تنطلق اليوم الثلاثاء في مكةالمكرمة بجوار بيت الله الحرام قمة التضامن الإسلامي التي دعا إليها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بحضور حشد من زعماء العالم الإسلامي، والتي تستمر يومين. وتأتي القمة الحالية التي ستستمر يومين، بعد مرور سبع سنوات على القمة الاستثنائية في مكة عام 2005 التي كان قد وصفها الأمين العام للتعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، مشروع "مارشال عربي إسلامي شبيه بمشروع المارشال الأمريكي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية".
وتعقد القمة الاستثنائية الثانية في ظروف وتحديات جديدة تواجه العمل الإسلامي ككل، تتصدرها: الحالة الأمنية والوضع المقلق في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الملف السوري والقضية الفلسطينية إلى جانب قضية مسلمي ميانمار تستوجب الخروج برؤية إسلامية مشتركة في ملفات القمة تُعيد مسار التضامن الإسلامي للوجهة الصحيحة باعتبار أن قمة مكة فرصة للوحدة ووضع الاستراتيجيات لإيجاد حلول لقضايا الأمة.
آمال فلسطينية
ويحمل الفلسطينيون أمالا عريضة بضرورة اتخاذ إجراءات عملية تنقذ القضية الفلسطينية التي تمر بمراحل صعبة وتراجع الاهتمام بها عقب ما تمر به المنطقة لا سيما مدينة القدسالمحتلة التي تعاني التهويد وتهجر سكانها حيث سيعرض خطة شاملة لإحياء المدينة على كافة الأصعدة.
ووصف أحسان أوغلو التوقيت السياسي الراهن للأمتين العربية والإسلامية ب"المفرق الكبير في تاريخ العالم الإسلامي ولم نعرف أزمات ومشكلات مثل التي نواجهها اليوم وذلك مقابل يقظة سياسية كبيرة لدى الشعوب".
ورغم هذه التحديات وغيرها الكثير فإن قمة مكة بقراراتها المتوقعة والمنتظرة قد تشكل علامة فارقة في تاريخ منظمة المؤتمر الإسلامي وفي هذه المرحلة الحساسة من التطورات التي يشهدها العالم أجمع ويُتوقع الكثير من القرارات المهمة اللازمة للقضايا المطروحة.
وكانت مدينة جدة في السعودية استضافت الاثنين الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر قمة التضامن الإسلامي.
بشرة خير
وكانت الجلسة الافتتاحية بدأت بكلمة للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، قال فيها: "إن مبادرة خادم الحرمين لشريفين "بشرة خير لوقف تيار الخلافات" وتمهد لانعقاد القمة الاستثنائية التي دعا إليها الملك السعودي".
وشدد إحسان أوغلو على خطورة ما يجري في هذه الأوقات على مستوى العالم الإسلامي، "ما أملى علينا أن نوحد جهودنا لتمتين أواصر التضامن والتعاون الحقيقيين وتجنب بواعث النزاعات وإهدار الإمكانات واستنزاف القدرات".
وترأس الاجتماع التحضيري الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل.
وأعرب عبد العزيز عن "ارتياحه للاستجابة السريعة التي حظيت بها هذه الدعوة والتي تعد في حد ذاتها مؤشرا إيجابيا يعكس الرغبة الصادقة لدى جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للتصدي للتحديات التي تواجهنا ولتعزيز أواصر التضامن الإسلامي بين دولنا خدمة لديننا الإسلامي الحنيف ولأمن وسلامة أوطاننا وشعوبنا".
وكان الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة الإسلامية أوصى بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وهو إجراء رفضته إيران.
وتعقد القمة الإسلامية الطارئة في مكةالمكرمة، بمشاركة زعماء وملوك ورؤساء وفود 57 دولة، هم أعضاء منظمة "التعاون الإسلامي".
ترحيب سعودي
ومن جانبها ، أعربت المملكة العربية السعودية عن ترحيبها بقادة الدول الإسلامية ورؤساء الوفود وجميع المدعوين لمؤتمر قمة التضامن الإسلامي.
وأبدت المملكة عن أملها في أن يوفق قادة الأمة الإسلامية وتكلل جهودهم بالنجاح لمواجهة ما يمر به العالم الإسلامي من مشكلات وتحديات.
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء السعودي الليلة الماضية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في قصر الصفا بمكةالمكرمة ، وقد اطمأن خادم الحرمين على انتهاء كافة الاستعدادات الجارية لاستضافة المؤتمر وتهيئة الظروف الملائمة لجميع المشاركين في القمة.
وحدة الصف
وصرح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة بأن مجلس الوزراء أعرب عن أمل السعودية الكبير في أن تحقق هذه القمة - التي يحظى انعقادها بشرف الزمان والمكان - ما تتطلع إليه الأمة الإسلامية في هذه المرحلة المهمة من وحدة الصف والتضامن والتنمية الشاملة والوسطية السمحة التي تنبذ التطرف والإرهاب والطائفية التي تؤدي إلى الشقاق والخلافات.
وأكد خوجة أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة تجسد حرصه واهتمامه بأمور المسلمين وتوحيد صفوفهم نظرا لما يمر به العالم الإسلامي من تحديات متلاحقة وظروف مأساوية في بعض أجزائه تتطلب توحيد الجهود والتكاتف والتضامن لمواجهة كل تلك التحديات.