واصلت لجنة الاقتراحات والحوارات والتواصل المجتمعي المنبثقة عن الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور الجديد، اجتماعاتها حيث استقبلت أمس أصحاب شركات السياحة ورجال الأعمال بالإضافة إلى مجموعة من نجوم الفن للتعرف على رؤيتهم على وضع حرية الإبداع فى الدستور الجديد. ومن جهته ، قال د.محمد البلتاجي رئيس اللجنة إننا نحاول الاتصال بكل القطاعات والاحزاب والنقابات والهيئات للتعرف على رؤيتها بشأن الدستور ونتلقي هذه المقترحات ، والتي يتم إيصالها إلى مختلف اللجان المعنية.
وأضاف البلتاجي أن اللجنة التقت معظم الائتلافات الشباببة وممثلي عدد من القطاعات كما زارت الجامعات من أجل مشاركة الشعب في كتابة الدستور وليس فقط ال100 عضو حتي يخرج بصورة صحيحة ليكون أكبر ضامن لتطبيقه ، لأنه ليس ملك أعضاء الجميعة فقط.
وتابع "التقينا رجال الأعمال وكنا نتصور أننا أمام مجموعات ضغط من أصحاب المصالح ، لكننا فوجئنا أن الجميع يبحث عن مصلحة مصر ، بعيدا عن أية نزاعات".
وبدوره ، قال د.أيمن نور وكيل الجمعية التأسيسية إن هناك معارك كثيرة خاضتها السياحة والاقتصاد المصري ولا يوجد نص في الدستور متصل بالسياحة بشكل مباشر .. ولكن الدستور الجديد سيسهم فى العمل من أجل إنجاح هذا القطاع المهم لأننا نتمني أن تستعيد السياحة مكانتها.
ومن جانبه ، أكد ممثل الاتحاد العام للغرف السياحية أن رؤية الاتحاد تتمثل في التمسك بوثيقة الأزهر كإطار عام للحفاظ على الحقوق والحريات .. مشددا على أن العاملين بقطاع السياحة يقفون على الحياد سياسيا بين مختلف التيارات ويسعون للحفاظ على العمالة المدربة.
وقال إن العاملين بقطاع السياحة ينحازون لمن يؤمن بأهمية هذا القطاع .. مشيرا إلى أنه يجب التأكيد على أن يكون للسائحين نفس الحقوق دون تفرقة مع أبناء البلد.
وشدد على ضرورة تضمين الدستور لأهمية السياحة طبقا للوضع الحالى الذي يدر على البلاد أكثر من 14 مليار دولار سنويا..موضحا أن قطاع السياحة لن يطلب من الدولة سوي أن يسانده لأن العاملين فيه قادرون على جذب السائحين لمصر.
ومن ناحية أخرى ، حضر عدد من نجوم الفن في جلسة الاستماع الثانية من بينهم أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين ومحمود ياسين وجلال الشرقاوي ومحمد فاضل وفردوس عبدالحميد وسامح الصريطي وآثار الحكيم ومجدي أحمد علي..فيما غاب نجوم الشباك الذي تمت توجيه الدعوة إليهم.
واعتذر أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين بسبب غياب العديد من الممثلين عن جلسة الاستماع ..مؤكدا أن السبب الأساسي انشغالهم في الأعمال التي ستعرض خلال شهر رمضان.
وأضاف أن الفنانين يريدون التأكيد على أن تكون المادة 49 من باب الحقوق والحريات كما أقرتها لجنة الحقوق والحريات بحيث تنص على أن حرية البحث العلمي والإبداع الأدبي والفني حق مكفول.
وطالب بمنع صدور أي قوانين استثنائية للسيطرة على الفكر والإبداع حتى يتم إعادة الريادة لمصر وإلغاء عقوبة الحبس في مجالات الإبداع .. مشددا على أن عبارات الحذف والمنع والمصادرة اختفت من قاموس العمل الفني .. ومشيرا إلى أنه يمكن الاستناد إلى تصنيف الشرائح العمرية كبديل عن الرقابة.
وأشار نقيب الممثلين على ضرورة الالتزام بوثيقة الأزهر فيما يخص الحقوق والحريات.
ومن ناحيته ، أكد سامح الصريطي أن الفنانين هم ضمير الأمة وأية دولة في العالم تعتبرهم والعلماء ثروة قومية يتحتم الحفاظ عليها واستثمارها .. منتقدا قلة تمثيل الأدباء والفنانين في الجمعية التأسيسية.
ودعا الصريطي إلى ضرورة أن يكون التعليم إلزاميا ومجانيا حتى الثانوية العامة، على أن تكفل الدولة الأنشطة الثقافية والرياضية ، وألا يجوز التصريح لأية مدرسة بدون ملعب ومسرح.
وبدورها ..تساءلت الفنانة نادية رشاد هل نحن في مرحلة الدفاع عن الفن؟ ، مؤكدة على أن الفن بحاجة لإعادة تدريب في كل مجالاته عبر الاحتكاك الدولي وإزالة المعوقات في طريق الاستثمار في الفن.
وقالت نادية رشاد إن الفن في حاجة إلى دعم الدولة وليس سيطرتها لأن الفن لا يحتاج إلى رقابتها ..مؤكدة أنه من الممكن التواصل مع المحيط الأفريقى عبر الفن والانتاج الفنى المشترك مع دول حوض النيل..مشددة على ضرورة أن يجد الفن طريقه داخل المنظومة التعليمية قائلة "لا نريد مدارس يسيطر عليها أصحاب الأيديولوجيات، نريد شعبا حرا يحرسه دستور للاحرار".
ومن ناحيتها ..عبرت فردوس عبدالحميد عن شعورها ببعض التوجس من وجود تيارات لها رأي في الفن بالدستور مشيرة إلى أن الإبداع هو الحرية الكاملة ولا يتحقق إلا بالأمن والأمان عند الفنان.
وأكد المخرج محمد فاضل على أن خطة الإعلام والثقافة تسبق التنمية لأنها تسهم في تربية البشر والفن ليس رفاهية وترفيه..فيما شدد المخرج مجدي أحمد علي على أن حرية الإبداع لابد أن تكون مطلقة دون أي إضافة لعبارات (وفقا لآداب المجتمع أو وفقا للقانون).
وأكد د.محمد البلتاجي رئيس اللجنة أنه لن يستطيع أحد أن يفرض على الشعب وصاية لا دينية ولا عسكرية.
ومن جانبه ، قال الفنان محمود ياسين "نحن البلد الوحيد في شرق العالم الذي يملك أكاديمية فنون..ولدينا صناعة سينما لقرن من الزمن .. ومصر تمتلك أصولا لا تملكها دول أخرى تؤهلها لريادة المنطقة .. والفن ركيزة جبارة لا يجب تجاهلها".
وبدوره ، قال الفنان صبري فواز "إنه إذا لم تحقق التأسيسية أهداف العيش والحرية والعدالة الاجتماعية فإنها غير شرعية"..مشددا على أن المبدعين ليسوا فئة بل هم كل الشعب.
وأضاف "إن الفنان ليس ناقص الأهلية"..منتقدا ما يقال عن الرقابة ..وتساءل هل من له الحق في اختيار الرئيس أو البرلمان تفرض عليه رقابة لمشاهدة فيلم ما..مشيرا إلى أنه لا يصح لأحد أن يفرض قيدا.
وقالت الفنانة آثار الحكيم "إنها فنانة معتزلة منذ 4 شهور" فيما طالبت بضرورة دعم صناعة السينما وتشجيع الاستثمار فى الفن مثلما تقوم به دول أخرى فى المنطقة .. ومشيرة إلى أن الحريات لا تجزأ.
وأضافت "نحن مع وثيقة الأزهر .. والفنانون ليسوا دعاة دين .. وفي العالم كله هناك رقابات ..كما أن مسئولية الدولة لابد أن تدعم الفن الراقي خاصة وأن النظام السابق كان فاتح الباب على مصراعيه للخلاعة".
وقال المخرج المسرحي عصام السيد إن عدم وجود مبدعين في التأسيسية عوار..مشددا على ضرورة تجريم التكفير ومنع دعاوى الحسبة والنص على حرية الإبداع والاعتقاد وممارسة الشعائر .. مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية كانت تتدخل في الفن.
واعترض الفنان عبدالعزيز مخيون على تشكيل الجمعية التأسيسية الذي قال إنه يقوم على المحاصصة الحزبية .. مشددا على أن الدستور يصنع بالتوافق المجتمعي لا بالأغلبية ، وطالب بأن يكون حق نقد الحاكم عن طريق الفن والفنانين مكفول.