الأناضول: أكد الجيش السوري الحر أنه سيبدأ في استهداف المطارات المدنية التابعة لنظام بشار الأسد بعد انتهاء مهلة 3 أيام لشركات الطيران لتوفيق أوضاعها بعدما ثبت أن النظام السوري يستخدم هذه المطارات في الأعمال العسكرية. وقال بسام الدادة، المستشار السياسي للجيش السوري، في تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول عبر الهاتف إن الجيش الحر بدأ في استهداف المطارات العسكرية وسيبدأ قريبًا في استهداف المطارات المدنية.
واستبعد خبراء عسكريون أن يؤدي هذا التكتيك الجديد للجيش السوري باستهداف المطارات العسكرية والمدنية إلى حسم المعركة العسكرية، معتبرين أنه أشبه ب"حرب الاستنزاف" التي أدارتها القوات المصرية ضد قوات العدو الإسرائيلي خلال الفترة التي فصلت بين هزيمة يونيو 1967 ونصر أكتوبر 1973.
وتمكنت قوات الجيش السوري الحر أمس الأربعاء من استهداف مطار بمدينة أدلب، ونجحت في تدمير 10 طائرات هليكوبتر، كما نجحت اليوم الخميس في إسقاط طائرة بنفس المدينة.
وكشف الدادة في تصريحات لمراسل الأناضول أن الجيش الحر لديه معلومات عن أماكن كل المطارات العسكرية، والتي تتواجد غالبيتها خارج المدن الرئيسية، ولا توجد حولها حراسة كبيرة، بما يسهل من إجراءات استهدافها.
وقال: "نهدف من ذلك إلى إضعاف السلاح الجوي الذي يحاربنا به جيش بشار الأسد، ونجبره من ناحية أخرى على تشديد الحراسة حول المطارات، بما يعني انتقال بعض قواته إلى هناك وتخفيف الضغط على مقاتلي الجيش الحر".
ونبه الداده إلى أن استهداف المطارات المدنية التي ثبت استخدام بعضها في عمليات عسكرية سيبدأ بعد 72 ساعة من الآن.
وأضاف: "تركنا هذا الوقت لشركات الطيران حتى ترتب أمورها وتلغي كل رحلاتها المتجهة من وإلى المطارات المدنية، لأنها ستكون هدفًا لعمليات الجيش الحر".
وأشار المستشار السياسي للجيش الحر في الإطار ذاته إلى أن الفترة المقبلة ستشمل هجمات أخرى على قواعد إطلاق الصواريخ، بحثًا عن قواعد تستخدم في إطلاق الأسلحة الكيماوية.
وأضاف: "نقوم حاليًا بجهد استخباراتي لمعرفة أماكن هذه القواعد، بعد أن استهدفنا بالأمس قاعدة كنا نعتقد أنها لإطلاق صواريخ تحمل مواد كيماوية، واكتشفنا أنها قاعدة لا تتعامل مع هذا النوع من الأسلحة".
وفي معرض تقييمهم لهذه الخطوة، أشاد الخبير العسكري اللواء محمد علي بلال بهذه العمليات التي أجراها الجيش الحر، لكنه استبعد أن تكون مؤثرة في حسم الصراع بين الطرفين.
وقال بلال والذي كان قائدًا للقوات المصرية في حرب الخليج الثانية لمراسل الأناضول، إن ضرب المطارات هدفه استنزاف قدرات وإمكانيات الجيش النظامي، تمامًا كما كان يفعل الجيش المصري في حرب الاستنزاف خلال الفترة التي فصلت بين هزيمة يونيو 1967 ونصر أكتوبر 1973.
والاستنزاف، كما يعرفه الخبير العسكري، هو وسيلة يتم اللجوء إليها بتنفيذ أعمال صغيرة في أكثر من اتجاه لتشتيت جهود العدو، وذلك عندما تكون هناك معوقات تحول دون إدارة معركة ينتصر فيها طرف على الآخر.
وأضاف بلال: "هذا ما يحدث بسوريا من جانب الجيش الحر لإجبار النظام على الاهتمام بتأمين المطارات بعدد أكبر من القوات، وهذا يكون خصمًا من أعداد القوات التابعة للجيش النظامي بالمدن".
وتوقع الخبير العسكري المصري أن يضع الصراع بين الطرفين أوزاره خلال ثلاثة أو أربعة أشهر على الأكثر، مشيرًا إلى أن زيادة الانشقاقات عن الجيش النظامي تبعث برسالة أن النهاية قد يحسمها انقلاب قياداته على الأسد.
وبدوره، شكك الخبير الإستراتيجي اللبناني طلال عتريس في عدد الطائرات التي تم تدميرها الأربعاء، مستبعدًا أن يكون عددها 10 طائرات، كما أعلن الجيش الحر.
واستدرك قائلاً: "ومع ذلك، فهي خطوة مهمة لإزعاج النظام، مهما كان العدد".
واشترط عتريس حتى يمكن وصف ما يحدث بأنه "استنزاف" لقوة الجيش النظامي أن يتبعها عمليات أخرى متواصلة، ولا تكون مجرد واحدة.
وختم بالقول: "الجيش الحر سجل هدفًا في مرمى الجيش النظامي، وعلينا الانتظار هل سيستطيع إحراز أهداف أخرى أم لا". مواد متعلقة: 1. 20 قتيلاً في سوريا الأثنين والجيش الحر يسقط مروحية للنظام (فيديو) 2. 30 قتيلا في سوريا الأربعاء والجيش الحر يحاصر مطار "تفتناز" العسكري (فيديو) 3. شبكة أخبار إدلب: الجيش الحر يدمر 10 طائرات ميغ في مطار أبو الضهور العسكري بإدلب