يواجه الشباب المسلم في البرازيل الكثير من التحديات والمشاكل التي تؤثر سلبا على اتباعه لتعاليم الدين الإسلامي وعطائه في تقدم مسيرة العمل الإسلامي، ويعد انجراف نسبة منهم في تعاطي المخدرات وشرب الخمور من أكبر المشكلات التي تواجه الجالية المسلمة اليوم .
وقد وقعت بعض الحوادث التي تناقلتها وسائل الإعلام البرازيلية عن حوادث اصتدام السيارات بالمارة كان يقودها شباب من أبناء المسلمين كانوا في حالة سكر شديدة، إضافة لموت بعضهم في قضايا تصفية حسابات بين مروجي المخدرات، وموت آخرين حال حملهم لمخدرات في بطونهم لتهريبها خارج البرازيل استغلالا لحالة الفقر التي يعيشونها من قبل عصابات المخدرات، ويوجد الكثير من الشباب المسلم في السجون البرازيلية من المتهمين في قضايا المخدرات، أو الذين ينالون رعاية صحية في المشافي للتعافي من آثار تعاطي المخدرات .
هذه المشاكل دفعت الكثير من المؤسسات للتفكير في طرق للتغلب عليها، وإنقاذ هؤلاء الشباب من الوقوع ضحية للخمر أو المخدرات، وتصريف طاقهم الشبابية في مناشط تعود بالنفع عليهم وعلى الجالية المسلمة .
تبنى الشاب جابر عراجي أحد أبناء الجالية تأسيس فريق الشباب لكرة القدم تحت 20 سنة ليكون أول فريق مسلم في بلاد تعشق الكرة ، ولايوجد بين ملايين اللاعبين البرازيليين لاعبا مسلما مشهورا ، وشكل مجلسا لإدارة وتدريب الفريق مكون من مدرب مشهور " غوستافو كايشى" المدافع السابق في أكثر من فريق برازيلي والحاصل على لقب أفضل مدافع عام 2001م، ولعب أيضا ضمن فريق الشمال القطري، كما يضم طبيبا مسلما ومدربا للياقة البدنية، وقام بتأسيس مدرسة كروية للأشبال ليكونوا دعما للفريق الأساسي وتضم 80 لاعبا من أبناء المسلمين .
وتقوم الفكرة الأساسية للنادي على أن تكون تعاليم الإسلام هي أساس التربية الخلقية للفريق، حيث تقام الصلوات جماعة في الملاعب وغرف تغيير الملابس، ويسبق بداية أي مباراة هتاف " الله أكبر " لتحفيز الفريق، والزيارات التربوية المتتالية لمشايخ المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل للنصح والإرشاد والتوجيه الشرعي والتربوي تمثل جزءا من هذا البرنامج .
دخل فريق كرة القدم المسلم في اختبار حقيقي نهاية شهر يوليو الماضي حينما وصل للنهائي في كأس كرة القدم الوطنية " ماريليا " والتي أقيمت في ولاية ساو بالو وشارك فيها 52 فريقا كرويا، وتوجت بفوزه بالمركز الأول وحصوله على كأس البطولة وكان الفوز حديث الكثير من الصحف والمجلات البرازيلية التي تناولت هذه الظاهرة الجديدة وأهمية الأخلاق الإسلامية لتأسيس فريق يجمع بين الحرفية والتربية الدينية .
في حواري مع السيد جابر عراجي المدير الإداري للفريق قال أنه في طريقه لتسجيله داخل اتحاد كرة القدم البرازيلي للمشاركة في دوري الدرجة الأولى، ولكن هذا يحتاح مبلغا كبيرا يصل إلى 500.000 ألف دولار أمريكي وهو ماقد يدفع القائمين على نادي الشباب لدخول الدوري مع أحد الأندية المسجلة داخل اتحاد كرة القدم البرازيلي .
وأضاف عراجي أنه قد تم بيع بعض اللاعبين المتميزين لأندية أو بلاد أخرى لاعبين لتركيا وآخر لكرواتيا ولاعبين لفريق بالميراس الشهير وآخر لآتليتكومينيرو، وهذا الأمر يحقق بعض الربح الذي يساهم نوعا ما في تغطية نفقات الفريق الكبيرة، ويتمنى مستقبلا أن يزيد العائد المالي من هذا الاستثمار، ووعد بالمساهمة ب 15% من الأرباح في المشاريع الإسلامية بالتعاون مع مجلس مشايخ البرازيل .
هذه التجربة الفريدة تمثل محضنا تربويا لشباب المسلمين، وتنمية لمواهبهم داخل بيئة إسلامية، وتحتاج لرعاية وعناية ومساعدة المؤسسات الشبابية الإسلامية والرياضية داخل وخارج البرازيل، ودعوة أيضا لأصحاب الاستثمارات الكروية في العالمين العربي والإسلامي للتعاون مع هذه المؤسسات الناشئة بما يعود بالنفع على الجالية المسلمة في البرازيل .