يعتقد أغلب الخبراء أن العيار الناري (الخرطوشة، أو الرأس المقذوف، الرصاصة) هو الجزء الرئيسي في السلاح الفردي الناري، والسلاح سواء كان المسدس، أو البندقية أو البندقية الآلية (الرشاش) ليس سوى أجزاء إضافية له. وفي الحقيقة، إن الرأس المقذوف هو الذي يحدد فاعلية أي سلاح في نهاية الأمر، إذ كلما كانت سرعة انطلاقه عالية، كان مساره أكثر استقامة في منحى تحركه، وكان أكثر دقة، وأكثر فتكا ودقة في إصابة الهدف.
وتدل الأعيرة النارية الايطالية الصنع، من شركة "كومب بوليت" على أنها لا تؤمن سرعة عالية فقط، ولكن تخفف من ارتداد السلاح، الذي يسبب تبعثرا في الإصابات عند الإطلاق، والسر الرئيسي في هذه الأعيرة النارية يكمن في الثقوب الموجودة على الرأس المقذوف.
وتقدم رصاصة "كومب بوليت" بعيارات مختلفة، إلا أن جميعها مصممة على طريقة واحدة، من سبائك نحاسية مخروطية الشكل مثقوبة بثقوب، أكبرها محفور في المركز وعلى المحور الطولي للرصاصة، وبعض الثقوب "ثقوب تهوية" العرضية، التي تعبر الحفرة الطولية قطريا إلى سطحي عرض الرصاصة، وحسب مصممي هذه العيارات النارية، إن هذه الثقوب تقوم بعدة وظائف.
أولا – عندما ينفجر القادح، ويحترق البارود، يتحرك جزء من الغازات عبر الحفرة الطولية في الرصاصة، ثم تتوزع من خلال الثقوب الجانبية، منسحبة إلى الخارج، مشكلة بذلك غشاء غازيا رقيقا، يخفف الاحتكاك بين الرصاصة والجدار الداخلي للسبطانة.
وثانيا – عندما انطلاق الرصاصة من السبطانة مباشرة، تبدأ مسارها في الهواء ومع بقاء جزء من الغازات الملتهبة تتحرك في ثقوب الرصاصة بعض الوقت، وتتحول الرصاصة إلى ما يشبه الكابح الهوائي، معوضا في حركته ارتداد السلاح في يد مستخدمه، وتثبيت تحليق الرصاصة واستقرارها، لذلك وحسب، تدعى هذه العيارات النارية المثقوبة بالتعويضية "كومب بوليت".
وثالثا – توفر الغازات المنطلقة من الثقوب في الرصاصة أثناء تحليقها أثرا اندفاعيا لها، مسرعا حركتها، ويضيف مصممو هذه العيارات ميزات أخرى لاختراعهم، منها، أنها تخفف من نارية الاحتراق، وتخفت صوت الانفجار، وتبدد كثافة التيار الغازي المندفع من السلاح، وكذلك، تخفف من وزن الذخيرة المحمولة.