الدوحة: ترعى حملة "الفاخورة" الدولية أمسية شعرية تستضيف فيها الشاعر والأديب الفلسطيني مريد البرغوثي بالعاصمة القطرية الدوحة، وتشتمل زيارة البرغوثي على ورشة كتابة تعليمية مشتركة بالتعاون مع دار بلومزبري، مؤسسة قطر للنشر. وبحسب وكالة أنباء الشعر يدير البرغوثي جلسة قراءة وحلقة عمل للكتابة موجهتين إلى مجتمع الدوحة يومي 23 و24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. يذكر ان الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي من مواليد دير غسانة، قرب رام الله عام 1944م، قدم العديد من الدواوين الشعرية والتي نذكر منها: "الطوفان وإعادة التكوين، فلسطيني في الشمس، نشيد للفقر المسلّح، سعيد القروي وحلوة النبع، الأرض تنشر أسرارها، قصائد الرصيف، طال الشتات، ليلة مجنونة" وغيرها من الدواوين الشعرية، إلى جانب كتاب السيرة "رأيت رام الله" وهو الكتاب الذي حاز استحساناً دولياً وأشاد به المفكر والاديب الراحل إدوار سعيد باعتباره "واحداً من أرفع أشكال كتابة التجربة الوجودية للشتات الفلسطيني التي نمتلكها الآن". أما حملة الفاخورة فهي تلتزم بتوفير وتوسيع إمكانية حصول الطلاب في قطاع غزة على التعليم. نقرأ من شعر البرغوثي جزء من قصيدة "منيف": منيف ويموت منا من يموت، بموعدٍ أو صدفةٍ هي موعدٌ وكأننا نلهو ونلعبُ في كَمينْ ** مِنّا شهيدُ كهولةٍ أو غربةٍ أو قُبلةٍ في الظَّهرِ أو.. برصاصةٍ في الصدرِ أو.. بهمومنا المتعرجاتِ على الجبينْ ** مِنَّا شهيدُ اليأسِ حيث تشيخ وَلْدَنَةُ الصَّبا عند الصبيَّ وتنتهي آمالُ من ثاروا بثرثرة الحبيب مع العدوِّ وفي معانقةِ الضحايا للخصوم "الطيبينْ" ** منا شهيد كلامه وغرامِهِ وحروبه وسلامِه والخَيْرِ تحت قميصِهِ والشرِّ في أيامِهِ والمرءُ فلاَّحٌ يُثَلِّمُ حَقْلَهُ والموتُ مبذورٌ على أثلامِهِ وحصادُه قممُ الفكاهةُ والجنونْ *** وأخي شهيد جَماله وخصاله أناْ لم أجد رجلاً يعيش بقلب أمٍّ مِثْلَهُ! رجل رؤومْ فَتَكَتْ به لا كفُّ غادره الغليظةُ وحدَها بل رِقةٌ في النفس مُضْمَرةٌ وباديةٌ كَضَوْءِ فَراشةٍ غاصت بمخملِ وردةٍٍِ فيبينُ جزءُ الجزءِ من كلتيهما ويظل ما يخفى خيالاً لا يبينْ ** وأخي شهيد خُصومة الروحِ الحريرِ مع الأنا وكأن فِطْرتَهُ ترى أن النعيم الآخرونْ ** وأخي شهيد جماله وخصالهِ وهو الحَنونُ بنُ الحَنونةِ والحَنونْ وهو الذي يرعى أباه، هشاشةً وترفُّقاً وكأن والِدَهُ جَنينْ ** وهو الذي ظلت أُمومتُهُ تُظَلِّلُ أُمَّهُ ليرى ابتسامتها، ويفزع أن يكون بثوب كنزتِها ولو خَيْطٌ حزينْ ** هو شاعرٌ والشِّعر ليس تبرجَ القاموسِ بل نفسٌ تعاف رثاثةً تغرِي بنا، هو شاعرٌ والشعر يجري في يديه بلا كلامْ