الشعر يلعب دورا هاما في مجتمعنا ، وكثير من المبدعين لم يكن من الممكن أن يعبروا عن أحلامهم إلا عبر بوابة الشعر .. بتلك الكلمات بدأ الدكتور "جيليس فان بالين " مدير المركز الثقافي الألماني بمصر المعروف ب" معهد جوتة" الأمسية الشعرية التي استضافها مقره بالقاهرة وشارك بها مجموعة من أبرز شعراء الشباب المصريين وهم : سالم الشهبانى ، محمد منصور ، رامى يحيى، ايمن مسعود ،مصطفى على موسي وعمرو حسن . وقال د. جيليس أن الشعر عرفته الحضارة المصرية القديمة ، وخير دليل على ذلك هو " كتاب الموتى" الذي يضم أروع المختارات الشعرية إلى جانب الأدعية لرموز آلهة المصريين القدامى وأناشيد الصلوات المختلفة ، وبه أيضا شاهدنا وصفا بديعا لما تلاقيه الأرواح بعد بعثها في العالم الآخر وحسابها وما يلحق بها من ثواب أو عقاب . كما رأى أن فكرة الشعر الكلاسيكي مصطنعة داعيا الجيل القديم من الشعراء لتعليم الشباب مبتعدين عن التنظير الأكاديمي ؛ فالأكاديميون يعلمون الطلبة ما تعلموه ولكنهم لا يراعون رغبة الجدد في معرفة وإتقان شيء مختلف . وألقى الشاعر رامي يحيى قصيدة " في الجنة " للشاعر الكبير صلاح جاهين التي قال فيها : ابريق دهب و مخّده من ريش النعام ... تشرب سيادتك ، تنجِعص آخر غرام ، ترفع عينيك تلاقى منجه مدلدله ، و فاكهه ياما ، متلتله أصناف من اللى الكيلو مش عارف بكام ، منجه ، و فراوله ، و موز ، و تفاح يا وله ، و خوخ و برقوق م التمام ... ياللعجب ، البرتقان ويا العنب ، فى غصن واحد ... يا سلام جلا جلا ، يَا محترم جلا جلا . كل الأمور متسهله . تطلب حواجب نمل ، و الا قلوب دبب ، تحضر ، بسرعة مذهله ، ما عليكش إلا بس تفضل تشتهى ، تطلب و تطلب فى حاجات لا تنتهى كله يجاب ، ما هى جنه طبعا يا مهاب ... لكن مافيش غير بس شئ واحد وحيد لو تطلبه ، لا يستجاب ... انك تعوز تخرج من السور الحديد ! ثم تحدث مدير الندوة وأكد على دور الشعر في التعبير عن أحلام الإنسان ، مثل أن يحلم المحارب بتحرير بلاده أو أن يحلم المحبوب بلمسة من حبيبته ، ويستطيع الحكام أن يعرفوا معنى السلام من العباقرة البسطاء وهم الشعراء في بلادهم . وردد كل من الشعراء الشباب محمد منصور ، أيمن مسعود و مصطفى علي قصيدة لنزار قباني اسمها " بيروت " قال فيها : يا ستَّ الدنيا يا بيروتْ... مَنْ باعَ أسواركِ المشغولةَ بالياقوتْ؟ من صادَ خاتمكِ السّحريَّ، وقصَّ ضفائركِ الذهبيّهْ؟ من ذبحَ الفرحَ النائمَ في عينيكِ الخضرواينْ؟ من شطبَ وجهكِ بالسّكّين، وألقى ماءَ النارِ على شفتيكِ الرائعتينْ؟ من سمّمَ ماءَ البحرِ، ورشَّ الحقدَ على الشطآنِ الورديّهْ؟ ها نحنُ أتينا.. معتذرينَ.. ومعترفينْ أنّا أطلقنا النارَ عليكِ بروحٍ قبليّهْ.. فقتلنا امرأة.. كانت تُدعى (الحريّهْ)... وختاما عبر مدير الندوة عن سعادته بتجربة الشعراء المصريين الشباب ، والذين يستطيعون بالكلمات التي يكتبونها ويقرأونها أن يعرفوا العالم بأنفسهم ويتعرفوا عليه .