(رويترز) - واصلت المدفعية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد قصف مناطق يسيطر عليها المعارضون حول حلب تمهيدا لشن هجوم على المدينة في حين دعت تركيا إلى اتخاذ خطوات دولية لمواجهة هذا التعزيز العسكري. وقالت مصادر بالمعارضة ان القصف المدفعي محاولة لإخراج مقاتلي المعارضة الموجودين داخل حلب من معاقلهم ولمنع رفاقهم خارج المدينة من إعادة تزويدهم بالإمدادات.
وقال قائد للمعارضين خارج حلب يدعى أنور "يقومون بقصف عشوائي لبث حالة من الخوف."
وينظر للمعركة للسيطرة على حلب وهي مركز قوة رئيسي في البلاد ويبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة على أنها نقطة تحول محتملة في الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا ضد الأسد.
وقد تمنح هذه المعركة أفضلية لطرف على الأخر في الصراع الدائر بين الحكومة وقوات المعارضة.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة إنه يجب اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع الحشد العسكري لقوات الرئيس بشار الأسد حول مدينة حلب وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وقال اردوغان في مؤتمر صحفي في لندن مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون "هناك حشد (عسكري) في حلب والتصريحات الأخيرة بخصوص استخدام أسلحة الدمار الشامل هي تصرفات لا يمكن إزاءها ان نبقى في موقف المراقب أو المتفرج."
وأضاف قائلا "ينبغي اتخاذ خطوات في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ويجب أن نحاول معا التغلب على الوضع."
وقال كاميرون إن بريطانيا وتركيا تشعران بالقلق من أن تكون حكومة الأسد على وشك تنفيذ "بعض الأعمال المروعة في مدينة حلب وحولها."
"سيكون هذا غير مقبول بالمرة. يجب على هذا النظام أن يدرك أنه غير شرعي وخاطئ ويجب عليه أن يتوقف عما يفعله."
وأشادت تركيا وهي حليف سابق للأسد وهي الآن من اشد منتقديه بالمعارضين في حلب .
وقال اردوغان في تصريحات بثتها قنوات تلفزيونية تركية في وقت سابق "في حلب نفسها يعد النظام لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر ... آمل ان يحصلوا على الرد الضروري من أبناء سوريا الحقيقيين".
ناشدت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان كلا من قوات الحكومة والمعارضة السورية حقن دماء المدنيين في حلب معربة عن بالغ قلقها من "احتمال حدوث مواجهة كبيرة وشيكة" في المدينة.
وقال أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الجمعة انه يشعر بقلق عميق لتقارير عن استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية في سوريا وطالب الحكومة السورية بالإعلان بشكل قاطع أنها لن تستخدم هذه الأسلحة "تحت أي ظروف".
وقال بان للصحفيين "ما زلت قلقا للغاية بشأن تقارير عن استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية" مشيرا إلى تقرير أفاد بأن سوريا قالت أنها ستستخدم هذه الأسلحة إذا تعرضت لهجوم من قوى أجنبية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في لندن قال بان "أطالب ... بأن تعلن السلطات السورية بشكل قاطع أنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل تحت أي ظرف".
ولكن البيت الأبيض قال ان تقديم الرئيس السوري وعدا "ليس كافيا بالتأكيد" في ضوء الوعود التي قدمها الأسد لخطة سلام تدعمها الأممالمتحدة ولم يلتزم بها.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض ان"كلام الأسد ليس له قيمة بشكل كبير.
"اي استخدام لهذه الأسلحة واي إخفاق في حماية تلك المخزونات سيكون انتهاكا خطيرا جدا سيسفر عن محاسبة هؤلاء المسؤولين عن ذلك ."
وبينما يستعد السكان الباقون في حلب أنفسهم لمزيد من الدماء قال الجنرال روبرت مود الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا لرويترز انه يعتقد ان الأسد سيسقط ان عاجلا أو آجلا.
وقال الجنرال النرويجي الذي غادر دمشق في 19 يوليو تموز "سقوط نظام يستخدم مثل هذه القوة العسكرية المفرطة والعنف غير المتناسب ضد السكان المدنيين ليس إلا مسألة وقت في رأيي."
ومصير سوريا التي يعيش فيها 22 مليون نسمة سيحدد على الأرجح مستقبل المنطقة الأوسع نطاقا لسنوات قادمة وسط مخاوف من انتقال التوتر الطائفي بداخلها إلى الخارج.
وقال نشطاء بالمعارضة في المدينة إن قوات حكومية متمركزة على مشارف حلب أطلقت وابلا من قذائف المورتر الثقيلة على أحياء في غرب حلب وقصفت طائرات هليكوبتر روسية الصنع من طراز ام.اي-25 مناطق في الشرق.
ويأتي القتال العنيف بعد تفجير أسفر عن مقتل أربعة من كبار القادة المقربين من الأسد في دمشق يوم 18 يوليو تموز وهو الهجوم الذي دفع بعض المحللين إلى التكهن بأن زمام الأمور بدأ يفلت من يدي الحكومة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن المعارضين المسلحين اعتقلوا ما لا يقل عن 100 ضابط وجندي ورجل ميليشا موالين للحكومة هذا الأسبوع في مدينة حلب التي يتوقع أن تشهد معركة كبيرة.
وأظهر فيديو نشر على موقع يوتيوب الالكتروني معارضين مسلحين ببنادق كلاشنيكوف ينتمون لما تدعى بكتيبة التوحيد يحرسون المعتقلين الذين تجمعوا في أربع مجموعات في فناء مدرسة. وظهر صوت يقول إنهم اعتقلوا في حلب.
وبدت على وجوه بعض المعتقلين كدمات وتورم حول الأعين وارتجفت أصواتهم عندما تحدثوا.
وفي العاصمة دمشق قالت إحدى السكان ان أربع طائرات هليكوبتر حلقت الجمعة فوق مناطق جنوبية بالمدينة وأطلقت نيران رشاشاتها على حيي الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وأضافت عبر الهاتف "يمكنني رؤية اثنتين (طائرتين هليكوبتر) فوق مني الآن وتتجهان نحو (حي) الحجر الأسود." وكان يمكن سماع صوت إطلاق النيران في الخلفية. وكانت طائرات الهليكوبتر تحلق على ارتفاع منخفض وكانت تستهدف مباني محددة على ما يبدو.
وبعد استخدام روسيا والصين حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على سوريا للمرة الثالثة الأسبوع الماضي قالت الولاياتالمتحدة إنها ستعزز مساعدة المعارضة السورية المنقسمة لكنها ستظل تقتصر على الإمدادات غير الفتاكة مثل أجهزة الاتصال والمعدات الطبية.
وعلمت رويترز أن البيت الأبيض أصدر توجيها رئاسيا يجيز تقديم مساعدة سرية أكبر للمعارضين لكنه لا يسمح بتسليحهم.