قرر د.محمد صابر عرب وزير الثقافة، أن تجوب " جدارية الثورة" للفنان طه القرني القاهرة الكبرى وجميع المحافظات الأخرى من الإسكندرية، المنيا، اسيوط، سوهاج وطنطا ...ألخ ، كما ابدى استعدادات وزارة الثقافة المساهمة في انجاح هذه التجربة. جاء ذلك خلال مشاهدة وزير الثقافة ود. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة "لجدارية الثورة" للفنان طه القرنى بميدان العباسية، كما طالب د. صابر عرب من القرني أن يرسل صور هذه الجدارية لدار الكتب والوثائق القومية التي تقوم بتوثيق الثورة منذ ستة أشهر للاستعانة بها في التوثيق. وقد تم الاتفاق على أن يكون المعرض الثاني لهذه الجدارية بميدان التحرير، ثم ينتقل بعد ذلك للأوبرا لمدة عشرة أيام.
حضر افتتاح الجدارية د.صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وأحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، إلى جانب نخبة كبيرة من المهتمين بالحركة التشكيلية وحشود من أهالى العباسية ولفيف من الإعلامين والصحفيين.
وأكد عرب بأننا بالفعل قد بدأنا في جني ثمار ثورة 25 يناير فناً؛ حيث تمثل هذه الجدارية الرائعة التي أعدها الفنان طه القرني تجسيد للمشهد الحقيقي في الفن الراقي بالألوان والخيال والصورة للحالة منذ يومها الأول وحتى أن اكتملت الثورة. مشيراً بأن هذه الجدارية عمل جديد يحدث لأول مرة في توثيق الحالة الثورية. متمنياُ بألا يتوقف؛ لأنه يسجل مشهد تاريخي توثيقي فني رائع لفنان كان لديه الاصرارعلى أن يصنع عملاً فنياً لهذا الحدث ليسجل فيه أحداث الثورة يوماً بيوم.
وتمنى الوزيرً أن تُعبر الثورة عن نفسها ليس فقط في مجال الفن التشكيلي، وإنما في السينما والأدب وكافة الفنون الراقية. مؤكداً بأن اللوحات جميعها تشكل صورة فنية متكاملة لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى، حتى لا تحدث ارتباك في الفهم، فلا نجد صورة أقل أهمية من الأخرى؛ فكل الصور تتكامل وتشكل صورة 25 ينايرفى هذه الجدارية.
وأشار بأننا نعلن للمجتمع وللعالم بأننا قد بدأنا في استعادة روحنا، وهذا أعظم ما يمكن أن يُنجم عن الثورة المصرية التي استطاعت ان تعبر بنفسها فى الأدب والفن، وهذا معناه انها حققت نصيب كبير من نجاحاتها وإحداث حالة من الحالات الإنسانية هدوءاً واستقراراً وتواصلاً مع المستقبل.
ومن جانبه دعا د. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة أبناء الشعب المصرى لمشاهدة هذا العمل العبقري الذي يرصد من خلاله الفنان حكايات الثورة المصرية والخطوات التي مرت بها الثورة والمرحلة الإنتقالية التى نمر بها. مشيراً إلى أن اللوحة الأكثر تأثيرا على نفسه هي التي عبر فيها الفنان عن موقعة الجمل؛ حيث عكست بوضوح حقيقة الحدث الذي عشناه جميعاً في هذا اليوم. وأكد عبد القوى بأنه لا توجد أى مخاوف فى عرض الجدارية وسط منطقة العباسية؛ والدليل على ذلك أننا في وسط أهالى العباسية ومواطنيها يجمعنا الحب والود، ومهما كان الخلاف والإختلاف سيظل شعب مصر وحدة واحدة لن ينفصل ولن يتجزأ أبداً. وأوضح د. صلاح المليجى بأن أعمال الفنان طه القرني في " جدارية الثورة " جزء من فعاليات حقيقية عاشها الفنان بمشاركته في مظاهرات واحداث ثورة 25 يناير بميدان التحرير وفي الأحداث التي توالت بعد ذلك، فهى جزء من نسيج أحداث حقيقية تظهر طاقة وحماس الشباب المصرى والثقافة حول الجيش، وإبراز الروح الوطنية التى تجلت في وقوف العديد من الرجال والنساء والشباب حول العلم المصري، وانتشار فن الجرافيتي على الحوائط كنوع من التعبير عن الذات المصرية، ورغبة فى إيصال رسالتهم التى تحمل مضمون عيش حرية عدالة إجتماعية. كما إحتوت الجدارية على كثير من المشاهد التى تجمع طوائف الشعب. ونفذت من 16 لوحة بإمتداد 44 م زيت على أبلكاش. وتبلغ مساحة اللوحة الواحدة 2,45 ×1,45.. وقد تبنى قطاع الفنون التشكيلية هذا العمل من حيث الاعداد والتنفيذ والطباعة.
وقد قرر طه القرنى عرض هذه الجدارية بميدان العباسية بمناسبة سقوط أخر شهيد فى العباسية ، وتحية لشهداء ثورة 25 يناير جميعاً ، فهذا أول معرض يحصل فيه الفنانين التشكيلين على أكثر من مكسب من أرضية الشارع المصرى للتعامل مع الجمهور. مؤكداً بأنه يجب أن يتفاعل الفن مع الشارع في آلامه و أفراحه وثوراته؛ فهذا الافتتاح لهذه الجدارية شهد أول مكسب للفن التشكيلي من خلال أرضية لجمهور جديد على الساحة التشكيلية، مابين العامل والفلاح، المترجل العادى والشباب الصغير والكبير، حتى عامل النظافة والموظف والمثقف، هؤلاء أصبحوا الآن فقط من جمهور الفن التشكيلي.