يعتزم الليبيون التوجه إلى مراكز الاقتراع يوم السبت المقبل للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات حرة بعد أكثر من أربعة عقود من عهد النظام السابق. وقد أكد رئيس المكتب الإعلامي للمفوضية العليا للانتخابات في ليبيا وسام الصغير إنجاز كل الاستعدادات للبدء بأول عملية ديموقراطية تمر بها البلاد بعد سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي. وأضاف الصغير ل"قناة الحرة" "برغم كل تلك التوترات، لكن هناك تعطش كبير لأبناء ليبيا لخوض غمار التجربة الديموقراطية الأولى من نوعها بعد أربعة عقود من التصحر السياسي والانتخابي". وثمن الصغير جهود مؤسسات المجتمع المدني في التمهيد لإجراء العملية الانتخابية. وقال "سعت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني إلى القيام بورش عمل وندوات حول الانتخابات لرفع الوعي الانتخابي لدى المواطن والناخب بصفة عامة، وهذا دور مهم جدا، كما أن المؤسسات تعد رافدا من روافد العملية الانتخابية بلا شك، ونحن لا غنى لنا عن تلك المؤسسات وعلى تواصل دائم معها". وتمت عمليتي التسجيل والاقتراع لليبيين المقيمين بالخارج يوم الثلاثاء الماضي في ست دول هي الإمارات والأردن وألمانيا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة، وتستمر حتى يوم السبت المقبل. وبلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم في اليوم الأول 766 ناخبا في ثمانية مراكز للاقتراع و40 محطة بحضور 26 مراقبا انتخابيا، بحسب إحصائية للمفوضية. كما افتتحت مساء الثلاثاء بطرابلس الغرفة الأمنية المركزية لتأمين العملية الانتخابية بمقرها الرئيسي بمطار معيتيقة الدولي، والتي تأتي كحلقة أخيرة ضمن سلسلة الاستعدادات التي قامت بها وزارة الداخلية لإنجاح العملية الانتخابية. وتضم الغرفة مندوبين من الدوائر الأمنية المرتبطين بالدوائر الانتخابية الرئيسية لمراقبة سير عملية انتخابات المؤتمر الوطني العام. وحضر الافتتاح رئيس الأركان العامة للجيش الوطني اللواء يوسف المنقوش، ووكيل وزارة الداخلية رئيس لجنة تأمين الانتخابات عمر الخدراوي، ورئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات نوري العبار، إضافة إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدعم ليبيا أيان مارتن. وعبر مارتن عن ارتياحه للاستعدادات التي أجرتها السلطات لأول انتخابات حرة في ليبيا منذ 42 عاما. وقال "نحن راضون تماما عن الاستعدادات التي أجريت تحضيرا للعملية الانتخابية"، معربا عن قلقه من الوضع الأمني أثناء الانتخابات.