يفتتح "مركز ترميم الوثائق وصيانتها" في دار الكتب والوثائق القومية في القاهرة، الذي يعدّ الأحدث من نوعه على مستوى العالم العربي، في محاولة لسد الفجوة التي تعانيها الدار في العناية بوثائقها النادرة. يؤكد الدكتور رفعت هلال، رئيس دار الكتب والوثائق القومية كما نقلت عنه صحيفة "الجريدة" الكويتية أن مركز ترميم الوثائق مجهّز بأحدث التقنيات وبمعامل متخصّصة بالمعالجات الكيماوية والبيولوجية والترميم الآلي واليدوي، وهو ذو قدرة عالية على مواكبة ترميم الوثائق بصورة دائمة، ومن المتوقّع أن ينظِّم دورة تدريبية يشارك فيها خبراء من "اليونسكو". يشير هلال إلى أن مركز الترميم يأتي في إطار برنامج عمل كامل للارتقاء بدار الوثائق المصرية إلى مصاف دور الوثائق العالمية، فبالإضافة إلى مركز الترميم العالمي تنجز الدار راهناً مشروعين كبيرين: أولهما خاص بالمقتنيات، وهو مشروع قومي رائد لإنشاء قاعدة بيانات إلكترونية لما يزيد على100 مليون وثيقة، توضع على شبكة المعلومات، بحيث يتاح البحث فيها من داخل الدار أو من خارجها. انطلق المشروع عام 2002 وانتهى العمل فيه منتصف العام الجاري. أما المشروع الثاني فهو مبنى يتألف من عشرة أدوار كاملة، يجهَّز بأحدث الوسائل وبصوامع للباحثين ودرجات إضاءة وضبط بيئي على أحدث ما يكون، سينطلق العمل فيه قريباً. يوضح هلال أن دار الوثائق تتحوّل، بهذه المشاريع الثلاثة، إلى أرشيف وطني عصري بجميع المقاييس، يماثل في مستواه كبرى دور الوثائق على مستوى العالم كالأرشيف البريطاني. يعمل المركز حاليا على ترميم وثائق الدار، بالإضافة إلى مشاريع مشتركة مع دار الكتب المصرية كانت ثمرتها ترميم مصحف الإمام جعفر الصادق ومشروع ترميم وثائق بنك الكويت الوطني وصيانتها، والتي تعتبر أرشيفاً حياً لحياة الكويتيين الاقتصادية، من المتوقع أن ينتهي العمل في صيانة وثائق البنك، التي تعدّ بالآلاف، في غضون عامين. لا يكتفي بترميم الوثائق وصيانتها، بل يعمل على تأسيس كوادر مؤهّلة للعمل في هذا المجال، عبر تنظيم دورات تدريبية للراغبين سواء على مستوى الأفراد أو مستوى المؤسسات. ضمن هذا الإطار، نظّمت دار الوثائق دورة متخصّصة في أسس الأرشفة والتصنيف والأرشيف الإلكتروني لعاملين في الأرشيف الفلسطيني في أكتوبر 2009، استغرقت مدّتها أسبوعين. كذلك نظمت دار الوثائق القومية ورشة عمل في المعالجات الكيماوية لمرممين من دارة الملك عبد العزيز في السعودية استغرقت أسبوعين، تناولت التنظيف الجاف والرطب وفك الترميم القديم وعمليات إزالة الحموضة والتصنيف وغيرها، بالإضافة إلى استضافة المركز باحثين من دول السودان وسوريا واليمن والعراق للتدريب على وسائل الترميم والصيانة الحديثة.