أ.ش.أ: اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء بالمظاهرات التي اندلعت الليلة الماضية أمام مقار البعثات الدبلوماسية الأمريكية في القاهرة وبنغازي احتجاجا على قيام مجموعة من الأمريكيين والمصريين المقيمين في الولاياتالمتحدة بإنتاج فيلم يسئ للنبي محمد. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" -في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت: "إن الاحتجاجات ، التي تزامنت مع الذكرى الحادية عشر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، تحمل رسالة تذكير بأن موجة التغيير التي اجتاحت العالم العربي بشكل عام ، ومصر وليبيا بشكل خاص ، لم تنجح في تبديد الغضب تجاه الولاياتالمتحدة التي لا تزال أعمدة الدخان الناتجة عن حروبها في هذه المنطقة تترك أثرا في نفوس شعوبها".
وأشارت الصحيفة إلى السبب الرئيسي وراء اندلاع هذه الاحتجاجات ، التي أدت لمقتل دبلوماسي أمريكي في قنصلية بني غازي، لافتة إلى مقطع الفيديو الذي تم رفعه على مواقع الإنترنت كدعاية لفيلم يحمل عنوان "سذاجة المسلمين"، وبه مشاهد كرتونية تسئ بشكل بالغ للرسول الكريم محمد "ص".
وأفادت الصحيفة بأن الشخص الذي قام بنشر الفيديو على مواقع الإنترنت يدعى سام باسيل ، وهو شخص معاد للاسلام يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية ويعيش في ولاية كاليفورنيا ، مضيفة أنه جمع نحو 5 ملايين دولار من أكثر من 100 متبرع يهودي لإنتاج الفيلم.
وأوضحت أن ما جذب الانتباه للفيلم على المستوى الدولي هو مشاركة القس الأمريكي تيري جونز، والذي عرف بدعواته المتكررة لحرق نسخ القرآن الكريم، في إنتاجه، حيث صرح بأن الفيلم هو "إنتاج أمريكي لا يستهدف مهاجمة المسلمين ، ولكنه يعكس الأيديولوجية المدمرة للإسلام" بحسب وصفه.
ونقلت الصحيفة عن القس تعليقه بشأن احتجاجات القاهرة وبنغازي ، قائلا: "إن هذه الأحداث تؤكد أن المسلمين لا يتسامحون ولا يتقبلون شيء سوى محمد" ، واصفا الإسلام بأنه "دين ضلال شامل".
من جانبها ، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن احتجاجات الليلة الماضية أمام السفارة الأمريكيةبالقاهرة، و القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي الليبية، عكست غضب المتظاهرين لإنتاج الفيلم المسيء للنبي محمد في الولاياتالمتحدة.
وتناولت الصحيفة جانب من الأحداث التي شاهدتها الاحتجاجات ، حيث قتل موظف تابع لوزارة الخارجية الأمريكية في الهجوم على قنصلية بني غازي ، والذي وقع بعد احتشاد آلاف المتظاهرين المصريين أمام السفارة الأمريكية واعتلاء بعضهم للسور المحيط بها من الخارج ، وقيامهم بإنزال العلم الأمريكي وحرقه.
ونقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قولها: "بأنها أجرت اتصالا مع رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا محمد يوسف المقريف "للتنسيق بشأن الإجراءات الإضافية التي يجب اتخاذها لحماية الأمريكيين في ليبيا" ، لافتة إلى أن المقريف أبدى إدانته لمقتل الدبلوماسي الأمريكي ، متعهدا بالتعاون الكامل مع الحكومة الأمريكية في هذا الصدد.
وأكدت كلينتون: "أن الولاياتالمتحدة إذ تستنكر الأعمال التي تتعمد ازدراء المعتقد الديني للآخرين فإنها ترفض في الوقت نفسه أي تبرير لمثل هذا العنف". مواد متعلقة: 1. هدوء في محيط السفارة الأمريكية.. وعدد من المتظاهرين ينوون الإعتصام 2. غزلان تعليقا على أحداث السفارة: الضغط الشعبي أحد الطرق لتحقيق الأهداف 3. «الجارديان» تصف مقتحمي السفارة الأمريكية في القاهرة ب "المتشدون"