رصد نائب رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الدكتور نبيل بن عبدالرحمن المحيش إجمالي عدد الروايات النسائية السعودية على مدى فترة زمنية امتدت لقرابة 52 عاماً، بدءاً من أول رواية نسائية عام 1958 للروائية سميرة خاشقجي عن روايتها "ودَّعت آمالي" حتى الوقت الحالي. وأكد أن موضوعات الرواية النسائية السعودية التي بلغت 123 رواية، تركزت في الزواج، والطلاق، والأسرة، والحرية، والحب، والجنس، والانحراف، بالإضافة إلى صورة الرجل السلبية، والزوج القاسي، والتحامل على الرجل، والأخ سلطة العنف، وكذلك صورة الرجل الإيجابية، والزوج المثال، والحبيب الحلم، والوطن، والأحداث السياسية العربية والعالمية. ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن المحيش في محاضرته "الرواية النسائية السعودية" بالأحساء، قوله أن الرواية النسائية السعودية مرت بثلاث مراحل، وهي: المرحلة الأولى من 1958 1979م، وهي مرحلة التأسيس وصدر فيها عشر روايات، لافتاً إلى أن الرواية النسائية السعودية سبقت بعض الدول العربية مثل الكويت والأردن والسودان واليمن والمغرب وليبيا، مضيفاً أن الرواية النسائية السعودية سبقت النشر للشعر والقصة القصيرة، حيث إن أول ديوان شعري نسائي صدر سنة 1963 "الأوزان الباكية" لثريا قابل، وأول مجموعة قصصية سنة 1965 "مخاض الصمت" لنجاة خياط، مبيناً أن رواية "غداً سيكون الخميس" لهدى الرشيد هي الرواية الوحيدة في تلك المرحلة التي يمكن أن ينطبق عليها لفظ رواية من ناحية البناء الفني. أما المرحلة الثانية فهي من 1980 1999، وفي هذه المرحلة صدر حوالي 33 رواية، وشهدت هذه المرحلة ظهور روائيات سعوديات أمثال: أمل شطا، ورجاء عالم، وبهية بو سبيت، وسلوى دمنهوري، وصفية عنبر، وزينب حفني، وليلى الجهني، ونداء أبو علي، وقماشة العليان، ونورة المحيميد، مشيراً إلى أن هذه المرحلة سجلت اهتماماً بكتابة الرواية في سن صغير مثال نداء أبو علي، كتبت روايتين وهي في سن 14 سنة، بالإضافة إلى رصد أول تحول للمبدعة السعودية من الشعر إلى الرواية حينما أصدرت نورة المحيميد روايتها "أنثى فوق أشرعة الغربة" بعد عام واحد على صدور ديوانها "نقوش على وجه الماء". وكذلك تمثل ليلي الجهني بصدور روايتها "الفردوس اليباب" بداية مرحلة جديدة في الرواية النسائية السعودية بحديثها بجرأة عن موضوعات مسكوت عنها وهو ما ظهر جلياً عند كاتبات المرحلة الثالثة، التي تمثل الفترة من 2000 2009، وصدر في هذه المرحلة حوالي 80 رواية نسائية، وشهدت أسماء جديدة منها نورة الغامدي، ومها الفيصل، ورجاء الصانع، وأميمة الخميس، وطيف الحلاج، وصبا الحرز، وبشائر محمد، وأمل الفاران، وسمر المقرن، واتسمت هذه المرحلة بالجرأة في طرح الموضوعات كالجنس، والمجتمع، والدين، وحضور الجنس بكل أشكاله وبلغة عارية في روايات، والرواية الفضائحية للمجتمع وتعريته، والاهتمام غير المسبوق من قبل دور النشر العربية على نشر الروايات النسائية السعودية. وقال المحيش أن هذا يؤكد وجود إقبال من القراء أو من المقتنين وانتقال الرواية السعودية عموماً إلى دائرة الضوء وساعد التفاعل الإعلامي الكبير الذي حظيت به الرواية النسائية السعودية على جذب مبدعات كثيرات للدخول بحماس وخوض هذه التجربة.