قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إيران بدت رافضة للاقتراح المفصل الذى قدمته القوى العالمية الست لمعالجة المخاوف الملحة بشأن برنامجها النووى والذى شمل تجميدا لتخصيبها اليورانيوم الذى قد يتحول إلى وقود يستخدم فى القنابل بسبب ما أشار إليه الجانب الإيرانى على أنه تخفيف غير كاف للعقوبات فى المقابل. وأوضحت الصحيفة، فى سياق تقرير بثته على موقعها الإلكترونى، أنه ومع ذلك فإنه بعد يوم طويل من المفاوضات الدبلوماسية وافق كلا الجانبين على مواصلة الحديث اليوم الخميس. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكى رفيع المستوى قوله "برغم الخلافات فقد تم التوصل إلى أرضية ما مشتركة، مما يشير إلى أن الدبلوماسيين واصلوا الجو البناء الذى ساد منذ استئناف المحادثات بشأن برنامج إيران النووى الشهر الماضى". ونسبت الصحيفة إلى المسئول الذى رفض ذكر اسمه قوله " إننا نتجه شيئا فشيئا للتركيز على الأشياء المهمة، وحتى فى حالة عدم اتفاقنا بشأنها، فنعتقد أن هناك بداية التفاوض". وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة "5+1" التى تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا تبادلت الاقتراحات مع الجانب الإيرانى الذى قدم ما وصفته التقارير الأخبار الإيرانية على أنه خطة من خمسة مراحل تحتوى على عناصر نووية وغير نووية. وقالت الصحيفة إن أكثر الأجزاء أهمية من المقترح الذى تم تقديمه للايرانيين هو الذي يطالب بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % الأمر الذى يجعل إيران تقف على بعد خطوة فنية قصيرة عن اليورانيوم عالى التخصيب الذى يمكن استخدامه فى صنع الأسلحة. وأضافت الصحيفة أنه وفقا للمسئول الأمريكى فإن كل يوم لا يتم فيه التوصل لحل بشأن هذا يزيد تقد البرنامج النووى الإيراني. لكن الصحيفة أشارت إلى أن القوى العالمية الست رفضت مطالبات إيران بتخفيف فورى للعقوبات الاقتصادية الموجعة المتزايدة التى تم فرضها على إيران وهو موقف يبدو من الواضح أنه يهدف إلى إحباط الجانب الإيرانى. وقالت الصحيفة إنه بحسب دبلوماسيين غربيين كبار فإن عقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى على صادرات النفط والصفقات المصرفية التى تسرى المفعول فى شهر يوليو المقبل لن يتم تأجيلها. وأضافت الصحيفة أنه برغم أنه لم تكن هناك كلمة من كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلى فإن التليفزيون الإيرانى خصص 10 دقائق تقريبا للمفاوضات، مؤكدا أن الحزمة التى عرضتها القوى الست كانت غير متوازنة، مشيرا إلى أنها قدمت القليل أو لا شىء فى طريق مساعدة أو تقديم الحوافز لإيران. وأوضحت الصحيفة أن الدبلوماسيين الغربيين قالوا إن الاقتراح المقدم لإيران يهدف بشكل جزئى إلى كسب الوقت من أجل مفاوضات شاملة ومفصلة مع إيران بشأن طبيعة برنامجها النووى، مضيفة أن أولويتهم هى وضع حد أقصى لمخزون إيران المتنامى من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 %. وأضافت الصحيفة أن إيران تقول إن اليورانيوم هو من أجل توفير الوقود للمفاعلات الطبية لكن الدبلوماسيين الغربيين يقولون إن الإيرانيين لديهم بالفعل الأكثر بعدة مرات مما يحتاجونه فى إضافة للشكوك بشأن دوافع إيران على الرغم من التأكيدات المتكررة التى تشير إلى أن برنامج التخصيب سلمى. ولفتت الصحيفة إلى أن مجموعة "5+1" ترغب أيضا فى أن تصدر إيران مخزونها الحالى من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 \% وأن تفكك فى المستقبل محطة فورد للتخصيب التى كانت سرية فى وقت من الأوقات والمشيدة تحت الأرض بالقرب من محافظة قم التى تنتجه أيضا. ونوهت الصحيفة إلى أن إبعاد المخزون المخصب بنسبة 20 % عن سيطرة إيران هو قضية تشغل إسرائيل وحلفاء آخرين للولايات المتحدة مثل المملكة العربية السعودية. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل التى تعتبر برنامج إيران النووى بمثابة تهديد قائم حذرت من أنها قد تهاجم إيران عسكريا إذا بدا أن الإيرانيين يقتربون من استكمال سلاح نووى أو مواصلة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % فى المواقع المحمية مثلالجبل الذى يحصن محطة فوردو والذى من الصعب قصفه.