تواصلت ردود الأفعال العالمية على قرارات الرئيس محمد مرسي بإقالة المشير طنطاوي والفريق عنان والتغييرات التي أجراها على المؤسسة العسكرية. فمن جانبها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم الاثنين أن القرارات "الجسورة" التي إتخذها الرئيس مرسي تتناقض بشكل حاد مع الصورة "الفاترة" التي أخذت عنه قبل إعلانه رئيسا للبلاد كونه "الخيار الثاني" لجماعة الاخوان المسلمين.
ورأت الصحيفة - في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الالكتروني- أن تلك القرارات من قبل الرئيس مرسي قد عضدت " تحولا هاما " في السلطة تجلت ملامحه الاولى بانتخابه رئيسا للبلاد.
وفي هذا السياق ، اعتبرت صحيفة "لوس انجلوس" الامريكية أن مساع مرسي لتقليص وتحجيم بقايا نظام الرئيس السابق حسني مبارك قد تبلورت أمس من خلال تسميته المستشار محمود مكي نائبا للرئيس حيث كثيرا ما دعا مكي إلى سلطة قضائية تتمتع بالنزاهة، منتقدا بعض وقائع الفساد والنصب التي لوثت الانتخابات التي كانت تجرى إبان عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه في الوقت الذي تحاول فيه الولاياتالمتحدة جاهدة فهم التغييرات التى أجراها الرئيس مرسي، فانه يبدو أن مسؤولي واشنطن تكتنفهم حالة من الثقة في وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي الذي تجمعه علاقة وثيقة مع واشنطن من خلال منصبه السابق كرئيس للمخابرات الحربية والاستطلاع. وأوضحت الصحيفة في تقرير على موقعها على الانترنت اليوم أنه رغم "المفاجأة" إزاء هذه الخطوة بالنسبة لواشنطن، إلا أنها لم تدق ناقوس الخطر داخل أروقة البيت الأبيض، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية نفت الشائعات التي ترددت الليلة الماضية حول أن السيسي له علاقة سرية بجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين على معرفتهم الجيدة له بعد أن قضى عاما لتلقى تدريبات في الولاياتالمتحدة، فضلا عن أنهم يتعاملون معه باعتباره رجل استخباراتي معروف بكفاءته .
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي كان قد اجتمع مع جون برينان، مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون مكافحة الارهاب، الذي وصفه، على حد قول مسئول أمريكي، بأنه يتمتع بشخصية قوية، وأظهر مستويات جيدة في التعاون، مشيرة إلى أن السيسي تجمعه أيضا علاقة وطيدة بإسرائيل وذلك من خلاله منصبه السابق.
وأوضحت الصحيفة أن هناك بعض الآراء ترى أن هذه الخطوة من قبل مرسي قد تكون بمثابة مثالا للديموقراطية والسيطرة المدنية على الجيش، في حين يرى آخرون أنها قد تكون محاولة من قبل الإخوان للسيطرة وإحكام قبضتهم على البلاد، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أن هذه التغييرات أمر لا يدعو للقلق في حد ذاته.
وأضافت أنه اذا كانت واشنطن غير قلقة من هذه التغييرات، فانها سوف تشعر بالقلق اذا ما تحرك الرئيس مرسي لاجراء تغييرات في السلطة القضائية، التي تعد مركزا مستقلا هاما للسلطة منذ اندلاع ثورة 25 يناير التي أطاحت الرئيس مبارك في فبراير 2011، مشيرة إلى أن هذه المخاوف تزايدت بعد تعيين مرسي للمستشار محمود مكي، نائب رئيس محكمة النقض، نائبا له وأن مكي قد يرفض الاحكام التى تصدرها المحاكم.