أكد فنانين تشكيليين ل"محيط" أن مظاهرة غدا الجمعة الموافق الرابع والعشرون من أغسطس حق مشروع للشعب المصري؛ لأن التظاهر منصوص عليه في الدستور طالما سلمي. مستنكرين الفتاوي التي صدرت مؤخرا من بعض الشيوخ بإباحة دم متظاهري غد. متذكرين الفتاوي التي اصدرها البعض منهم في ثورة 25 يناير بحرمانية الخروج عن الحاكم وغيرها. أشار الفنان د. حمدي أبو المعاطي نقيب التشكيليين ل"محيط" أن مظاهرة 24 أغسطس هدفها الاعتراض على الوضع الحالي، ومن حق الشعب المصري التظاهر والتعبير عن وجهة نظره بحرية طالما بشكل سلمي ولا تخل بالأمن وخصوصا بعد قيام ثورة 25 يناير، وعلى رئيس الدولة أن يستمع لهم، ولا يجب بعد ثورة 25 يناير إحجام التظاهر؛ لأنه من المؤكد أن الخارجين للتظاهر يروا بعض السلبيات ويريدوا توصيل وجهة نظرهم. واعترض د. أبو المعاطي على الفتاوي التي اطلقها بعض الشيوخ مؤخرا بإباحة دم المتظاهرين قائلا أن هذه الفتاوي مرفوضة شكلا وموضوعا وغير منطقية؛ لأن التظاهر حق دستوري لأي مواطن طالما يعبر عن رأيه بشكل سلمي. مؤكدا رفضه لهذه الفتاوي لأنه لا يجب أن يطلق بعض الشيوخ فتاوي لمن يؤيدوه وإلا ما قمنا بثورة!!. مشييدا بموقف وزير الداخلية الذي أكد تأمينه للمظاهرة طالما سلمية، وهذا طببيعي في أي دولة؛ لان المتظاهرين أعلنوا عن موعد المظاهرة وهذا يعني شكل متطور في أداء المظاهرات لابد أن يحترم، وأن تقوم الدولة بتأمين المظاهرة حتى لا تنحى منحى غير مطلوب. كما أننا تعودنا على فكرة التظاهرات بأنها تعبير عن وجهة نظر، ووسلية ضغط على القائمين على الدولة، ومن حق الشعب الاعتراض عند وجود أي سلبيات . ورأى د. أبو المعاطي أن الفتاوى التي أباحت دم المتظاهرين مغرضة، الهدف منها إحداث نوع من الفوضى، والتحيز لفصيل معين، ومن الواضح أن من يصدرها ينتمي لفصيل ضد آخر، وهذا لا يجب أن يحدث لأن التظاهر غير محدد لفئة معينة من المجتمع، وطالما أن الدولة ككيان أباحت فلسفة التظاهر فعليها تأمين المظاهرات والاستماع للمطالب وقبولها بشكل أو بآخر، وهذا هدف إيجابي وغير وسلبي. ومن جانبه رأى الفنان د. عبد الوهاب عبد المحسن أنه لا يحق ان يحتج أحد على الآخر لأنه لا أحد يقوم بعمله كما يجب حتى هذه اللحظة، فالحاكم لم يقوم بعمله جيدا، ولا المحكوم، ولا المطالب بحق ولا غيره. مشيرا إلى أن فكرة الفتاوي التي اصدرها بعض الشيوخ بإباحة دم المتظاهرين هي من صنيع الإعلام، ولا يجب أن نلتفت لها. أما عن فكرة أخونة الدولة فقال أنها حالة من الترهيب كي نرضى بالأمر الواقع، لكن الوزراء ليسو من الإخوان الى حد كبير، وأيضا الإعلامين، ولم تظهر حتى الآن علامات لأخونة الدولة، لكن الشعب المصري اصبح عنده مرض، فلو كان الفريق أحمد شفيق هو رئيس الدولة فسيخرج المتظاهرين ضده للميدان. أما عن الإخوان فحتى الآن لم تكن المشكلة فيهم، لكن المشكلة في الشعب المصري كله. واعتقد أن جزء من التفكير في المظاهرات من صنيع الدولة حتى يتأخر مشروع المائة يوم بحجة أن الوضع غير مستقر. وأوضح د. عبد المحسن ل"محيط" أنه ضد الحرية المفلوتة، لكنه مع قواعد نعمل على أساسها، ومع حرية الفكر والإبداع، وليس مع الحرية المطلقة للصحافة والإعلام؛ معللا ذلك بأننا منذ عامين نرى إعلاما سيء لا نحترمه، هو ما روج لفكرة إهدار دم المتظاهرين، وهو من تحدث عن الإنفلات الأمني والبلطجة التي كنا من الممكن أن نراها قبل الثورة ولم نشعر بها، لكن الإعلام أبرزها خلال الثورة لترهيب الناس. مؤكدا أنه مع الحرية لأبعد الحدود، ومع من يريد العمل، ومع حرية فكر وإعلام يبني الإنسان المصري من وجديد. وقال د. عبد المحسن أنه سيقف اليوم في وقفة "حرية الفكر والإبداع" التي ستقام من الساعة السابعة وحتى التاسعة مساء في ميدان "الدوارن" بكفر الشيخ تضمنا مع الوقفات الاحتجاجية التي ستقام في ميادين محافظات مصر اليوم من أجل حرية الفكر والإبداع؛ فالمبدع لابد أن يمتلك حرية فكر، لكن الجاهل سيخرق السفينة لو حصل عليها أو تبؤ مكانة وقاد الناس. مؤكدا أنه ضد شيوع الفتوى، ويجب ألا يفتى إلا عالم مشهود له أمام الناس بالعلم. مشيرا إلى أن التظاهر السلمي حق مكفول لكل مواطن ولا يجب التعامل معه بالقوة أو بالعنف. الأمر الذي أكده الفنان محمود منيسي بأن هذه الفتاوى مرفوضة. مؤكدا أنه لا يجب اصدار فتاوي دينية في أمور مدنية لها علاقة بالمواطن المصري بشكل عام؛ فالفتاوي عموما يجب ان تصدر في شئون الدين فيما يتعلق بفروض الإسلام وما إلى ذلك، لكن ان يصدر رجل دين فتوى في مظاهرات فاعتبره "كلام فارغ". وقال منيسي أنه على الرغم من أنه غير مؤيد لمظاهرة 24 أغسطس، إلا أن التظاهر حق للناس جميعا؛ فالثورة قامت من أجل حرية الرأي والعدالة الاجتماعية والكرامة، وطالما المظاهرة سلمية فيجب أن تؤمن وحتى لو قام بها الفلول، معتبرا أن المصريين جميعا فلول لأنهم كانوا يعملون في النظام السابق. وقال أنه إذا كان هناك شريحة كبيرة جدا من المجتمع ضد أخونة الدولة، أو سيطرة فصيل واحد على كل مفاصل الدولة فمن حقهم التعبير عن نفسهم في مظاهرات حتى إن تحولت إلى ثورة، ولو حدث ذلك فإنه سيكون خطأ فادح من القائمين على الأمور في مصر في الوقت الحالي؛ لأنهم سيكررون نفس أخطاء النظام السابق الذي ترك مطالب الناس البسيطة والعادلة إلى أن تحولت إلى ثورة. ونوه منيسي أنه ضد المطالبات من قبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بفكرة تطبيق الشريعة وتحويل الدولة الى دولة دينية، فانتخاب د. محمد مرسي رئيسا لمصر كان في مقابل عدم انتخاب الفريق أحمد شفيق، وكان رهانا على مدنية الدولة ووعود من د. مرسي بعدم تحويل مصر إلى دولة دينية، كما كانت هناك شروط لم تتحقق حتى الآن مثل اختيار نائب قبطي ونائبة امرأة. مشيرا إلى أن كل هذه المطالب وغيرها من مطالب سهلة وبسيطة وعادلة لابد أن تتحقق بأقصى سرعة وإلا تحولت إلى قنابل موقوته. واصل منيسي أنه ضد الموقف الدفاعي الذي تأخذه الجماعات الدينية لمواجهة مظاهرة 24 اغسطس بإنزال حشود مضادة لهم؛ لأن هذا من شأنه تأجيج الموقف وتحويل اللعبة إلى نفس ما كان يحدث في النظام السابق عندما كانت تنزل مظاهرات مضادة في ميدان مصطفى محمود وروكسي تدعم مبارك. ولذلك يجب أن يستمع النظام القائم لمطالب المتظاهرين؛ لأنها حتى الآن مطالب عادلة، كما لم يطالبوا بإقالة الرئيس، وليس من حق أي شخص أن يواجة المتظاهرين بالقوة أو بالعنف المغلف في صورة مظاهرات مضادة. من جانب آخر صرح الفنان د. رضا عبد الرحمن أنه سيشارك في مظاهرة 24 أغسطس. موضحا أن المتظاهرين لم يستمعوا إلى رأي الشيوخ فهم من حرموا الخروج ضد مبارك. مؤكدا أنهم لم يخرجوا ضد مرسي، لكنهم سيخرجون ضد سيطرة الإخوان على الدولة ومقاصرها بشكل عام. مشيرا إلى أن ما يحدث حاليا هو توجيه للإعلام ومنع نشر مقالات لكتاب كبار، كما أن الإخوان يمنعون من يعارضوهم، وهذا يعتبر مأساه؛ لأننا بعد ثورة 25 يناير كان يجب أن يكون عندنا حرية تعبير لكن ما يحدث هو العكس، وهذا سيطال الفن والسينما والثقافة. وأكد د. عبد الرحمن أنه سيشارك أيضا اليوم في وقفة المثقفين التي تقام في الساعة السابعة في ميدان "طلعت حرب". مشيرا إلى أن معظم القوى السياسية في الغردقة مع الخروج للوقفة للتأييد على حرية التعبير. موضحا أن استئثار الإخوان بلجنة وضع الدستور يجعلنا في وضع أسوء من عصر مبارك، كما أننا عندنا رئيس جمهورية لديه صلاحيات مطلقة في كل شيء، وهذا لابد أن يولد ديكتاتور. لافتا أنه عندما ينشر خبر بزيارة الرئيس لأبن خاله فهذا يعني أننا في مسرحية هزلية!!. مؤكدا أن الصفقة التي تمت بين د. مرسي والمجلس العسكري لا تخيل على المتظاهرين لأن د. مرسي نجح بأقل من ربع من يحق لهم الانتخاب. وقال أن ما يحدث حاليا هو محاولة واضحة لتكميم الأفواة نرجو ألا تطول كل المطبوعات، ولا أمامنا سوى المقاومة.