ا.ف.ب: أعلنت دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية لوكالة أنباء "نوفوستي" الروسية أن الوزارة وصفت المعلومات الواردة في الرسالة المنشورة على موقع "مجهول" في الانترنت بشأن عمليات فساد في الوزارة ب"الكاذبة" والمزورة. وقالت الوزارة إن "الرسالة المنشورة على الشبكة من قبل مجموعة من العاملين في وزارة الخارجية"، والموجهة إلى القيادة العليا للبلاد وأجهزتها الأمنية والقضائية، تعتبر، في أقل ما يقال، "كذبة إعلامية"، إذ أن جميع التواقيع المزعوم بأنها تعود لموظفين في الوزارة، هي مزورة، ويتواجد بين أسماء "الموقعين" أشخاص ليسوا على قيد الحياة، لذلك، إن تسمية هذه الورقة المزورة ب "الرسالة المفتوحة لا تتطابق مع الحقيقة".
ويستغرب المسؤولون في الوزارة مما "أراده مؤلف أو مؤلفو هذه المادة، متجاوزين بذلك كل القيم الأخلاقية والأدبية، ومستغلين بشكل أعمى أسماء زملائهم" في العمل.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه إذا كان من حقائق لخروقات في عمل الوزارة، فيجب الحديث عنها دون نفاق أو مواربة.
يذكر أن "مجهولين" نشروا على الانترنت رسالة مفتوحة موقعة من قبل 40 موظفا في وزارة الخارجية الروسية، يفضحون فيها "أعمال الفساد والسرقات غير المسبوقة" التي يرتكبها كبار المسؤولين في الوزارة.
وذكرت الرسالة التي وجهت إلى الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء دميتري ميدفيديف والمدعي العام الروسي ورئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، عشرات الحوادث الموثقة والمفصلة عن عمليات سرقة لأموال الدولة، وتلاعب بالمشتريات والعقود والممتلكات، منها عملية شراء 100 سيارة بأسعار خيالية، وتوزيع للشقق السكنية المملوكة للوزارة في العاصمة موسكو، على حاشية الوزير والمقربين من كبار المسؤولين.
كما تحدثت الرسالة عن عمليات سرقة الأموال المخصصة لبناء مشاريع جديدة، والتلاعب في قيم العقود وأسعار مواد البناء، بالإضافة إلى اختلاس الأموال المخصصة للمشاريع الخدماتية لموظفي الوزارة.
وتحدثت الرسالة عن حالات توزيع الشقق السكنية المخصصة لموظفي الوزارة في العاصمة موسكو وضواحيها، على أشخاص مقربين من الوزير لافروف وحاشيته، وتجاهل الموظفين الذين ينتظرون من 10-20 سنة، ليحصلوا على شقة لسكنهم. وذكر ناشرو الرسالة أن مبلغ 12.6 مليار روبل (حوالي 400 مليون دولار أميركي)، تم صرفه قبل 6 سنوات لشركات البناء، من أجل بناء شقق للموظفين، غير أنه وبعد مرور 6 سنوات، لم يحصل الموظفون على شقق، ولا أحد يعلم أين ذهبت الأموال.
ونقلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية، -لم تعلن عن هويته- قوله إن "مشاريع الوزارة في الخارج قصة منفصلة تماما، فالنتائج دائما سيئة"، مشيرا إلى أنه "بغض النظر عن الطريقة التي تم بها تنفيذ المشاريع والتكاليف المرتفعة جدا، فالأوامر تأتينا دائما بالقبول والتوقيع".
ومن جانبها لم تعلق النيابة العامة الروسية على الأمر، إلا أن القانون الروسي يجبرها على التحقيق في الأمر، والتأكد من حقيقة المعلومات المنشورة، واتخاذ خطوات ملموسة في حال تأكدت حقيقة المعلومات الواردة في الرسالة. مواد متعلقة: 1. لافروف: روسيا تتجه في علاقاتها نحو الغرب والشرق والشمال والجنوب 2. لافروف: موسكو لن تؤيد أي قرار من مجلس الأمن يسمح بالتدخل الأجنبي في سوريا 3. لافروف: العقوبات الأمريكية على سوريا وإيران تضر بمصالحنا