في استجابة فورية وسريعة لما نشر بمقال رئيس تحرير "محيط " بالأمس الاثنين 11 يونيو أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان لأدمن صفحته الرسمية اليوم الثلاثاء نشر على شبكة التواصل الاجتماعي ( فيس بوك) أن القوات المسلحة ستقف على مسافة واحدة من كلا المرشحين لانتخابات الرئاسة، وستضمن الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية ونزاهتها بكل ما أوتى من قوة مهما حاول المشككون من التخوين وهز الثقة في حيادية مؤسساتنا العملاقة ، كما شدد على أن القوات المسلحة لن تتهاون في مواجهة أي تجاوز خلال المرحلة الانتخابية وأنها ستواجه أي خروج عن الشرعية بمنتهى القوة والحزم، مؤكدة إصرارها على تحقيق ما يريده الشعب. وقد كتب رئيس التحرير فى مقاله ما يلي :
"هذا يقودنا إلي رسائل مهمة يتوجب علي الجميع أن يفهمها بوضوح ،ألا وهي أن المؤسسة العسكرية وأجهزتها تقف علي الحياد ،وستجري انتخابات رئاسية نزيهة ونظيفة مائة بالمائة لم تشهدها أي دولة في العالم من قبل،كما سبق وأكد السيد المشير القائد محمد حسين طنطاوي،وإن ما يثار بأن الانتخابات ستزور أو أن الجيش وأجهزته مع شفيق ما هي إلا حرب أعصاب وحرب معنوية يشنها تنظيم أحمد شفيق السري وفلوله مستندين في ذلك إلي مفاهيم تفشت بعهد الطغيان البائد عهد الرئيس المخلوع والمسجون والذي يترنح ما بين موت وحياة بسجن مزرعة طره – شفي الله كل من يتقيه – " .
وفى فقرة تالية يقول :
" ان ما يروجون له من أكاذيب بأن قادة المجلس العسكري والأجهزة الأمنية يدعمون شفيق لا أساس له من الصحة ويستهدف بالأساس الإساءة للدور العظيم الذي لعبته ولا تزال قواتنا المسلحة في إنجاح ثورة مصر وبناء مؤسسات الوطن وتسليم السلطة للشعب الذي ثار ،ونقول لإخواننا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة وللسيد المشير أن شعبنا سيضعكم في حدقات عيونه وسيكتب التاريخ أسماءكم بأحرف من نور كرواد للديمقراطية وحماة لمصر أن ظللتم علي حيادكم كما وعدتمونا واثق إنكم ستظلون لأنكم عودتمونا علي الصدق والأمانة يا خير أجناد الأرض.
ومن جهتنا نهمس في أذان كل ضابط وجندي وقائد كبير أو صغير في رتبته بصفوف الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية بأن من حقهم أن يشعرون بالانتماء لأبن مؤسستهم ،لكن الأرض لايرثها إلا عباد الله الصالحين ،ومبارك وزكريا عزمي الخ ... كانوا من أبناء المؤسسة العسكرية العظيمة وخانوا مصر ودمروها وأهدروا كرامتها ،وعلي الرغم من ذلك كتبت إلي درجة الإلحاح قائلا لكل صاحب قرار بالمؤسسة الأمنية أن يرشحوا لنا إنسان شريف وغيور علي وطنه وسنفضله عن أي مرشح آخر تقديراً منا لدور تلك المؤسسة العسكرية ،لكن لأن قادة جيشنا نبلاء فضلوا الانسحاب من اللعبة السياسة بهدوء وتسليم السلطة للشعب".
إلي هنا انتهي الاقتباس
ولم تكن تلك هى المرة الأولى التي تتفاعل فيها فوريا الأجهزة السيادية المعنية فى الدولة بما تنشره "محيط " من مطالبات ونداءات تستهدف صالح الوطن ومجده وعزته وكرامته ، وبالأول من أمس الأحد وفي استجابة سريعة أيضا لمحيط ، صرح مصدر أمني مسئول بأن جهاز المخابرات العامة ينأى بنفسه عن الزج باسمه في حملات المرشحين لانتخابات الرئاسة وأنه يقف على مسافة واحدة من كلا المرشحين ، وذلك بعد ان ناشد مقال رئيس التحرير السبت 10 يونيو جهاز المخابرات بإصدار بيان يؤكد من خلاله وقوفهم على الحياد تجاه مرشحي الرئاسة.
وهذا ليس من قبيل المصادفة وإنما نؤكد من خلاله ان الاستجابة الفورية لما تنشره شبكتنا الغراء "محيط" من قبل الأجهزة السيادية فى الوطن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك مدى حرص القيادة السياسية والأمنية في مصر على الأخذ بوجهات النظر والتعامل معها بجدية لأنها تعبر عن ضمير الشارع المصري ، كما تؤكد أيضا أن "محيط" يقف على مسافة متساوية تماما من مرشحي الإعادة وهو ما يجعله في صدارة المواقع الالكترونية الصحفية الجادة .