واشنطن: توصلت دراسة علمية إلى أن إمكانية "تصحيح" موروث في الفئران يرتبط بالاكتئاب قد يؤثر إيجاباً في علاج الاكتئاب لدى الناس، حيث أظهرت الفئران سلوكاً شاذاً في الدماغ عند افتقارها إلى هذا الموروث الجيني بعد حقنها بفيروس معدل. وقد نشرت الدراسة في الولاياتالمتحدة في مجلة "ساينس ترانسناشيونال ميديسن". وأشارت رائد العلاج الجيني في المملكة المتحدة، إلى أنه على الرغم من الحاجة إلى حقن الدماغ، فإنه لا يمكن استبعاد علاج في المستقبل للاكتئاب الحاد. ويعرف هذا الموروث باسم "بي 11"، هو واحد من عدد من العوامل التي قد تلعب دوراً في التسبب بالاكتئاب. وكانت دراسة لأدمغة مرضى مصابين بالاكتئاب توفوا بأن لديهم مستويات قليلة جدراً من "بي 11" في منطقة من الدماغ تسمى "النواة المتكئة"، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي". ومن المعتقد أن الموروث يعمل على تنظيم السيروتونين في كيمائيات الدماغ، والذي يساعد على التحكم في المزاج، والشهية، والنوم. ولم يظهر الموروث في "النواة المتكئة" في أدمغة الفئران، كما أنها أظهرت سلوكاً يقارن مع الاكتئاب لدى البشر، فعلى سبيل المثال لم تبد رغبة في إكمال نشاط كالسباحة، وعندما تم حقنهم بالفيروس لاستعادة ال "بي11"، عاد نشاطهم إلى المستويات العادية، كما هي لدى الفئران الأخرى. أشار الدكتور مايكل كابليت، من مركز وايل كرونل الطبي، وأحد المسئولين عن البحث: "لدينا احتمال لعلاج ما نؤمن أنه الآن السبب الجذري لاكتئاب الانسان...العلاجات الحالية تركز على أعراض الاكتئاب ولكن ليس الأسباب الكامنة ورائه، وعلى الرغم من أن هذا ينفع مع الكثير من المرضى، فإن المرضى الذين يعانون من الاكتئاب الشديد، أو ذاك الذي لا يستجيب للدواء، يمكن أن يستفيدوا من منهجناً". مثل هذا العلاج سيحتاج لسنوات عدة، ونظراً للطبيعة المعقدة لمرض الاكتئاب، سيحتاج الأمر إلى المزيد من العمل لتحديد مدى تأثير "بي 11" في البشر. والفيروسات المستخدمة لتنتج العلاج الجيني كبيرة جدا لتمرر الدم عبر حاجز الدماغ الذي يحميه، وستحتاج إلى أن يتم الحقن في "النواة المتكئة" تحديداً، كما يخشى أن يكون ل"بي 11" تأثيرات في مناطق أخرى من الدماغ. وهذا يتطلب ثقب الجمجمة، وتوجيه الإبرة إلى بقعة محددة بشكل دقيق. وأكد الدكتور تشن قوانج الباحث في علم الأعصاب لدى شركة جونسون وجونسون الصيدلانية، في تعليق نشر في المجلة ذاتها، أن استخدام العلاج الجيني في هذه الطريقة لعلاج الاكتئاب يمثل "أرض مجهولة... فعلى الرغم من أننا شرعنا في مسار جديد وواعد، فإنه يتوجب التغلب على عدد كبير من القضايا الطبية والتنظيمية قبل التمكن من تنفيذ مثل هذه العلاج". ويقول خبراء آخرون أنه لا ينبغي استبعاد استخدام هذا العلاج على شكل غازات طيارة كخيار في المستقبل.