رويترز - يصل البابا بنديكت السادس عشر «بابا الفاتيكان» إلى لبنان اليوم الجمعة لنقل رسالة سلام إلى منطقة الشرق الأوسط التي تعيش أجواء مشحونة بالتوتر بسبب الحرب الأهلية في سوريا والاحتجاجات العنيفة ضد السفارات الأمريكية في ليبيا ومصر واليمن بسبب فيلم مسيء للنبي محمد. وخيمت هذه التوترات على ترتيبات زيارة البابا الحساسة دينياً للبنان لكن إجراءات الأمن كانت غير مشددة وستنظم المظاهرة الوحيدة ضد الفيلم الذي أنتج في الولاياتالمتحدة بعيداً عن العاصمة.
وأثار فيلم مسيء للنبي محمد احتجاجات غاضبة في مصر وليبيا واليمن أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة دبلوماسيين آخرين في هجوم لمسلحين على القنصلية الأمريكية في بنغازي.
وازدانت شوارع وميادين العاصمة اللبنانية بيروت بصور البابا بنديكت حيث ترفرف أعلام لبنان وأعلام الفاتيكان على الطرقات والجسور والأبنية الحكومية.
كما ازدانت الشوارع بصور البابا مصحوبة بشعار الزيارة "سلامي أعطيكم".
وعلق حزب الله الشيعي اللبناني لافتات على طول طريق المطار يرحب فيها بالبابا تحمل صوره وعبارة بالعربية والفرنسية تقول "حزب الله يرحب بقداسة البابا في وطن التعايش".
وعلى مقربة علق الحزب -الذي تعتبره الولاياتالمتحدة وإسرائيل جماعة إرهابية- رايات ترحيب صفراء بلون أعلامه تحمل خطاباً مختلفاً بعض الشيء كتب عليها "أهلاً بكم في وطن المقاومة".
وفي أحياء العاصمة اللبنانية التي تقطنها غالبية مسيحية علقت صور البابا (85 عاما) في كل الشوارع ودقت أجراس الكنائس صباح اليوم الجمعة.
ورحبت صحيفة النهار بالبابا في لبنان في عنوان صفحتها الأولى وقالت أن أكثر من 5000 فرد من قوات الأمن والجيش تحمي بابا الفاتيكان.
ومن المقرر أن يغلق مطار بيروت أمام كل الرحلات الجوية لمدة ساعتين قبل وصول البابا المنتظر الساعة 1.45 دقيقة بالتوقيت المحلي.
ولا يتوقع سمير خليل سمير وهو خبير كاثوليكي في الشئون الإسلامية مقره بيروت أي مشاكل أمنية رغم الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في ليبيا ومصر واليمن لأنه والمجتمع اللبناني ينظر إلى زيارة البابا على أنها لفتة سلام.
ويقضي البابا الذي يقوم بالزيارة الرابعة والعشرين دولياً والرابعة إلى الشرق الأوسط ثلاثة أيام يوجه خلالها نداء من اجل الوحدة بين الكنائس المسيحية المختلفة والسلام بين المسيحيين والمسلمين خلال وجوده في العاصمة اللبنانية بيروت من يوم الجمعة إلى يوم الأحد.
كما سيحث المسيحيين على عدم ترك منطقة الشرق الأوسط مهد الديانات وهو اتجاه تصاعد خلال السنوات القليلة الماضية هربا من الحروب والاضطرابات وما يعتبره البعض تمييزاً ضد المسيحيين.
ويصدر البابا بنديكت وثيقة اليوم الجمعة بعنوان نصيحة باباوية تستند إلى مناقشات أجراها الأساقفة الكاثوليك في روما حول الشرق الأوسط عام 2010.
وسيعقد البابا اجتماعين كبيرين في مكان مفتوح ويلتقي مع ممثلين لجميع الطوائف المسيحية والإسلامية والزعماء السياسيين.
ويمثل المسيحيون الآن نحو 5 % من عدد سكان الشرق الأوسط مقارنة ب 20% قبل مئة عام.
وسيوجه البابا نداءه من اجل السلام في بيروت إلى سوريا بشكل خاص حيث تدور حرب أهلية لا تبعد كثيرا عن حدود لبنان.
وتقول جماعات المعارضة أن أكثر من 27 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة التي بدأت قبل نحو 18 شهراً وامتدت اشتباكات منها في بعض الأحيان إلى الأراضي اللبنانية.
وشهد لبنان نفسه حربا أهلية طائفية في الفترة بين عامي 1975 و1990.
وتزداد التوترات بين السنة في لبنان الذين يؤيدون بشكل عام الانتفاضة التي تقوم بها الغالبية السنية في سوريا والشيعة الذين يؤيدون عادة الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. مواد متعلقة: 1. لبنان ..أصابع الاتهام تشير لتورط اللواء جميل السيد بقضية "سماحة" (فيديو) 2. مرجعان إسلاميان ب«لبنان»: التعرض للرسول نتيجة الحقد على المسلمين 3. الجماعة الإسلامية في لبنان تشجب الفيلم المسيء للإسلام