قال الكاتب الصحفي وليد طوغان أن كتابه "السلفيون أيضا يدخلون النار" جاء بسبب أن التيار السلفي عندما طرح نفسه على الساحة السياسية قسم المجتمع لعدة فئات، من يعارضه منها سيدخل النار كما يقولون، وهو طرح يراه الكاتب أبعد الإسلام عن جوهره الحقيقي رغم أن المنتمين لهذا التيار يظنون انهم يخدومون الإسلام، جاء ذلك خلال حفل توقيع الكتاب الذي استضافته مكتبة "ألف" أمس. وقال طوغان أن كلمة السلف تعني الأخذ بمنهج السلف التابعين، وهذا يعني أن نحصر الدين في مائة عام فقط، وهذا لا يتناسب مع طبيعة الإسلام الذي يعد صالحاً لكل الأزمنة، وانتقد طوغان التيار السلفي في مصر واتهمه بالبحث عن مصالحه ورغبته في اقتناص مكاسب سياسية له.
ويرى صاحب الكتاب أن الحوار هو الحلمع هذه التيارات، ويجب أن يتم الحوار على أرضية مشتركة، لافتاً إلى أن التيار السلفي يشن هجوماً على الأزهر نظراً لرغبتهم في أن يحلوا محله، فالصراع هنا على الوجود.
ناقش الكاتب في مؤلفه فكرة التدين الشعبي الذي يلجأ إليه الناس في الأزمات، سواء كان ذلك موجود في التيار السلفي أو التيار الصوفي، ويرى الكاتب أنه بتغيير المجتمع سيستمد البسطاء فقههم من المصادرالوسطية. من جانبه تساءل الشاعر جمال عن الوسيلة التي يمكن عن طريقها الحوار مع هذا التيار الذي يشوه الدين الإسلامي العظيم على حد قوله، وقال عبد الله كمال رئيس تحرير صحيفة "روزاليوسف" السابق أن الكتاب ليس ضد الفكر السلفي، لكنه يفجر عدد من التساؤلات حول حقيقة هذا التيار.
طالب الكاتب سعد هجرس السلفيين بألا يعتبروا الكتاب عدوا لهم، بل جاء للبحث عن قواسم مشتركة وفتح الحوار؛ بين التيار السلفي وباقي التيارات، لافتاً إلى أن السلفيين طوال الوقت لديهم موقف معادي للسياسة، وعبروا عن ذلك بتحريم الخروج عن الحاكم حتى إذا جلد ظهر المواطن؛ وبالتالي هذا يعد تأييدا لبنية الاستبداد الموجودة في المجتمع.
يقول طوغان في كتابه: "السلفيون ليسوا أحباب الله.. ويصرون على أنهم أدرى المسلمين بشئون دنيا المسلمين.. و دخلوا السياسة وهم يعتقدون أنهم القيم على الدين القيم.. وهم يكذبون.. لذلك ربما يدخلون النار أيضا مثلما قالوا أننا سندخل النار لأننا لسنا منهم".
يواصل: التيارات السلفية جمدت الدين واحتفظوا به في ثلاجات التاريخ لتفسده المواد الحافظة، مع أن الله سبحانه وتعالى شرع الدين لصلاح المجتمعات وإصلاحها، ولا توجد أدواته في ثلاجات التاريخ، فالسلفيون رجعوا بالإسلام إلى الخلف، وقالوا أنهم احتكروا ماركاته وخلطاته وذلك بسيرهم على خطى السلف الصالح، مع أن الخلف الصالح لا أمروا ولا شهدوا، والأقرب أنهم لم يكونوا ليرضوا لو عرفوا ما يحدث، فمحاولات تقليد السلف الصالح ومحاكاة زمانهم رغم تغير الظروف واختلاف البلاد والعباد فاحشة تاريخية ومقتا اجتماعيا وساء سبيلا، فالإسلام ليس دينا سلفيا ولم تنص شريعته على أن السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا هم الدين، وبالرغم من ذلك لازال بعض الذين ولدوا بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام من وفاة الصحابة يرون ذلك.
ويضيف قائلا: وناقشت في الكتاب فكرة التحولات التي طرأت على الجماعات الصوفية، فحولتها من الاتجاه إلى الله لدنيا الخرافات والتهويمات، وتحول المتصوفة من أهل الله، إلى أهل دنيا، كما يسلط الكتاب الضوء على التشيع واختلاط أفكار الشيعة بجماعات المتصوفة، ورغم الاختلافات الشديدة بين المتصوفة والسلفيين فى الفكر والعقيدة، إلا أني أرى أن طريقة التفكير واحدة، وهو ما عاد على الدين والدنيا بأزمات مستمرة.
ويقول: السلفيون ليسوا أحباب الله حتى لو قالوا ذلك، فهم مقلدون تراثيون، بينما الدين تقدمي عفا الله فيه عما سلف أو ما مضى قبل نزول الرسالة ، ووضعت شريعته المستقبل أمام عينها ، للذين يتفكرون، بينما السلفية لا يفعلون، وكان طريفا إعلان السلفيين عزمهم المشاركة السياسية لإصلاح الدنيا بعد ثورة يناير بينما هم مصرون على أنهم أدرى المسلمين بشئون دنيا المسلمين، و دخلوا السياسة وهم يعتقدون أنهم القيم على الدين، وهم يكذبون ، لذلك أردت أن أقول أنهم ربما يدخلون النار أيضا مثلما قالوا أننا سندخل النار لأننا لسنا منهم.