرين محمد ربة منزل : أنا مريضة حمى روماتيزمية ولا أجد حقنة البنسلين طويل المدى التي أخذها شهريا واضطر للبديل ولكن له آثر جانبية سيئة .
أما د . أيمان سيد طبيبة طوارئ أن هناك نقص في دواء داي نيترا 5 مل الذي يستخدم لعلاج الذبحة الصدرية في ثوان ولا بد من توفره فالانتظار ولو ثوان كفيل بالقضاء على المريض .
وتؤكد الحاجة فاطمة مريضة ربو أن البخاخة " كلينيل مركب غير متوفرة حاليا ويعتمد عليها أيضا أصحاب الأزمات الصدرية .
وفى تصريح خاص للدكتور محسن عبد العليم وكيل وزارة الصحة لشئون الصيدلة أعلن أنه تم إنشاء المركز المصري لليقظة الدوائية حديثا - منذ عام تقريبا - ومهمته الأساسية مراقبة كل ما يتعلق بسوق الدواء على المستوى المحلي وتفعيل أية توصيات من منظمة الصحة العالمية أو المراكز المشابهة في نشاطها مع المركز للوصول لدواء آمن وفعال .
وعلى المستوى الخارجي وذلك برصد كل الأدوية المحظورة والتي تسبب آثارا جانبية والتواصل مع الجهات المعنية لسحب هذه الأدوية ومنع تداولها وعلى سبيل المثال تم سحب بعض أدوية إنقاص الوزن بناءا على تقرير ورد مؤخرا من منظمة الصحة العالمية وبعد استشارة أساتذة كليات الصيدلة والطب وتبين أنها تضر الكبد والكلى والقلب وتم سحب كل ما هو له آثار جانبية سيئة من هذه العائلة التي تقبل عليها شريحة عريضة من المجتمع المصري ولا يتم التهاون مع اى توصيات ونأخذ كل ما يرد إلينا موضع الاهتمام والجدية وعن نقص الأدوية فإن هذا الأمر ليس بالصورة التي يتصورها البعض فلا أحد يستطيع أن يقول أن هناك دواء ناقص أو احد الأصناف به نقص إلا في حال عدم توفر المثيل بمعنى احتوائه على نفس المادة الفعالة ولكن ينتجه شركات أخرى أو البديل بمعنى احتوائه على مادة لها ذات الأثر الطبي ولكنها مختلفة.
أزمة ألبان الأطفال بسبب الاستخدام الخاطئ :
وأشار دكتور يوسف طلعت عضو المكتب الفني بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة أن أزمة ألبان الأطفال وراؤها سوء الاستخدام من الأمهات حيث يجب الا تزيد مدة استخدامهم له أكثر من ستة أشهر بينما يتم استخدامه حتى بلوغ الطفل عامين مما يؤدي إلى إضاعة حق طفل آخر هو في أمس الحاجة إليه .
فالمستهلك يجب أن يلتزم بترشيد الاستهلاك ورف الوعي الثقافي الطبي لديه حتى لا تتكرر الأزمة مرة أخرى .
كما أن ميزانية وزارة الصحة التي لا تتجاوز 4,8% من الوازنة العامة للدولة يجب ان تزيد بحد أدنى 15% من الموازنة وهذا هو الحد العالمي في كل دول العالم .
هل الأزمة مفتعلة لزيادة الأسعار ؟
أشار د. عادل عبد المقصود رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية أن تحديد الأسعار أو تزويدها ليس بالسهولة التي يتصورها الناس ووفق القواعد المنظمة الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة .
وقال بالفعل هناك أصناف ناقصة على المستوى العالمي حيث هناك حصص من الأدوية لا تكفي السوق المحلي لتلك الدول وبالتالي صعب أن تتوفر تلك الأصناف في مصر وأكد عبد المقصود أن الأزمة ليست متعمدة وان حدث ذلك فباستطاعة الشركة المصرية لتجارة الأدوية لحل هذه المشكلة لكن هناك جانب آخر أدى لتفاقم الأزمة خاصة بعد الثورة حيث تعرضت عشرات السيارات التابعة لشركات الأدوية ومصانع الدواء للسرقة والحرق والإتلاف من قبل الخارجين عن القانون كما أن عدم الربط بين الاحتياجات الفعلية لبعض المصانع وخطة الإنتاج أدى لعدم توافر مخزون وقت الأزمة الحالية وبالنسبة للأدوية المدعمة فيتدخل بها أطراف كثيرة بداية من رئيس الوزراء إلى من يتبعه في إعطاء الضوء الأخضر لعمل المناقصات كل عام مالي .