الرباط: صدر عن دار النهضة العربية ديوان للشاعر المغربي نجيب خداري يحمل عنوان "يبتل بالضوء" وهو الديوان الثاني للشاعر بعد ديوانه الأول "يد لا تسمعني" الصادر عن "دار الثقافة" بالدارالبيضاء عام 2005. ووفقاً لنور الدين محقق بصحيفة "النهار" لا يزال النفس السوريالي الصوفي حاضرا في التجربة الشعرية للشاعر وارتبط في ديوانه الثاني بالبعد التأملي الصوفي العميق والموغل في الرمزية. ويقسم الشاعر ديوانه الجديد إلى قسمين كبيرين، ويفتتح الشاعر القسم الأول الذي يحمل عنوان "باب يبتل بالضوء" بكلمة دالة للصوفي محيي الدين بن عربي يقول فيها: "من قرب فقارع باب، فمن فتح له وصل أمله، ومن سد دونه اتهم ظنونه"، وبأخرى للنفري، يقول فيها: "أوقفني في الأبواب وقال: الأبواب إلي كلمات"، وبثالثة لإبراهيم الجبلي: "إن استطعت أن تقرع الأبواب فلا تكسل". يقول الشاعر في قصيدته المعنونة ب "شدة الحال" : "في زرقة الليل،/ حين طار الباب في هوائي،/ دخلت الدار/ وما دخلت./ في أوان الزرقة،/ اشتد أمري،/ وسال مني كلام/ ودعاء./ سال مني صمت/ وبكاء./ صرت الباب/ صارني". كما يقول في قصيدته "ليس لي": "لم أر نصف الطريق/ لم أر أولها./ وها هو النوم/ يدهم أصابع الرجلين/ ويدهم سيارة محشوة بالحنين./ الرحلة/ أخضرها مورق/ في القلب/ وأزرقها فسيح". في قصيدة خداري "قلق" يقول : أيها العالق بين وقدة العشب في الماء وشهقة الهواء يا آسر عمر الهباء بين عتمة السر وبحة الضياء أيها الناشب قلقا في لحم روحي يصعد يصعد يصعد حتى سماء الحشرجات يا عبرة تئن في اختناق السؤال أيها الناشب آلة الذبح بين ماء وماء بأي أسوار الهشاشة أحتمي منك ... من اليجري ويجري كالريح ... من تحتي ... ويدهمني، مرا كالبكاء ؟؟ في بغثة النبض أراود فيك الفكرة والبوح الناعس، والحلمة النافرة أراود الفتنة علي أوقظ في البئر أسرار الماء علي أطلق في الساقية أنشودة الوقت وبحة القافية علي أشعل في الغيم ضحكة الطير وهمهمة الليل وزرقة الهباء ... كأن المساء أول ما أنشب الحب في حدقتيك وعلمها البكاء ... كأن الذي جاء في بغثة النبض رسم على الماء بالماء أم هو القلب إن حكى سيرة العشق قبل أوان العشق ... لوثة لأن في الروح ثقة الساحر بمنحوتات هواه لأن في القلب لوثة شاعر ... تقدمت في السعي أملأني بالهباء
