عين حورس في الأعلى وأسفلها مباشرة نسر قوي "ينقض" على أفعى سامة لينتزعها من الأرض,أنه جهاز يقلق الجميع, جهاز مشهود له بالكفاءة والحرفية والمهنية العالية,أنه الجهاز العام للمخابرات المصرية أو "مجلس الدفاع الوطني". يرجع تاريخ إنشاء الجهاز عام 1954, حيث أصدر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قراراً رسمياً بإنشاء جهاز استخباري حمل اسم "المخابرات العامة", ومهمته الوحيدة "جمع المعلومات" وتحليلها وتقديمها لصانع القرار.
يقع مقر للجهاز بحي حدائق القبة بالقاهرة، وهو تحت تحصين شديد, نتيجة لوجود قصر القبة في الجهة الشرقية، ومستشفى وادي النيل (التابعة للجهاز) في الجهة الغربية، وعلي بعد أمتار قليله من مقر وزاره الدفاع في كوبري القبة, فضلاً عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات التلفزيونية المسلطة على المنطقة المحيطة ليلاً ونهاراً, ويحيط بالمبنى سور يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار.
تم أنشاء الجهاز لكي ينهض بحال الاستخبارات المصرية، وأسند إلى زكريا محي الدين مهمة إنشائه بحيث يكون جهاز مخابرات قوي لديه القدرة على حماية "الأمن القومي المصري", إلا أن الانطلاقة الحقيقية للجهاز كانت مع تولي صلاح نصر رئاسته عام 1957 حيث قام بتأسيس فعلي لمخابرات قوية واعتمد على منهجه من جاء بعده، فقد قام بإنشاء مبنى منفصل للجهاز وإنشاء وحدات منفصلة للراديو والكمبيوتر والتزوير والخداع.
قام صلاح نصر مدير المخابرات ان ذاك, بإنشاء مبنى منفصل للجهاز وإنشاء وحدات منفصلة للراديو والكمبيوتر والتزوير والخداع,ولتغطية نفقات عمل الجهاز الباهظة في ذلك الوقت, قام صلاح نصر بإنشاء "شركة النصر للاستيراد والتصدير" لتكون ستاراً لأعمال المخابرات المصرية، بالإضافة إلى الاستفادة منها في تمويل عملياته، وبمرور الوقت تضخمت الشركة واستقلت عن الجهاز وأصبحت ذات إدارة منفصلة, وتمتلك المخابرات العامة المصرية شركات أخرى داخل مصر أغلبها للسياحة والطيران والمقاولات.
وتعود تبعية الجهاز "لرئاسة الجمهورية" بشكل مباشر, وقام الجهاز بأدوار بطولية عظيمة قبل وبعد نكسة فقد 1967, وهذه العمليات هي التي ساهمت بدورها بشكل كبير في القيام ب حرب أكتوبر سنة 1973م.
وينقسم الهيكل التنظيمي للمخابرات العامة المصرية إلى عدة مجموعات، بحيث يرأس كل مجموعة أحد الوكلاء ممثلاً لرئيس الجهاز, كما يحتوى الجهاز على مبنى يحوي لمكتبة ضخمة وآخر للمعامل.
وكانت شخصية رئيس الجهاز العام للمخابرات حتى وقت قريب "سرية وغير معروفة "إلا لكبار قيادات الجيش ولرئيس الجمهورية, ولكن رئيسها السابق اللواء عمر سليمان كسر هذا التقليد حيث أعلنت الصحافة اسمه عدة مرات قبل أن يصبح شخصية معروفة بعد مصاحبته للرئيس السابق مبارك في جولاته.
ويوجد لدي جهاز المخابرات العديد من الوسائل التجسسية الحديثة, فيمتلك جهاز مجموعات فنية تقوم بإنتاج وسائل تجسسية غير متعارف عليها وتقوم بتطويرها, إضافة إلى ذلك يتم استخدام عملاء مباشرين سواء كانوا دبلوماسيين أو غير دبلوماسيين وذلك بغية الحصول على المعلومات.
وكانت أول قضية يتم التعامل معاها, فضيحة "لافون", وهي عملية سرية إسرائيلية فاشلة كانت تعرف بعملية سوزانا, كان من المفترض أن تتم في مصر، عن طريق تفجير أهداف مصرية وأمريكية وبريطانية في مصر في صيف عام 1954، ولكن هذه العملية اكتشفتها السلطات المصرية وسميت باسم " فضيحة لافون " نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك "بنحاس لافون" الذي أشرف بنفسه على التخطيط للعملية.
عملية "سوزانا" في سجلات المخابرات العسكرية الإسرائيلية ، التي عرفت فيما بعد باسم "فضيحة لافون" ، تعتبر من أشهر العمليات الإرهابية في العصر الحديث التي تسلط الضوء على دور إسرائيل التخريبي في المنطقة العربية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة من خلال ما يسمى ب "الضربات الوقائية" التي يتبناها "المحافظون الجدد" في الإدارة الأمريكية الحالية.
وحكمت السلطات المصرية على منفذي العملية في ديسمبر عام 1954، عقوبات مختلفة تراوحت ما بين الإعدام لشخصين هما: موسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار، والأشغال الشاقة لكل من: فيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون، والأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لكل من: فيكتورين نينو وروبير نسيم داسا، والأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لكل من: مائير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس.
وشهدت الفترة التي كانت تسبق حرب أكتوبر, نشاطا ملحوظا وجهدا قويا من الجهاز استعدادا للحرب, حيث كانت بدايتها رأفت الهجان أو رفعت على سليمان الجمال الذي كان يحملك كود 313 ,وكان عميل مصري أقيم في إسرائيل لأكثر من 20 سنه ساهم من خلالها بإعطاء الكثير من المعلومات للمخابرات المصرية ساعدت في حرب أكتوبر المجيدة, و عميل أيضا كان مهم للمخابرات المصرية وهو جمعة الشوان الذي أعطي أحدث جهاز تجسس في العالم إلي المخابرات المصرية.
والقضية الفلسطينية مكان كبير في جهاز المخابرات المصرية, حيث ساعدت مصر منذ اللحظة الأولي علي أتمام المصالحة الفلسطينية,وإيقاف العديد من الحروب علي قطاع غزه, وقام أيضا بالعديد من التضحيات من أجل نصرة القضية الفلسطينية ,وأخرها معركة التفاوض مع إسرائيل بشأن صفقة تبادل الأسري بين الفلسطينيين والاسرائلين والتي تم الإفراج عن1027 اسيرا مقابل جلعاد شاليط.
ووقف الجهاز منذ اللحظة الأولي بجوار ثوره الشعب في الخامس والعشرين من يناير التي ثار الشعب فيها علي نظامه, فالجهاز لعب دور وطني عظيم من خلال حماية حدود البلد مع القوات المسلحة خلال الانفلات الأمني التي تعرضت له البلاد,وقامت أيضا بالقبض بكشف العديد من قضايا التجسس التي كانت تحاول زعزه الاستقرار داخل البلاد.
وهناك العشرات والعشرات من البطولات التي سوف يكشف عنها التاريخ لجهاز مهمته الأولي والأخيرة هي الحفاظ علي الأمن القومي لهذا البلد.
رؤساء الجهاز العام للمخابرات المصرية منذ إنشائها: 1- زكريا محيي الدين 2- علي صبري 3 - صلاح نصر 4 - أمين هويدي 5 - محمد حافظ إسماعيل 6 - أحمد كامل 7 - أحمد إسماعيل علي 8 - أحمد عبد السلام توفيق 9 - كمال حسن علي 10 - محمد سعيد الماحي 11 - محمد فؤاد نصار 12 - رفعت جبريل 13 - أمين نمر 14 - عمر نجم 15 - نور الدين عفيفي 16 - عمر سليمان 17 - اللواء مراد موافي.