أقامت جمعية مناهضة الصهيونية الأردنية الاثنين الماضي محاضرة حول "ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الهزيمة" تحدث خلالها الكاتب والروائي الكبير رشاد أبو شاور، وسط كوكبة من المثقفين والمفكرين ورجال الإعلام وأدارها الدكتور عزمي منصور. وأوضح أبو شاور - بحسب عمر أبوالهيجاء بصحيفة "الدستور" الأردنية - أن ثقافة المقاومة تنطلق من أن فلسطين هي صراع وجود لا صراع حدود وأنها قضية الأمة الأولى بامتياز، مشددا علي أن النضال لفلسطين ليس وقفا على شعب فلسطين ولكنه مسئولية جماهير الأمة كلها من المحيط إلى الخليج. وأضاف أنه حان الوقت أن تعود القضية الفلسطينية إلى حضن أمتها بعد مسيرة التوهان والوهم وراء سراب السلام مع الاحتلال والذي نتيجته ماثلة الآن أمام الجميع على ارض فلسطين استيطانا يتمدد يوميا وتهويدا للقدس وتدميرا لكل نواحي الحياة الفلسطينية. وأبرز أبو شاور نماذج المثقفين الذين حملوا تلك الرسالة ودافعوا عنها واستشهدوا من اجلها من عبد الرحيم محمود ونوح إبراهيم أبو الهيجاء وناجي العلي وحنا مقبل وغيرها من الأسماء الكثيرة التي وهبت نفسها فداءا للقضية، مشيرا إلي أن ثقافة الهزيمة والاستسلام دفعت أو شجعت عليها القيادة الفلسطينية بعد حرب 73 والخطاب الساداتي الذي أعقبها والذي توج بكامب ديفيد فعزل مصر وأخرجها من قيادة الصف العربي. وتطرق الروائي الكبير الي البيان الذي نشره في مجلة الآداب في العام 94 بعنوان "نداء إلى المثقفين العرب" "إن مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية قد توجت بأوسلو والتوقيع على بنوده في البيض الأبيض في 13 سبتمبر 93 ، وان من اختاروا هذا السبيل قد سُحبوا إلى كمين هدفه الأمريكي الصهيوني مع بعض الجهات العربية الذي أيدته وهو إنهاء القضية الفلسطينية تماما. وأشار أبو شاور أنه أوضح في البيان أن هذا سيقود إلى اقتتال فلسطيني وصراع حاد بين تيارين تيار التسوية وتيار المقاومة، وشدد على دور بعض المثقفين الفلسطينيين في تغطية اغتيال ناجي العلي بالأسماء والمواقف فمنهم من نشر مقالات موثقة ومنهم من اصدر تصريحات معلنة وهؤلاء وضعوا أنفسهم في الصف المعادي لثقافة المقاومة. وطالب أبو شاور حركة "فتح" إلى أن تنتفض على التوجه لعقد مؤتمر تحت الاحتلال وتسهيلات ومباركة من حكومة نتنياهو، وأيضا أن تتراجع حماس عن أطروحاتها في القبول بدولة فلسطين في حدود الرابع من يونيو لأنه لم يعد يتبق شيء من حدود الرابع من يونيو. واعتبر الكاتب البارز أن دور المثقف الفلسطيني بخاصة والعربي بعامة هو دعوة لخيار ثقافة المقاومة بعد أن فشلت مسيرة التسوية والسلام بالبراهين الواقعية المنظورة والملموسة، وتساءل هل بقيت في الضفة الغربية ما تصلح لمحافظة واحدة واضحة الحدود والمعالم بعد التهجير والقتل والقمع بشتى الطرق التي يستخدمها هذا الكيان الصهيوني.