تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الاثنين، عددا من القضايا المهمة من بينها متابعة زيارة الرئيس "محمد مرسي" إلي طهران، وهى الأولى من نوعها منذ ما يزيد على ثلث قرن. ففي مقاله (هوامش حرة) بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب «فاروق جويدة»: "إن تبادل النيران بين شيوخنا الأجلاء، وفناني مصر الكبار، فضيحة إعلامية بكل المقاييس، مشيرا إلى أننا أصبحنا الآن حديث العالم العربي، حيث تتناقل أجهزة الإعلام والفضائيات والصحف ما يجرى من معارك، وصراعات، وشتائم بين الفنانين والمشايخ".
وأكد "جويدة" أن القيم الدينية تحرم هذه الأساليب في السلوك، والتعامل، والموعظة الحسنة، ورسالة الفن الحقيقية أبعد ما تكون عن هذه المهاترات، ولا يعقل أن يقف شيخ جليل، ويوزع الجنة والنار على عباد الله كما يحب، ولا يعقل أيضا أن يكون الرد عليه بهذا الأسلوب، والأفضل في كل الحالات هو وقف هذه المهاترات تماما، مشيرا إلى أن هذه مسؤولية المشرفين على القنوات الفضائية، سواء الدينية منها أو العادية.
وأوضح أن مصر التي قدمت للعالم الدين الحقيقي، والتدين السليم، ولا يمكن أن يكون مصيرها الآن هذا القاموس من الشتائم والتجاوزات، ومصر التي قدمت للوجدان العربي أرقى وأجمل الفنون، لا يمكن أن يصل فيها الحوار إلى هذه الدرجة من الإسفاف.
وشدد الكاتب على أن «الدين الحقيقي» دعوة إلى الله بالموعظة الحسنة حتى مع الكفار، والفن الحقيقي رسالة سامية لا تقبل الانحراف أو التجاوز، وهذا التراشق الذي نشاهده كل يوم على الفضائيات أبعد ما يكون عن قدسية الدين وروح الفن، متسائلا إلى متى يستمر مسلسل الإسفاف؟.
ومن جانبه، قال الكاتب "عماد الدين حسين" في مقاله (علامة تعجب) بصحيفة "الشروق": "إن (صبري نخنوخ) يبدو أنه لا يزال يعتنق المفهوم الكلاسيكي لكلمة بلطجي، ولذلك كرر خلال سلسلة ظهوره الإعلامي المكثف اندهاشه وتعجبه واستغرابه من وصف بعض وسائل الإعلام له بالبلطجة، حيث قال نصا "رجل مثلي بهذه الثروة الضخمة لا يحتاج إلي أن يصبح بلطجيا، هو أنا لو بلطجي حيبقى عندى القصر ده، والفلوس دي كلها".
وأضاف: أن المعلم "نخنوخ" كما يحب البعض أن يناديه في شارع الهرم، كان ضحية نظام مثلما كان "ترسا" في هذا النظام، والآن يتكشف لنا الجانب المظلم من نظام الرئيس المخلوع "مبارك" الذي ظل قابعا خلف "الغرف المعتمة" طويلا.
وأوضح أن أمثال "نخنوخ" كانوا أعمدة أساسية يقوم عليها هذا النظام، خصوصا في إنجاز وإنهاء الأعمال القذرة من قبيل تزوير الانتخابات، وردع مظاهرات السياسيين، ومحاولة إفشال أية محاولة شعبية، للتخلص من الظلم والفساد والاستعباد.
ولفت إلي أن القضاء قد يدين "نخنوخ" بتهم عادية مثل حيازة مخدرات، وأسلحة غير مرخصة، أو حتى البلطجة وممارسة الدعارة، واقتناء حيوانات مفترسة، لكن المهم كيف ندين أمثاله على مشاركتهم في إرهاب المجتمع؟، ورغم كل ذلك فالرسالة التي ينبغي أن تصل إلى كل "النخانيخ" هي: "اتعظوا، لا أحد محصن مهما كثر ماله، ومهما جلس مع الكبار والمشاهير من فنانين، ولاعبي كرة، ألا تدركون أن أكبر رأس في البلد قد سقط، ويقبع في السجن الآن فاتعظوا!.
وقال: "إن رفع الغطاء السياسي، إلى حد ما، عن جزء من نظام "مبارك"، بدأ يجعلنا نشم بعض الروائح القذرة والمتعفنة، فبدأنا نعرف بعض ميكانزمات هذا الحكم الفاسد، وكيف كانت تروسه تدور في الخفاء، فالرائحة قد تكون عفنة، ولكن علينا أن نتحملها قليلا، حتى ننظف جسد الوطن بأكمله منها.
وفي مقاله (وجهة نظر) بصحيفة "المصري اليوم"، قال الكاتب "حسن نافعة": "لم تكن زيارة الرئيس المصري إلى طهران، وهى الأولى من نوعها منذ ما يزيد على ثلث قرن، تتويجا لجهود استهدفت "تطبيع" علاقات كان أصابها خلل كبير، وعجزت جهود سابقة عن إصلاحه.
وأضاف أن الزيارة استهدفت تأكيد الحرص على المشاركة فى أنشطة حركة دولية كانت «مصر الناصرية» قد لعبت دورا رئيسيا في تأسيسها.
ولأن مصر كانت دولة مضيفة للدورة السابقة، فقد كان من السهل تصوير امتناع رئيسها المنتخب عن المشاركة في قمة طهران، باعتباره تقليلا من شأن الحركة، ودليلا على استمرار سياسة مصر الخارجية في مرحلة ما بعد الثورة على نفس النهج القديم.
وأكد أن الزيارة أتاحت في الوقت نفسه فرصة جديدة تعين استغلالها، لتصحيح الخلل القائم في العلاقات «المصرية الإيرانية»، والذي أصبح استمراره غير مبرر.
فهل نجح الدكتور "مرسى" في انتهاز هذه الفرصة؟، وقال إن كلا الطرفين لم يبد حرصا واضحا على استثمارها، وأبدي خشيته من أن تكون هذه الفرصة الجديدة قد أهدرت وأضيفت إلى قائمة فرص أخرى عديدة سبقتها.
وأعرب الكاتب عن أمله في أن تؤسس هذه الزيارة لبدء علاقة «استراتيجيه» بين البلدين ال2 الكبيرين، وأظن أن الفرصة التي أتاحتها لا تزال قابلة للاستثمار.
وعلينا أن ندرك يقينا أن «قوى دولية وإقليمية» عديدة تسعى جاهدة لعرقلة أي تطوير لهذه العلاقات.
وأكد أن هناك الآن فرصة تاريخية للقاء فريد بين «ثورة يناير المصرية» الوليدة، و«ثورة إيران الإسلامية» العتيقة.
ولأن مثل هذا اللقاء يشكل خطورة كبرى على المصالح (الأمريكية والإسرائيلية) في المنطقة، فمن المؤكد أن (الولاياتالمتحدة وإسرائيل) سيبذلان كل ما في وسعهما، للحيلولة دون حدوثه، فانتبهوا أيها السادة.
وفي عموده(نقطة نور) بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب "مكرم محمد أحمد" إن المعايير المزدوجة يبدو أنها ستظل تحكم عالمنا الذي لا يزال يفتقد التوازن، والعدل، والمساواة بين الدول والأمم، ويعانى من هيمنة الأقوياء، وتسلطهم على القرار الدولي، وعدم احترامهم لمواثيق حقوق الإنسان، بما في ذلك ميثاق الأممالمتحدة.
وأكد أنه رغم الضجة الكبرى التي يصطنعها الغرب حول هذه القضايا إذا ما تعلق الأمر بمصالحه، أما مصالح الآخرين فلتذهب إلي الجحيم، وأسوا من ذلك بكثير صدور أحكام القضاء على أسس تمييزية دينية وعرقية تزيف العدالة وتعطى الجناة فرصة الهرب من المسئولية لمجرد أن الضحايا عربا أو مسلمين!.
وأشار إلي أنه يقول ذلك لأنه خلال هذا الأسبوع وقع حدثان مهمان لم تهتم بهما الصحافة العربية كثيرا: (أولهما) إخفاق إحدى المحاكم "العسكرية الأمريكية" في توجيه أي اتهام لأربعة من جنود مشاة البحرية الأمريكية، بلغت وقاحتهم حد تصوير أنفسهم، وهم يتبولون علنا فوق أجداث عدد من مقاتلي "طالبان" ملقاة تحت أقدامهم، ونشر صورهم على مواقع الانترنت.
وأكد أنه مع كل هذه الجرائم فإنه تم إطلاق سراحهم دون محاكمة أو توجيه اللوم لهم، في ازدراء فاضح ومخيف لعقائد الآخرين، وللإنسانية جمعاء.
وتابع الكاتب: "أما الحادث الثاني فيتعلق بالحكم الفج الذي أصدره قاض إسرائيلي يبرئ القاتل في قضية مقتل الناشطة الأمريكية "راشيل كوري" 23 عاما، والتي دهسها (بلدوزر عسكرى اسرائيلي)، لأنها اعترضت طريق (البلدوزر) الذي كان يستهدف هدم منزل فلسطيني في حيفا، بدعوى أن الناشطة الأمريكية وضعت نفسها في مكان خاطئ، وتتحمل وحدها المسئولية الكاملة عن موتها، لأنها حاولت عرقلة إحدى آليات الجيش الإسرائيلي عن أداء مهمتها.
وأكد أن الحادثين آثارا ردود أفعال غاضبة واسعة في عدد من دوائر الغرب، أما في عالمنا العربي والإسلامي فصم بكم لا يسمعون ولا يرون ولا يأبهون. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية