حذرت مجلة "ذى إيكونوميست" البريطانية، من إن قرب خروج دمشق وحلب من قبضة الرئيس السوري بشار الأسد يمكن إن ينذر بحدوث فراغ في السلطة. وذكرت المجلة في تقرير أوردته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني، إن الحرب وصلت فجأة إلى مدينة حلب (ثاني أكبر المدن السورية) التي سرعان ما غادرها الهدوء قبل يومين، حين بدأت المروحيات تقصف ضواحي حلب لتشتعل بها نيران الحرب الأهلية.
وقالت المجلة: "إن النظام السوري وجد نفسه يخوض حربا ضد الثوار في اكبر مدينتين سوريتين العاصمة دمشق وحلب، وذلك بعد تفجير دمشق في الثامن عشر من يوليو الجاري، والذي أودى بحياة أربعة من الأعوان المقربين للرئيس الأسد .
وأضافت: "انه بدخول ليل الثالث والعشرين من يوليو الجاري، باتت معظم أحياء دمشق في قبضة الحكومة مرة أخرى ، وأجرى الثوار انسحابا تكتيكيا بينما كان رفاقهم في الشمال الغربي من البلاد (الواقع تحت سيطرتهم بالفعل) يعدون العدة لتنفيذ هجوم على مدينة حلب.
وأشارت المجلة إلى أن الجيش السوري الحر يحصل على مزيد من النصح من أصدقائه في الغرب والخليج ، غير أن لؤي مقداد الخبير اللوجستي، يعزو تحسن مهارات الجيش السوري الحر إلى تزايد عدد الضباط الفارين من قوات الأسد، وربطت المجلة بين ارتفاع عدد الضباط الفارين من القوات النظامية وفرار رجال الأعمال من البلاد، حيث نقلت عن أحد رجال الأعمال الذي أغلق متجره متجها صوب العاصمة اللبنانية بيروت قوله: "لا تزال الحركة الاقتصادية مستمرة لحد ما ، لكن بعد الهجوم على دمشق لم نعد نرى المكان آمنا للبقاء والتجارة".
ووسعت مجلة ايكونومست، دائرة الضوء إلى حكومات وشعوب الدول المتاخمة لسوريا ولاسيما بعد الهجوم الذي استهدف مقربين من الرئيس الأسد، إضافة إلى نزوح قرابة 30 ألف لاجئ سوري إلى لبنان بنسيجه الطائفي الهش المعرض للانفجار في أي وقت، والعراق الذي يواجه عودة أبنائه الذين لجئوا إلى سوريا فرارا من العنف الطائفي الذي كان مشتعلا بالعراق منذ خمس سنوات، وما يسري على لبنان والعراق يسري على تركيا هي الأخرى، وإن كانت تتخوف أكثر من سابقتيها بسبب الأكراد الذين قد يعلنون الاستقلال حال سقوط نظام الأسد.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "إن حكومات الدول الغربية والشرق الأوسط باتت تخشى حدوث فراغ في السلطة حال سقوط نظام الأسد، ففي الوقت الذي تسعى فيه الفصائل السورية للتوصل إلى خارطة طريق لسوريا ما بعد الأسد، ينظر الدبلوماسيون الغربيون بعين الريبة إلى الأمر لاسيما مع فقدان المصداقية على الصعيد السوري في فكرة حكومة وحدة وطنية لا تكتسب إي شعبية في ظل انقسام القوى المعارضة في سوريا حول إمكانية أن تضم هذه الحكومة وجوها من النظام الحالي" .