الجزائر تشيع الروائي الكبير الطاهر وطار الطاهر وطار الجزائر: فقدت الساحة الأدبية الجزائرية والعربية أول أمس الخميس أحد أهم رموزها الأديب والروائي الجزائري الطاهر وطار عن عمر يناهز 74 عاماً، بعد صراع شرس مع مرض السرطان الذي الزمه الفراش لأكثر من عامين.
ووفقاً لصحيفة "الرياض" السعودية تم تشييع جثمان الفقيد أمس الجمعة من قصر الثقافة بالعاصمة الجزائرية؛ حيث شيعه أهله وحشد من المثقفين وممثلين عن الجهات الرسمية إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن من بين المشاركين في تشييع الفقيد كل من عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، وعبد العزيز بلخادم وزير الدولة ممثلاً شخصياً لرئيس الجمهورية، وخليدة تومي وزيرة الثقافة. يرجع الفضل لوطار في تأسيس الجمعية الثقافية "الجاحظية" عام 1989 بالجزائر التي عكفت على نشر الثقافة وفتحت أبوابها أمام أهلها منذ نشأتها وحتى الآن، كانت أخر أعماله الإبداعية هي "قصيدة التذلل" والتي عكف على الإنتهاء منها أثناء فترة مرضه بالمستشفى وكان قد بدأ بكتابتها بداية من عام 2007 وهي عن "مسار اليسار في الجزائر وثنائية الثقافي والسياسي" وفي حديثه لصحيفة "الرياض" أكد على رغبته في إنهاء هذا العمل حتى لا ينشر تحت مسمى "رواية لم تكتمل" كرم الروائي الراحل عام 2009 بحصوله على جائزة الدورة ال 11 لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للعام (2008-2009) التي منحت له من بين 262 مرشحا في حقل القصة والرواية والمسرحية وذلك تكريماً ل "قدرته التجريبية التي مزجت الأصالة بالواقع الاجتماعي وجرأته في بناء الشخصيات والأحداث لمعالجة قضايا محلية وبيئية بلغة متطورة تقارب في روحها العامة كلاسيكيات الرواية"، وسبق أن كرم من دولة الإمارات أيضاً عام 2005 حيث حصل على جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية. قدم الروائي الكبير المولود في 15 أغسطس 1936 على مدار حياته الحافلة العديد من الأعمال التي أثرى بها الساحة الأدبية والتي عبر من خلالها عن حقبات تاريخية وسياسية مختلفة من تاريخ الجزائر، وجاءت معظم أعماله معبرة عن حياته وتجاربه التي عاشها قبل الاستعمار الفرنسي لبلاده وبعده، نذكر منها "اللاّز" و "جازية والدراويش" و "الشمعة والدهاليز"، و"الزلزال" و" الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، وغيرها وقدم العديد من الكتب التي ترجمت من العربية إلى عدة لغات مختلفة. كما عرف عن وطار وطنيته القوية حيث التحق عام 1956 بثورة التحرير الجزائرية وانضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطنى، حتى استقلال البلاد العام 1962، وفي نفس العام أنشأ جريدة "الأحرار" السياسية الأسبوعية والتي ما لبثت السلطات أن أوقفتها بعد وقت قصير، وفي العاصمة الجزائرية أصدر أسبوعية أخرى بعنوان "الجماهير" لاقت مصير سابقتها. يذكر أن الطاهر وطار لم يتول مناصب رسمية طيلة مساره المهني والإبداعي باستثناء توليه في الفترة ما بين 1990-1992 منصب مدير عام الإذاعة الجزائرية.