ا ف ب - شهدت أحياء عدة في مدينة حلب الأحد اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حين دعت المعارضة السورية مجلس الأمن الى عقد جلسة طارئة لوقف "المجازر" بحق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران أن النظام سيقضي على معارضيه المسلحين في حلب ويشير الى "التطابق التام" في رؤية القيادتين في دمشقوطهران لما يجري في سوريا.
وسقط الأحد 67 قتيلا في مجمل أنحاء سوريا هم 27 مدنيا و13 مقاتلا و27 جنديا نظاميا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن فرانس برس أن "الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل"، لافتا إلى أن الاشتباكات تأخذ طابع "حرب شوارع شاملة".
وأوضح عبد الرحمن أن "ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام الى حلب تشارك في المعركة"، مشيرا إلى أن "جزءا كبيرا مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الأحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب" حيث معاقل المقاتلين المتمردين.
وأضاف أن "الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة"، بالإضافة الى "مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي".
ولفت الى وصول المعارك الى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث "يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد" الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، موضحا أن أحياء السكري والفردوس وجسر الحاج تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.
وأوضح الناشط الميداني أبو علاء الحلبي لوكالة فرانس برس أن حي باب الحديد ملاصق لحي باب النصر والمدينة القديمة، موضحا أن هذه الأحياء هي عبارة عن "حارات أثرية وأزقة ضيقة جدا تضم أسواقا مسقوفة وخانات وتتميز بكثافة سكانية كبيرة وبالتالي يستحيل اقتحامها قبل قصفها من بعيد"، مشيرا الى أنها تشكل أيضا "قلب مدينة حلب التاريخي".
وفي هذا السياق، دعا المجلس الوطني السوري احد اكبر فصائل المعارضة في الخارج الأحد الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن من اجل منع حصول "مجازر" بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص.
وحذر المجلس في "نداء عاجل" الى المجتمع الدولي "من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة"، داعيا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة "لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية".
كما حث "الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من اجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح".
وأضاف انه "يجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة".
وكان رئيس المجلس عبد الباسط سيدا دعا السبت الدول "الصديقة والشقيقة" الى تسليح المعارضين السوريين، مشددا على وجوب محاكمة الرئيس بشار الأسد لارتكابه "مجازر" بحق السوريين، في وقت يشن الجيش النظامي هجوما على مدينة حلب في شمال البلاد.
واصدر الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا زهير سالم بيانا جاء فيه "نداؤنا الى الضمير الإنساني امنعوا المجزرة في حلب قبل ان تصبح خبرا" معتبرا أن "المجتمع الدولي المتمادي في صمته العملي والمكتفي بالتحذير والتنديد شريكا فيما يقع على الشعب السوري على مدى عام ونصف من قتل وانتهاك".
وأعربت دول غربية أبرزها الولاياتالمتحدة بالإضافة الى روسيا عن قلقها مما يجري في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي نعمت باستقرار كبير حتى المدة الأخيرة.
من ناحيته، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي في مقابلة مع مراسل فرانس برس في شمال سوريا، الغرب الى إنشاء "منطقة حظر جوي" في سوريا، مشددا على ان مدينة حلب ستكون "مقبرة لدبابات"الجيش النظامي.
وقال العكيدي "نقول للغرب أصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة الى منطقة عازلة بل نحتاج الى منطقة حظر جوي فقط ونحن قادرون على إسقاط هذا النظام".
وتطرق الى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على أن "اي حارة أو اي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) إليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات".
وأعلن المرصد الأحد ان نحو نصف العشرين ألف الذين قتلوا في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في هذا البلد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل أكثر من 16 شهرا قضوا خلال الأربعة أشهر الأخيرة.