صنعاء: صدر حديثاً للشاعرة اليمنية مليحة الأسعدي مجموعة شعرية جديدة حملت عنوان "نوافذ الصمت" والتي صاغت من خلالها الشاعرة هموها الفردية وانشغالاتها الجمعية. ووفقاً لصحيفة "الزمان" توزعت قصائد المجموعة الشعرية بين تعبيرات محتدمة عن صراعات شخصية عميقة هي في واقعها صراعات جيل كامل وتمزقاته تتضح من خلال النصوص التي تطرحها الشاعرة بضمير الأنا، ولكن على الرغم من ذلك فهي تعبر عن صوت جماعي خفي. نقرأ من مجموعتها من قصيدة "نافذة القلب" "كيف أغفو/ ونبض القصائد/ مثقلة بهمومي السمان/ هل سأخرج من كمدي المرمري؟/ هل سأخرج من فسحة الموت/ للموت/ من وجعي الأبدي؟/ هل سأخرج من جسدي الأنثوي؟/هل سأبكي/ أرتل فاتحة الطين/ عند الختام؟" وفي قصيدة "صخب الصمت" تقول الأسعدي "هل حقا/ هل حقا حدّقت مليّا/ في عبث العطر؟... هل حقا أنضجت الضوء/ وسكبت الضوء؟/ طاردت حدائق ذاكرتي اللامنطفئة؟/ تبحث عن نفسك مكتئبا/ تبحث عن عشق؟". وكما جاء بقراءة حسين سرمك بالصحيفة فإن الأسعدي حافظت علي وحدة مجموعتها بداية من اختيار العنوان "نوافذ الصمت" والذي لم يأت عفرا بل جاء عنوانا مفتاحيا شاملا. فمن ناحية ضمت المجموعة قصائد/ نوافذ أخري منها: "نافذة القلب" و"نافذة الجرح" و"نافذة التاريخ"، ونافذة الروح" لتختم المجموعة ب "نافذة الوجد" والتي تقول فيها الشاعرة: " يا ذنوبي/ عتقي الحب وغيبي/ إن حمق الطين في جسدي/ دعاني للجحيم/ عتقي الحب وغيبي/ يستحم النور في عيني نار/ يتنشف بأنيني/ ثم يستف من الوجد حقولي/ ويناغي شعره الفضي عشقا وجراح/ شاخت المرآة واحتار النواح/ من ذنوبي/ طهر اللهم قلبي/ ثم فارسمني علي صفحة ماء". وفي قصيدة "نافذة الروح" تقول "ماذا تبقي يا رياح تطلعي - ماذا تبقي غير روح مذعنة؟ فتسلمت روحي خرائطها وقد - علمت بأني لست مني ممكنة". وعن الأنوثة ومشكلات الأنثي كتبت في "نوافذ الصمت" "بالأمس تحكي جدتي/ عن قتل طفلة (سيدي) شيخ القبيلة/ لكنها لما تمت/ "كل غصة من تحت قصة" وتتابع في نفس القصيدة: "جدتي أنثي وتحكي/ عن جريمة كونهنّ من الإناث/ ( وليس الذكر كالأنثي) / صرت نصف الدائرة/ بل ربعها/ بل لم أعد في الدائرة". ومن "نافذة الجرح" نقرأ "ونسيتُني قسرا بقعر الجبّ/ وحدي/ أستشرف الذكري وأسأل إخوتي/ والرجع ردّي/ ذنبي يحاسي القهر آلامي وكدّي/ والأمنيات/ أكاد أسمع نبضها يبكي/ وليت الدمع يجدي/ فأعود يا صنمي العزيز لأصطفي/ جزري ومدّي/ أصنام حرقتنا القديرة سبعة/ سبع عجاف".