قال الدكتور محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان المسلمين في مصر إن الحل الوحيد المتاح حاليا لإنقاذ الثورة هو الالتفاف حول مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، مشيرا إلى أنه لا يجب الحديث الآن عن ضمانات أمام ما اعتبره خطرا داهما على مسار الثورة. ورفض حسين ، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية نشرتها في عددها الصادر اليوم الاثنين ، طرح بعض القوى السياسية تشكيل مجلس رئاسي مدني يتسلم السلطة من المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد، معتبرا أنه حل غير واقعي لن يقبل به المجلس العسكري.
واشتعل المشهد السياسي المصري أول من أمس عقب صدور أحكام بالبراءة بحق قيادات وزارة الداخلية المتهمين بقتل الثوار وحصول الرئيس المصري حسني مبارك ووزير داخليته على أحكام بالسجن المؤيد، ويطرح سياسيون تشكيل مجلس رئاسي يتسلم السلطة من المجلس العسكري ليشكل دستورا جديدا ويجري انتخابات رئاسية جديدة.
ووصف الأمين العام لجماعة الإخوان الفكرة بغير الواقعية، قائلا: "تأسيس مجلس رئاسي هو اقتراح لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع لأن المجلس العسكري لن يقوم بتسليم السلطة إلا لرئيس منتخب ولن يلتفت لمناداة الميادين"، مضيفا: "أي تحد للمجلس العسكري لا بد أن يكون تحديا واقعيا وعمليا".
وتابع حسين: نحن في استحقاق انتخابي ديمقراطي وعلى أعتاب جولة الإعادة وينبغي أن تتوجه الجهود لمواجهة ذلك".
وأوضح حسين أن مصر مقبلة على صراع انتخابي بين الحزب الوطني ورموزه من جهة، والشعب المصري كله من جهة أخرى، قائلا "المحاكمة والانتخابات تضعنا أمام مشهد يتصدره رأس النظام وفلول الحزب الوطني ورموز الفساد فيه ويعاونهم أجهزة إعلام تعمل لصالحه"، متابعا "المسؤولون بطرة يديرون الأمور بشكل أو بآخر ولا تزال الأموال المنهوبة من ثروات مصر تستخدم لشراء الأصوات".
ولفت حسين إلى أنه لا يمكن لفصيل سياسي واحد أن يتصدى لمواجهة الأزمة الراهنة ومواجهة أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك والذي يخوض جولة الإعادة في مواجهة مرشح الإخوان، مشددا على ضرورة تضافر كافة جهود القوى السياسية والوطنية والثورية.
وقال حسين: "الثورة في مفترق طرق لكل القوى وعلى رأسهم الإخوان ونحن حاليا أمام خيارين إما أن نحافظ على الثورة جميعا حتى لو كانت بيننا خلافات وإما أن نفقد الثورة جميعا"، مشيرا إلى أن القوى الثورية والسياسية والشعب المصري والإخوان في مأزق كبير يتطلب التكاتف.
وأضاف: "الحل الوحيد على الأرض لإنقاذ الثورة هو تأييد مرشح الإخوان والثورة دكتور محمد مرسي في الإعادة" مضيفا: "لا حديث الآن عن ضمانات لأننا نتحدث عن خطر داهم يواجهنا بشكل حقيقي بكافة قواه الإعلامية والسياسية والاقتصادية لذلك لا بد من توحد الجهود لإسقاط مرشح النظام السابق ثم نتفاهم فيما بيننا لأننا نملك مساحات اتفاق".
واتهم حسين الإعلام بالتشكيك في إمكانية الاتفاق حول مرسي، قائلا: "هناك توافق عام على دعم مرسي لكن الإعلام يشكك في ذلك.. الجماعة أعلنت من البداية أنها تريد تشكيل حكومة ائتلافية وأعلنت أنها تريدها دولة مدنية.. كما تحدث مرسي كثيرا عن مؤسسة الرئاسة".
وبينما لا تزال القوى السياسية في البرلمان على خلاف حول معايير اختيار أعضائها، يحمل حسين وجهة نظر أخرى قائلا: "نحن جميعا متوافقون على الدستور نفسه وبالتالي فالخلاف حول الجمعية التأسيسية للدستور هو خلق مشكلة من لا شيء".
وأضاف حسين: "القوى السياسية اتفقت حول وثيقة الأزهر ووثيقة التحالف الديمقراطي.. لذا من السهل صياغة الدستور منهما وفق المتفق عليه بغض النظر عمن يضعه".