تناول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خصائص الصلاة في الإسلام، مؤكدًا أن الصلاة ليست طقوسًا وشكلياتٍ مثل الأديان الأخرى، بل هي عبادة روحية ونفسية في المقام الأول، ولا تتوقف على مكان مُعيَّن؛ فأي مكان نظيف وطاهر يصلح للصلاة، ولا يُشكِّل المسجد شرطًا صحيحًا للصلاة. وأكد فضيلة الإمام خلال الحلقة الخامسة والعشرين من البرنامج الإذاعي "الكلم الطيب" أن الصلاة لا تحتاج إلى وسيط تُؤدَّى الصلاة من خلاله؛ فيستطيع أي مسلم أن يؤمَّ المسلمين أو يصلِّي بنفسه، وليس بها طقوس، وإنما يطلب بها الخشوع والتذلل لخضوع الله وجلاله.
وحول الزكاة قال فضيلة الإمام: إنها من العبادات المالية؛ وهي عبارة عن تقديم المعونات للفقراء وللمصالح العامة، وهي عبادة مفروضة على الغني، وتجب في المال النقدي والمواشي والزروع، وتُؤدَّى مرة واحدة في العام، وهي فرض عينٍ على القادر، وتاركها جاحد.
وأضاف فضيلة الإمام أن القرآن ظلَّ يدفع الناس إلى الإنفاق دون أن يحدد مبلغًا معينًا، وحينما استقر الإسلام بالمدينة فُرِضت الزكاة كركنٍ من أركان الدِّين. وعبادة الزكاة تُطهِّر الإنسان من داء البخل والشح، وتُعوِّد الإنسان على حب الله، ولها أثر كبير على الفقراء ودرء الجوع والفقر عنهم وعن أُسَرِهم، ولها أثر في محاربة الفقر في المجتمع، وفيها شكرٌ لله تعالى على ما تفضَّل به من نعمٍ على عبده.