ملتقى القدس للفنون التشكيلية .. تجسيد الألم والأمل الفنان المصري محمد دسوقي محيط – رهام محمود القاهرة : يستمر الآن ملتقى القدس الأول للفنون التشكيلية بمشاركة فنانين من بلدان مختلفة، وقد افتتحه الثلاثاء الماضي نور صبيح سفير فلسطين بالجامعة العربية ومحمد الصاوي مؤسس الساقية. وعلى هامش الملتقى أقيمت ندوة شارك فيها نور صبيح، د. حمدي المرسي مدير مؤسسة القدس في مصر، بالإضافة إلى فنان الكاريكاتير المصري أحمد طوغان. وقال مرسي : لا غرابة في أن يعمل الاحتلال على نقل الصراع إلى ساحات المعاني والرموز؛ ليستكمل غزو الأرض واغتصاب الأحلام، مستعيرا أصواتا عربية تتقن الفنان المصري عفت حسني ع بدعاوي الاعتدال والواقعية؛ ليفرض معجما جديدا تلتبس فيه مفاهيم المقاومة والجهاد ومعاني التحرر والتحرير والشهادة والاستشهاد بمعاني الإرهاب والتطرف، وتختفي رواية الاغتصاب والاحتلال والتشريد. أما الفنان طارق زايد قوميسير الملتقى فقال: كانت فكرة الملتقى من البداية أننا ننظم معرض من أجل القدس، لكنني وجدت أنه لا يكفي إقامة معرض وحسب وخاصة أن فنانين عرب وأجانب كانوا مستعدين للمشاركة في هذا المعرض. وقد اعتمدنا على لوحات فنانين أجانب يعيشون في مصر بالفعل كي لا نصطدم بالروتين الحكومي في نقل الأعمال لمصر والجمارك وما إلى ذلك. من هؤلاء الفنان عبدالله باتلر، وهو فنان إنجليزي مسلم يعيش في الإسكندرية، والفنان بول بيانتي من فرنسا والذي رسم لوحة تخيل فيها شكل المسجد الأقصى من الداخل. بالإضافة إلى الفنانة مها وديع من الأردن، والتي صورت المرأة الفلسطينية، والفنان السوداني حسان علي أحمد الذي عبر عن الجدار العازل من خلال لوحتين تصوير زيتي. كما شاركت الفنانة حياتي توسونر من تركيا، وماجد العراقي، و دعاء العدل وأحمد طوغان ومصطفى سالم وجمعة وعمرو فهمي ومخلوف الذين قاموا بتقديم أعمال كاريكاتيرية عن القضية الفلسطينية. الفنان يحيى عبده كما انفعل الفنانون المصريون ومنهم د. طاهر عبد العظيم، طه قرني، عفت حسني، وعاصم عبد الفتاح ورسم كل منهم لوحة خصيصا للملتقى. قدم الفنان عفت حسني لوحة تصور بروفيل امرأة ترفع رأسها لتنظر أعلى فتجد المسجد الأقصى وبعض العناصر الأخرى المتشابكة كشخص مصلوب، بينما يوجد باعلى اللوحة نسر يقف شامخا فوق كل العناصر. كما قدم الفنان د. يحيى عبده لوحة تجريدية ذات مجموعة لونية فريدة، ومن فوقها رسم المسجد الأقصى. بينما عبر الفنان محمد الدسوقي عن القدس في صورة امرأة حزينة ومن خلفها آلاف الرجال يسيرون تجاه طارق زايد المسجد الأقصى وكأنهم يزعمون تحريره. في حين رسمت مها وديع رجلا عربيا يحمل في يده حمامة بيضاء رمز السلام، ويظهر القدس والمباني الفلسطينية من بعد في خلفية اللوحة. وقد غلب على بعض اللوحات مشاهد الحزن وتصوير الأطفال يتطلعون إلى السلام ومن خلفهم الجامع والكنيسة. وقام الفنان طارق زايد بعمل لوحة تجريدية تحمل مجموعات لونية جمالية، ومن فوقها صور امرأة ترتدي نقاب، وعلى جسدها ووجهها بعض الخيوط التي تقيد حركتها تماما. كما عرض الفنان خالد الدسوقي مجموعة من الصور الفوتوغرافية من داخل القدسالمحتلة. الفنانة مها وديع وفي الكاريكاتير رسم عمرو فهمي رجل يبتسم وهو يحتضن القدس، وأسفله يوجد الحكام العرب أحدهم يغلق عينية، والثاني يغلق أذنيه، أما الثالث فيغلق فمه. وقام الفنان د. أحمد نوار بعرض فيلم تسجيلي "فيديو آرت" عن القدس بعنوان "فلسطين 54 سنة إحتلال – رسالة موجهه إلى العالم"، صور في أجزاء منه مشاهد من معرض "إنستليشن" أقامه سابقا في مجمع الفنون، والذي خرجت فيه أجساد الأشخاص إلى الحديقة؛ حيث كانت مدفونه بها وكأنها مقابر يحول الأشخاص الخروج منها، ثم يأتي بعض الأشخاص الآخرين ليسيروا من فوقهم.