يثير تزايد هجمات الانفصاليين الأكراد على اهداف داخل تركيا في الفترة الأخيرة ، المخاوف في أنقرة من امتداد النزاع الذي يهدد نظام الأسد إلى أراضيها، فضلا عن الاتهامات الغير رسمية من جانب تركيا للنظام السوري بالضلوع في تلك الهجمات رد على دعمها للثورة السورية. ومع أن الصيف مناسب تقليديا لعمليات حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق الأناضول الذي يشكل الأكراد غالبية سكانه، أثار الهجوم بسيارة مفخخة الذي أدى إلى سقوط تسعة قتلى مدنيين الشهر الماضي في غازي "عنتاب" التي لم يطلها حتى الآن العنف بين العمال الكردستاني والجيش التركي، استياء شديدا.
وكالعادة لم تتبن الحركة الانفصالية الكردية هذا التفجير، لكن السلطات التركية رأت انه يحمل بصمات حزب العمال الكردستاني المتمرد عليها منذ 1984.
وذهب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ابعد من ذلك وتحدث عن تورط سوري ؛ وأشار من دون أن يضيف أي تفاصيل إلى "تواز في العقلية والأسلوب" بين اعتداء غازي "عنتاب" والقمع الدموي لنظام بشار الأسد منذ بدء الحركة الاحتجاجية.
لكن احد نواب الحزب الحاكم في تركيا اتهم دمشق بشكل واضح. وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الإسلامي حسين شلق في تصريحات لصحافيين "من المعروف أن حزب العمال الكردستاني يعمل يدا بيد مع المخابرات والأسد يعتبر حزب العمال الكردستاني عدو تركيا، حليفا له".
رحيل الأسد
وقبل الأزمة كان اردوغان يقيم علاقات ودية مع الرئيس السوري. لكن مع استمرار القمع بدأت تركيا تطالب برحيل بشار الأسد وسمحت للمعارضة المسلحة بتنظيم عملها على أراضيها حيث تستضيف اليوم أكثر من سبعين ألف لاجئ. وتعتبر المعارضة التركية سياسة الحكومة هذه خطيرة وتدينها.
ورأى كتاب افتتاحيات انه بتعاونهم مع الجيش السوري الحر، أشعل القادة الأتراك النار ودفعوا حزب العمال الكردستاني إلى التقرب من النظام السوري كما في 1998 عندما كانت دمشق تؤوي زعيم العمال الكردستاني عبد الله اوجلان.
وكتب أصلي ايديتاشباش في صحيفة "ميلييت" الليبرالية أن "غازي عنتاب كانت هدفا لحزب العمال الكردستاني الذي أراد توجيه ضربة لمقومات سياسة الحكومة التركية ازاء سورية".
إما دينيس زيريك كاتب الافتتاحية في صحيفة "ميلييت" فاتهم الأسد بأنه دبر الاعتداء في الكواليس "لتحذير" الحكومة التركية.
وكان اردوغان هدد الشهر الماضي بتدخل عسكري عندما سيطر حزب الاتحاد الديمقراطي إحدى الحركات الكردية في سورية والقريب من حزب العمال الكردستاني حسب أنقرة، على عدد من المدن السورية القريبة من الحدود التركية.
وقال قمر قاسم من مركز الأبحاث الإستراتيجية الدولية في أنقرة انه "إذا حدث فراغ في السلطة في بلد ما ستكون المنظمات الإرهابية أول من يستغله، وفي هذه الحالة قد يكون حزب العمال الكردستاني".
وأضاف "في سورية تسود الفوضى الآن وهذا لا يمكن أن يخدم سوى الحركات المسلحة الخارجة عن القانون".
أكراد تركيا
ويحارب حزب العمال الكردستاني الدولة التركية منذ العام 1984، وتعتبره الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية. وقد لقي ما لا يقل عن 40 ألف شخص حتفهم في هذا الصراع الذي يعتبره الأكراد وجوديًا، يتوسّلونه سبيلًا لنيل حكم ذاتي كردي في جنوب شرق تركيا، وللحفاظ على حقوقهم الثقافية، والإفراج عن زعيمهم عبد الله أوجلان المعتقل في تركيا منذ العام 1999.
وخلال الفترة الماضية، اتهمت الحكومة التركية حزب العمال الكردستاني بتجديد علاقاته السابقة بالحكومة السورية، ليكونوا طرفًا في ما يعتبره كثيرون صراعًا إقليميًا مرشّحًا للتوسّع.
وعلى الرغم من ضآلة المعلومات المتوافرة في هذا الشأن، إلا أن "واشنطن بوست "تفيد بأن الجيش التركي أنهى في منتصف الشهر الماضي عملية واسعة ضد مسلحين أكراد، استولوا على مواقع في منطقة هكاري الواقعة شرق تركيا، على الحدود المشتركة بينها وبين كل من العراق وإيران.
بحسب سياسي كردي محلي، حاول الأكراد السيطرة على هكاري وإقامة نقاط تفتيش على طرقها العامة، إلى جانب استمرارهم في تنفيذ هجماتهم التقليدية الخاطفة ضد القوات التركية الموجودة في المنطقة، مستلهمين ما حققه الأكراد السوريون من مكاسب كبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية، ما دفعهم ليصعّدوا قتالهم ضد السلطات التركية.
مواد متعلقة: 1. مقتل عسكريان تركيان في هجوم للإنفصاليين الاكراد شرق البلاد 2. الاكراد العراقيون قلقون إزاء مستقبلهم /جاسم محمد الآلوسي 3. العربى يحتوى مشكلة إنسحاب الاكراد من مؤتمر المعارضة السورية