اهتمت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم بالعلاقات السعودية المصرية على ضوء برقية التهنئة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسى. وتحت عنوان "تقدير خادم الحرمين لمصر ودورها" تحدثت صحيفة "الندوة" في افتتاحيتها عن برقية التهنئة قائلة :إن هذه البرقية تعبر عن التقدير الكبير الذي يكنه خادم الحرمين لمصر ولخيار شعبها، حتى تعبر إلى الاستقرار لتقوم بدورها المنوط بها، مبينة أن مصر دولة رائدة ولها تاريخها الطويل في خدمة العروبة والإسلام.
وفي نفس السياق، قالت صحيفة "عكاظ" في افتتاحيتها "لم يكن نص التهنئة التي بعثها خادم الحرمين الشريفين إلى الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي إلا تجسيدا لتاريخية العلاقات الاستثنائية بين المملكة ومصر وتكريسا لها، سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الكبيرين أو على مستوى محيطهما الإسلامي والعروبي".
وأضافت أن هذا اليقين تجلى بأهمية مصر عند المملكة حينما أكدت تهنئة خادم الحرمين الشريفين للرئيس المصري المنتخب على "إننا إذ نقدر هذا الاختيار لأشقائنا في مصر لنأمل من الله العلي القدير أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه خدمة الإسلام وخدمة مصر وشعبها الشقيق في سبيل استقرارها ونموها وتحمل دورها الإسلامي والعروبي".
وبينت "عكاظ" أن هذه العبارات الصادقة والنابعة من القلب ليست إلا دليلا على حرص المملكة على أن تكون مصر مستقرة ومطمئنة وآمنة.
ومن ناحية أخرى، أعربت صحيفة "المدينة" عن تهانيها ل مصر الشقيقة وشعبها العظيم، على المشهد الديمقراطي الرائع.
وقالت الصحيفة في كلمتها "نتطلع إلى أن يقود هذا المشهد مصر إلى الاستقرار والرخاء، وأن يعيدها إلى صدارة المشهد العربي لتحمل مع شقيقاتها في الوطن العربي الكبير مسؤوليات وأعباء جسام، ولتتصدى كدأبها عبر التاريخ لصد هجمات شرسة تهدد الوطن العربي وتستهدف وحدة وسلامة أقطاره".
ومن جانب آخر، تساءلت صحيفة "الوطن" بالقول هل العلاقات المصرية الإيرانية أهم القضايا، وقالت الصحيفة في كلمتها "من غير المعقول أن تكون الدعوة إلى استعادة العلاقات المصرية الإيرانية المقطوعة منذ 30 عاما، من أوائل التصريحات المنسوبة إلى الرئيس المنتخب، بحسب وكالة أنباء فارس التي بثت الخبر بصياغة فيها الكثير من الإيحاءات السياسية التي تنبئ عن أنها جزء إعلامي من مخطط إيراني يهدف إلى إدخال مصر تحت عباءة "الفقيه".
وأضافت أن إيران لن تتوقف عن عبثها إن وجدت من يسمح لها بذلك ولذا فإن النفي المصري جاء لأن التصريحات لا تتسق مع مكانة مصر التي بدت بهكذا ادعاء - كاللاهثة نحو إيران، منذ الوهلة الأولى للتغيير، فليست مصر التي تبحث عن دولة "راعية"، فضلا عن أن هناك ما هو أهم من تحقيق "التوازن الاستراتيجي في المنطقة" من خلال علاقة طبيعية مع إيران".
وأردفت "الوطن" قائلة : "العلة التي حواها التصريح، استفزازية من طراز خاص، وكأن "أم الدنيا"، وحاضنة العروبة و"جامعتها"، ستتخلى عن عروبتها الضاربة في شرايين أهلها، وتقف في صف من يكرس أسباب الفرقة العربية، من خلال العزف الدائم على أوتار الطائفية، والعمل على خلق القلاقل الداخلية في غير قطر عربي".
وحول نفس الموضوع، رأت صحيفة "الشرق" في التصريحات الإيرانية الكاذبة بأنها محاولة إيرانية للإيقاع بين السلطة الجديدة في مصر ودول الخليج عبر اختلاق تصريحاتٍ تتعارض مع الخط السياسي المصري المعهود.
وأوضحت الصحيفة أن القاهرة، وإن تغيرت السلطة فيها، أكدت غير مرة أن العلاقة مع طهران تحكمها اعتبارات الأمن القومي لمصر والدول العربية، وهو نفس المعنى الذي أكده محمد مرسي، حتى قبل انتخابه رئيساً، حينما قال إن أمن مصر يرتبط ارتباطا وثيقا بالخليج العربي.