"لله قوم أخلصوا فخلُصوا من آفة الخسران .." أشعار عربية في شهر رمضان محيط - مي كمال الدين تهفو حولنا نسمات رمضان العليلة فنستشعر حالة إيمانية تظلنا طوال الشهر الكريم ، وبذكرى رمضان نتأمل أبيات شعرية منظومة تأثرا بهذه الأيام الفضيلة وللترحيب بقدومها .
ابن الصباغ الجذامي وهو شاعر صوفي أندلسي تدور أشعاره كلها حول المدائح النبوية والزهد، نظم الشعر في "رمضان" قائلاً: هذا هلال الصوم من iiرمضان بالأفق بان فلا تكن iiبالواني وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه واجعل قراه قراءة iiالقرآنِ صمه وصنه واغتنم iiأيامه واجبر ذما الضعفاء iiبالإحسان واغسل به خطّ الخطايا iiجاهدا بهمول وابل دمعك iiالهتّان لا غرو أن الدمع يمحو جريه بالخدّ سكبا ما جناه iiالجاني للَه قوم أخلصوا iiفخلّصوا من آفة الخسران والخذلان هجروا مضاجعهم وقاموا iiليله وتوسلوا بالذل iiوالإذعان قاموا على قدم الوفاء iiوشمّروا فيه الذيول لخدمة الديان ركبوا جياد العزم والتحفوا iiالضنا وحدا بهم حادي جوى iiالأشجان وثبوا وللزفرات بين iiضلوعهم لهب يشبّ بأدمع الأجفان راضوا نفوسهم لخدمة iiربهم ولذاك فازوا منه iiبالرضوان إن لم تكن منهم فحالفهم عسى تجنى بجاههم رضا المنان حالفهم والزم فديتك حبهم واجعله في دنياك فرض عيان يا لهف نفسي إن تخلفني iiالهوى عن حلبة سبقت إلى iiالرحمان فلأنزفن مدامعي أسفا iiعلى عمر تولى في هوى iiوتوان يا رب بالمختار أحمد خير iiمن حاز المكارم في ذرى iiعدنان لا تحرّمنى فضل شهر الصوم ولم تجعل مقرّى جنّة الرضوان نفحات الرافعي يقول عمر الرافعي في "رمضان" وهو قاضي وأديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر، انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس، له من الكتب مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية. نَفحاتُ الرحمنِ في iiرَمضان أَنعَشتني بِذَوقِها الروحاني نَفحاتُ الرحمنِ هبَّت على الصَببِ سُحَيراً من حَضرَة iiالرحمنِ نفحاتٌ قدسيّةٌ كم تعرَّضت لِهذي تَعَرُّضَ الوَلهانِ لم أَذُق مثلَها وَأَنّى iiلمثلي وَصفُه مُبدِعاً بِحُسنِ iiبَيانِ كم أريد البَيان وصفاً لذوقٍ كانَ لي في اِلتِماسِها iiبجناني قصر الوصفُ عن بُلوغِ iiمعانيها وَإِن طالَ شرحُ تِلكَ iiالمَعاني بشرتني بالفَتحِ أَكرم بفتحٍ منهُ يَأتي من فتحِه الرباني لم تَفُتني النَفحاتُ في iiرَمَضانٍ مِنَّةُ اللَهِ غايَةُ الإِمتِنانِ لم يَفُتني نَيلُ المُنى من iiحَبيبي وَهو كُلّ المُنى وَحصن iiالأَمانِ هو سرُّ الذاتِ المَصون iiوَذات السِرِّ فَضلاً وَصاحِبُ iiالسُلطانِ مبدأَ الكلّ خاتمُ الرُسلِ iiطه لَن يُضاهيهِ في السِيادَة iiثانِ رحمَةُ العالمينَ عُلواً iiوَسُفلاً وَهو عينُ الأَعيانِ في iiالأَكوانِ كاشِفُ الغُمَّة الشَفيعُ المرجّى الأَمينُ المَأمونُ ملجا العاني وَالمعينُ المتين ناصر iiدين اللهِ سبحانهُ الرَفيعُ iiالشانِ يا بروحي طه الحَبيبُ المفدّى أَفتَديه بِالروح وَالجُثمانِ قد حَباني بِهِ الفتوحَ iiإلهي مثلما حبَّه الجَزيل iiحَباني وَسرى سِرُّه بكلّ وجودي بِاِمتِصاصي لسانهُ بِلِساني وَصَلاةٌ تُهدى وَأَلفُ iiسَلامٍ لِعُلاهُ وَالآلِ في كُلّ آنِ وَكَذا الصحب ما اِرتجيتُ رِضاهُ وَرِضاكَ العالي مدى iiالدورانِ ضيف عزيز مصطفى صادق الرافعي يستقبل "رمضان" مثلما يستقبل الضيف العزيز والذي يجمع المسلمين على خير السجايا، ويعد فرصة للابتعاد عن المعاصي. والرافعي هو عالم بالأدب وشاعر، ومن كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ووولد وتوفى بمصر شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول، وله رسائل في الأدب والسياسة، من أعماله ديوان شعر مطبوع في ثلاثة أجزاء، و"تاريخ آداب العرب"، "وحي القلم"، "ديوان النظريات"، "حديث القمر"، "المعركة" في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها.
فديتكَ زائراً في كلِّ عامٍ تحيِّ بالسلامةِ iiوالسلامِ وتُقبِلُ كالغمامِ يفيضُ iiحيناً ويبقَ بعدَهُ أثرُ الغَمامِ وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ إليكَ وكمْ شجيِّ iiمُستهامِ رمزتُ لهُ بألحاظِ iiالليالي وقد عيَّ الزمانُ عنِ الكلامِ فظلَّ يعدُّ يوماً بعدَ iiيومٍ كما اعتادوا لأيَّامِ السِّقامِ ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ iiظِلاً ترفُّ عليهِ أجنحَةُ الظلامِ فباتَ وملءَ عينيهِ iiمنامٌ لتنْفُضَ عنهُما كَسَلَ iiالمَنامِ ولم أرَ قبلَ حبَّكِ من حبيبٍ كفى العُشاقَ لوعاتِ iiالغرامِ فلو تدرِ العوالمُ ما درينا لحنتْ للصلاةِ وللصيامِ بني الإسلامَ هذا خيرُ iiضيفٍ إذا غَشَيَ الكرِيمُ ذرى iiالكِرامِ يلُمكمْ على خيرِ السجايا ويجمعكُم على الهِمَمِ iiالعِظامِ فشُدُّوا فيهِ أيديكُم iiبعزمٍ كما شدَّ الكَمِيُّ على الحُسامِ وقوموا في لياليهِ iiالغوالي فما عاجتْ عليكُم للمُقامِ وكم نفرٍ تغرهمُ iiالليالي وما خُلقوا ولا هيَ للدَوامِ وخلوا عادةَ السفهاءِ iiعنْكم فتِلكَ عوائدُ القَومِ اللئامِ يُحلُّونَ الحَرَامَ إذا ما أرَادوا وقد بَانَ الحلالُ منَ iiالحرامِ وما كلُّ الأنامِ ذوي iiعُقولٍ إذا عدَّوا البَهائِمَ في الأَنامِ ومن روتْهُ مرضَعةُ المعاصي فقد جاءَتهُ أيَّامُ iiالفِطامِ
ليال منيرة محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، أبو عبد الله، المعروف بابن زمرك وزير من كبار الشعراء والكتاب في الأندلس، تتلمذ للسان الدين ابن الخطيب وغيره، وترقى في الأعمال الكتابية إلى أن جعله صاحب غرناطة (الغني بالله) كاتم سره سنة 773ه، ثم المتصرف برسالته وحجابته، جمع السلطان ابن الأحمر شعره وموشحاته في مجلد ضخم باسم "البقية والمدرك من كلام ابن زمرك". ونظم ابن زمرك الشعر في رمضان قائلاً: ولله من شهر الصيامِ مُوَدعٌ على كلِّ محتوم السعادة يكرُمُ تنزًّل فيه الذكْرُ من عنْدِ iiربّنا فَيُبْدَأُ بالذكر الجميل iiويُخْتَمُ ولله فيه من ليال منيرةٍ أضاء بنور الوحي منهن مظلمُ وصابت سحاب الدمع يُمْحَى بمائها من الصُّحف أوزار تُخطُّ iiومأثمُ ولله فيه ليلة القدر قد غدت على ألف شهر في الثواب تُقَدَّمُ تبيتُ بها حتى الصباح بإذنه ملائكةُ السَّبعِ الطباقِ iiتُسلِّمُ وبشرى بعيد الفطر أيمن iiقادم عليك بمجموع البشائر iiيَقْدّمُ