القدس المحتلة: ذكرت صحيفة "معاريف" الأربعاء أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جلس خلف الكواليس وابتعد عن الاعلام، لافساح المجال امام مبعوث الرباعية الدولية الى المنطقة ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي جند نفسه لشرح التغيرات في السياسة الإسرائيلية المتعلقة بحصار غزة لايضاح الخطة الإسرائيلية في وسائل الاعلام الدولية والعربية. ونقل موقع " عرب 48" الاخباري" عن "معاريف قولها تحت عنوان "هل تحول توني بلير إلى ناطق باسم حكومة إسرائيل؟!" ان مبعوث الرباعية بذل مجهوداً في الأيام الأخيرة لتبرير السياسة الإسرائيلية تجاه حصار غزة وتجنيد الدعم الدولي لها، ما حدا به إجراء 6 مقابلات تلفزيونية متواصلة خلال يومين ومواجهة اسئلة صعبة في محاولة لتجنيد الرأي العام الغربي خلف السياسة الإسرائيلية تجاه غزة. وأضافت الصحيفة إن بلير قام بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على عرض التغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه القطاع في وسائل الإعلام الأجنبية. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من نتنياهو قولها إن الساحة الهامة هي الإعلام والرأي العام الدولي، لذا تقرر أنه من المفضل أن يعرض بلير التغيير في الحصار المفروض على القطاع على اعتبار انه شخصية محايدة وذات مكانة دولية واقتصر ظهور نتنياهو على بيان اصدره تحدث فيه عن التسهيلات المقرر ادخالها على حصار غزة. وقام بلير الثلاثاء بزيارة تفقدية لمعبر "كرم ابو سالم" التجاري على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل شرق مدينة رفح للاطلاع عن كثب على عملية ادخال السلع الى قطاع غزة وتنفيذ قرار "تسهيل" حصار غزة. ودعا بلير الى اعطاء سكان غزة الامل والاحترام مؤكدا ضرورة العمل على استئناف عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ومنذ يوم الاحد الماضي تنقل بلير من استوديو إلى اخر ومن شبكة تلفزيوينة إلى اخرى ومنح ست مقابلات صحفية خلال يومين فقط وواجه الاسئلة الصعبة التي طرحها مقدمو البرامج والصحفيون الذين اجروا المقابلات وحاول استخدام خبراته كافة لتجنيد دعم الرأي العام الدولي لتسهيلات نتنياهو وسياسة اسرائيل الجديدة . والتقى بلير الثلاثاء بالعديد من الشخصيات الاسرائيلية العامة ورجال السياسة مثل سلفان شالوم ودان مريدور ورئيسة المعارضة تسيبي ليفني وذلك بعد اجتماعه في رام الله مع رئيس الوزراء سلام فياض . وأكد توني بلير مبعوث الرباعية الدولية للشرق الاوسط، أن هناك مقترحات على الطاولة لحل قضية شاليط، وملف الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة. وأشار بلير خلال الحلقة الثالثة من برنامج "واجه الجمهور" الذي يقدمه بال ثينك للدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة "فريديش إيبرت" الألمانية عبر الفيديو كونفرنس أن هناك خطوتين أساسيتين ستسهمان في دفع الواقع السياسي نحو التغيير الايجابي في حال حدوثهما، مشيراً الى المصالحة الفلسطينية وقضية الجندي الأسير جلعاد شاليط، حيث اكد أن هناك مقترحات على الطاولة فيما يخص حل قضية شاليط. وفي حديثه عن تخفيف الحصار، أكد بلير أن هناك جهودا حثيثة تبذلها الرباعية للاسهام في تخفيف الحصار، مشيرا إلى بوادر التخفيف التي تتمثل في تغيير قائمة المواد المسموح بدخولها عبر معابر القطاع التجارية، مؤكداً أن النقاش مع الطرف الاسرائيلي لا زال قائماً حول ادخال مواد البناء، وقضايا الطاقة والوقود، وتسهيل حركة الافراد، وقد شدد بلير على أن الحلول المرجوة لا بد أن تتم بشكل مرضي وفعال. وفي مجمل ردوده على اسئلة المناقشين والجمهور، قال بلير: "إن الرباعية تريد للحصار أن يرفع، وأن هناك مباحثات مع مصر حول وضع معبر رفح وامكانية تشغيله مستقبلاً"، وأكد أن العديد من القضايا يمكن حلها بشكل مرضي فيما يتطلب حل عدد آخر منها جهودا أكثر . وقال بلير خلال استعراضه للواقع الفلسطيني: "هناك العديد من الأمور التي يجب حلها بشكل عملي، المصالحة الفلسطينية يجب أن تنجز من خلال الاحزاب الفلسطينية ... الرباعية لها مهمتان أساسيتان في هذه المرحلة: ضمان دخول المواد المنصوص عليها الى قطاع غزة والعمل على دفع العملية السياسية" .