"المعرض الفني العام" يرفض نصف مشاركاته محيط - رهام محمود شعلان وأبوغازي يشاهدان منحوتة القاهرة : في دورته الثالثة والثلاثين التي أقيمت بقصر الفنون بالأوبرا، شمل "المعرض العام" الفني في مصر هذا العام أعمال ما يقرب من 322 فنانا وفنانة، ويعد المعرض ثاني فعاليات "مهرجان الإبداع التشكيلي الرابع"، والذي يعكس ما وصل إليه التشكيل المصري المعاصر. افتتح المعرض العام الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بحضور د. عماد أبو غازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وقدم الفنانون نحو 449 عملاً فنياً في مجالات : تصوير، نحت، جرافيك، تصوير ضوئي، رسم، خزف، فنون الميديا "فيديو آرت" ، كمبيوتر جرافيك"، التجهيز في الفراغ، الخط العربي – الفنون الفطرية". أثار المعرض حوله جدلا كبيرا حيث رفضت لجنة اختيار الأعمال برئاسة الفنان د. مصطفى عبد المعطي أكثر من نصف أعمال المتقدمين ، بما أغضب البعض فيما اعتبره آخرون دليلا على جودة الاختيار. عقيلة رياض وقال الفنان د. عبدالوهاب عبدالمحسن: حرصنا في هذه الدورة على ضم كافة أطياف الحركة التشكيلية المصرية، وأن يكون المعيار بالاختيار هو قيمة العمل ذاته، أما عن الأعمال المرفوضة فالسبب كان في هدف المعرض كوسيلة لتمثيل الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة، ومن هنا تطلب الأمر أن يقدم الفنان أعمالا جديدة وليست قديمة، كما كان معيار الجودة فارقا لأنه حدث قومي. واصل عبدالمحسن: أشارك الرأي من نادوا بأن يظل القوميسير لأكثر من عام لتفادي مشكلات المعارض المقامة، كما أن فكرة الأسطوانة المدمجة، وعرض اللوحة على البروجيكتور أو شاشات الداتا شو من الممكن أن تقدم صورة أفضل من العمل الحقيقي ومن هنا تكون المشكلة فحينما أجزنا اعمال معدة بهذا الشكل اكتشفنا أنها A3 وهي على الشاشة مترين، مع أن أقل ضلع للوحات التي تعرض في المعرض العام هو متر. المعرض العام وعن تقييمه للأعمال أشار د. عبدالمحسن إلى أن الخزف في المعرض جيد جدا، وكذلك النحت، كما قدمت أعمال رسم مهمة، أما أعمال الجرافيك فكانت قليلة بخلاف التصوير، بينما الأعمال الفوتوغرافية عبرت عن عدم وعي الأجيال الكبيرة بتغير مفهوم الفوتوغرافيا فهي لم تعد صورة تسجل جماليات المكان أو توضع على كارت سياحي، وقدم فنانو الإسكندرية أفضل الأعمال وللأسف فهناك لا مبالاة من قبل الكثيرين بالمعرض وخاصة أن لجنة المقتنيات لم تأخذ من اعماله، ولكن من يفكر بهذا المنطق لا علاقة له بالفن. ويشير د. عبدالمحسن إلى أن من بين السلبيات التي واجهتها اللجنة المنظمة؛ تعامل فنانين مع المعرض العام بطريقة تقليدية بأن يرسلوا كل عام عملا من أعمالهم، بدون ملاحظة لتيمة المعرض التي يحددها القوميسير، وكأنهم يريدون التفاخر فحسب بالمشاركة لا تفعيل المعرض. جميل شفيق عرضت أغلب الأعمال النحتية في الحديقة الأمامية من قصر الفنون، فتواجه بطليعة المعرض تمثالين كبيرين للفنان محمود منيسي تحت عنوان "أسطورة السمكة الملاك"، والذي تناولهما بأسلوب التركيب وليس اللحام، مستخدما خامات الحديد والألومونيوم والبوليستر وبوردات الكمبيوتر. حيث يدور العمل حول فكرة التطور التكنولوجي وحالة الطفرة التقنية التي يعيشها الإنسان وتأثيرها عليه، وتتمثل فكرة العمل في حلم السمكة، كما نسج الفنان أسطورة السمكة الملاك في وضع الصعود لأعلى على عكس شكلها الواقعي، وفي نفس الوقت تتجسد في شكل امرأة، ويتطعم جسدها بالشرائح والبوردات الإلكترونية، تعبيرا عن التداخل الطاغي لعلاقة الإنسان بما ينتجه على كيانه البشري. يوسف ليمود وعبر الفنان د. عبدالمنعم الحيوان في منحوتته عن الأمومة، حيث صور طفلا جالسا، تنحني أمه على صدره لتداعبه برشاقة شديدة، بينما قدمت الفنانة عايدة عبد الكريم منحوته من الزجاج. وبأسلوب واقعي قدم الفنان أحمد سعيد تمثالا لرجل فقير يمشي متمايلا من الإرهاق والتعب. وفي مجال الخزف عرضت الفنانة د. زينب محمود شرائح خزفية ملونة وكأنها لوحة تجريدية اعتمدت فيها على علاقات اللون وندرة استخدام العناصر. كما قدمت سلوى أحمد ومحي الدين حسين الإناء بأسلوب خاص مستخدمين درجات لونية فريدة على أسطح العمل، وقدم أيضا بعض الخزافين الأطباق الملونة ذات تأثير ملمسي واضح على السطح. محمود منيسي أما الفنان يوسف ليمود فقد قدم في مجال التجهيز في الفراغ عملا عن رغيف العيش، حيث امتلأت القاعة بأرغفة العيش، ومن خلفها صور على الحائط لمجموعة من الأشخاص تقف في صف واحد أمام تلك الأرغفة في صمت، وكأنها هي الشيء الوحيد الذي يشغل بالهم. بينما استلهمت الفنانة عقيلة رياض المرأة الفرعونية في لوحاتها، والتي صورت فيها مجموعة من الفتيات يقدمن محافل الغناء والرقص، يتمايلن وهن يقرعن الطبول، كل منهن استقلت لوحة من الخمس لوحات لتقوم بحركة مختلفة عن التي تجاورها، بينما عرض الفنان جميل شفيق لوحته في مجال الرسم "أبيض وأسود"، والذي صور فيها امرأة تخرج من البحر وهي تحتضن سمكة كأنها طفلها الصغير، وتميل برأسها بهدوء شديد وكأنها مستغرقة في حلم عميق.