أ.ش.أ : أكد المهندس هاني محمود وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أهمية وضرورة التكامل بين الدول الأفريقية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمواجهة التحديات خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن مصر تعتبر مركزا محوريا لمرور الكابلات البحرية للربط بين أفريقيا وأوروبا. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الوزير في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء الاتصالات الأفارقة الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي وتستضيفه العاصمة السودانية الخرطوم وحصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منها.
وقال الوزير "إن التحدي الحقيقي الآن هو تحقيق الشراكة والتعاون والتكامل بين دول حوض النيل فيما يتعلق ببناء مجتمع معلوماتي قوى، تتصل شبكاته بعضها البعض، ويستطيع المساهمة في تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية لحماية مجتمعه من كافة المخاطر".
وأضاف "أن العالم الآن أصبح يسير باتجاه التكتلات، ولم تعد أية دولة قادرة على المشاركة في الحراك السياسي أو الاقتصادي بشكل فردى، وأن أكبر الدول وأقواها تتخذ من جيرانها عضدا، فتصبح قوية بغيرها، فاعلة بتكتلها"، مؤكدا أن الكيانات الفردية ليس لها طاقة على مجابهة الأزمات، ولكنها إذا اتحدت مع غيرها قويت، واستطاعت أن تثبت في وجه الأزمات والمخاطر.
وأشار الوزير إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قاطرة التقدم لكافة المجالات، حيث استطاع أن يحقق طفرات هائلة في فترة وجيزة، وبات هو المكون الفاعل والركيزة الأساسية لكافة القطاعات الأخرى، بل تحول إلى حافز لرفع كفاءة هذه القطاعات وتحسين أدائها.
وقال المهندس هاني محمود وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جزء لا يتجزأ من عجلة الاقتصاد في كافة دول العالم وأصبح مكونا رئيسيا فاعلا في تنمية كافة القطاعات الأخرى مثل الصحة والتعليم، فبعد أن كان هذا القطاع يشكل عبئا على كاهل الدول، بما كان يحتاج إليه من دعم تتحمله موازنات هذه الدول، تبدل الحال، وأصبح أحد الموارد الرئيسية للدول، بفضل ما مر به من تطوير.
وأكد أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأفريقي قادر على تطوير ذاته ورفع معدلات عوائده والمشاركة بقوة على الساحة العالمية، لكن ذلك لن يتحقق بأي حال من الأحوال إلا من خلال التكامل والتضامن بين دول القارة على أساس من التعاون المشترك لبناء مجتمع المعلومات الأفريقي القائم بالأساس على الشراكة بينها وبين بعضها البعض.
وقال "إن تحديات القطاع على النطاق الأفريقي متمثلة في تطوير بنية تحتية متقدمة تواكب التقدم الذي يشهده العالم فى تطبيقات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحديثة المستخدمة في هذا الصدد"، موضحا أنه يجب العمل على المشاريع الخاصة بربط القارة الأفريقية من خلال الكوابل البحرية التي تساعد على نقل خدمات الاتصالات بين الدول الأفريقية.
وأكد على أهمية إنشاء "انترنت اكستشينج بوينتس" لتنمية مجالات استخدام الانترنت بين الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن الاتحاد الأفريقي يدرك أهمية تطوير البنية التحتية في القارة الأفريقية وما يقدمه من برامج ومشاريع هو خير دليل على هذا الأمر، حيث يأتي في هذا الإطار برنامج تنمية البنية التحتية في أفريقيا كأحد أهم المشاريع المشتركة التي تعمل على تنمية البنية التحتية فيما بين الدول الأفريقية.
وشدد على ضرورة الاستمرار في تطوير شبكة الانترنت كونها أحد أهم العوامل المساعدة في تحقيق الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية، فشبكة الانترنت تلعب اليوم دورا حيويا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بوجه عام، وعاملا رئيسيا في تحسين اقتصاديات العالم، ووسيلة لإتاحة الفرصة للابتكار والمنافسة والاستثمار.
ونوه المهندس هاني محمود وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأن الأمن السيبرانى يعد أيضا من الموضوعات التي تحمل العديد من التحديات للمجتمع الدولي، ولعل أبرز هذه التحديات هو التوصل إلى رؤية مشتركة للجوانب التنظيمية والتطبيقية الخاصة به، وهو ما يبرز أهمية التعاون الدولي في مواجهة مخاطر الفضاء الإلكتروني، فالطبيعة العالمية للتحدي تفرض مواجهته بأسلوب عالمي.
وعرض تجربة مصر في نشر الثقة والأمن في استخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك من خلال الإجراءات التي تبنتها نحو تأسيس مركز استجابة طوارئ الإنترنت والحاسب، وإصدار قانون التوقيع الإلكتروني، وتفعيله من خلال استصدار تراخيص الشركات، والعمل على مشروع قانون أمن المعلومات، بالإضافة إلى الجهود المصرية على المستويات الإقليمية والدولية، المتمثلة في دعم المشروع العربي لحماية النشء على الإنترنت، وكذلك دعم مبادرة الاتحاد الدولي للاتصالات لحماية النشء.
وتطرق في كلمته إلى حماية النشء على شبكة الإنترنت كونه أحد أهم تطبيقات الأمن السيبرانى الذي توصل كافة أصحاب المصلحة إلى رؤية مشتركة وبناءة حوله، من خلال تضافر الجهود على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية.
وعقد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عددا من اللقاءات والمباحثات الثنائية مع كل من الدكتور عيسى بشاري وزير العلوم والاتصالات السوداني، ووزيري الاتصالات والمعلومات في كل من الكونغو والجابون حيث تناولت المباحثات التركيز على التعاون في مجال تطوير البنية التحتية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وربط دول أفريقيا بأوروبا من خلال مرور الكابلات البحرية عبر الأراضي المصرية حيث تعد مصر مركزا محوريا من خلال موقعها الجغرافي المتميز الذي يجعلها مؤهلة بقوة للعب دور بارز في هذا المجال.
كما تم بحث التعاون بين مصر ودول أفريقيا للاستفادة من الخبرة المصرية في مجال التنمية البشرية والتدريب لخلق كوادر من الشباب قادر على المنافسة على المستوى المحلى والمستوى العالمي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
والتقى الوزير، الدكتورة إلهام إبراهيم رئيس مفوضية الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي، حيث تناول اللقاء مناقشة التعاون الجاري بين الاتحاد الأفريقي ومصر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وسبل تعزيز التعاون بين الجانبين في هذا المجال في المرحلة الثانية من المشروعات التي يطرحها الاتحاد الأفريقي للدول الأفريقية الأعضاء في الاتحاد ومن بينها مصر. مواد متعلقة: 1. وزير الطيران المدني: شحن حقائب الأسلحة الدنمركية على مصر للطيران تم بطريقة قانونية 2. وزير الأوقاف يزور محافظة شمال سيناء غداً 3. «مرسي» يستقبل وزير الخارجية البحريني لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين