قال اللواء طه زكى مدير مكتب الرئيس السادات السابق للأمن ومهندس عملية الإطاحة بمراكز القوى ان الرئيس الراحل كان سيكافئ مبارك بتعينه محافظا للقاهرة الا ان الأجواء تغيرت واختاره الرئيس السادات نائبا له، مؤكدا ان هذه المعلومة دارت بقوة فى كواليس القصر الرئاسى فور إعلان الرئيس السادات اختياره عددا من الشخصيات العسكرية ليشغلوا مناصب قيادية فى البلد تقديرا لهم بعد انتصار أكتوبر. وأشار اللواء زكى طه فى تصريحات ل (محيط) ان علاقة السادات بمبارك كانت علاقة عادية فقد كان مبارك يحضر الزيارات الداخلية والخارجية مع الوفد المرافق للرئيس ولم يكن لة دور مؤثر فى ذلك وما يقال ان مبارك كان قريبا من السادات غير صحيح .
وأشار ان مبارك ليس صاحب الضربة الجوية كما ادعى الإعلام لان من خطط لكل شئ السادات والمشير الجمسى واللواء محمد على فهمى والقرار الأول والأخير كان للسادات .
وعن مهامه فى مراقبة التليفونات فى عهد السادات اشار : كنت ومجموعة من الضباط نعمل كمهندسين داخل هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية فى سنترال رمسيس ونقوم بتسجيل وتفريغ مكالمات كل المسئولين فى ذلك الوقت وأثناء التسجيل كنت استمع الى اتصالات مراكز القوى ومنهم على صبرى و شعراوى جمعة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومحمد فوزى وزير الحربية وسامى شرف وزير شؤن رئاسة الجمهورية وعبد المحسن ابو النور امين الاتحاد الاشتراكي ولبيب شقير رئيس مجلس الشعب ومحمد فايق وزير الإعلام وسعد زايد وزير الإسكان وكانوا يقولون ان السادات لا يصلح ان يكون رئيسا وان وجودة مرحلة مؤقتة كان كل واحد منهم يطمع فى أكثر مما هو فيه وكان الجميع يعتبرون على صبري كبيرهم وهو الأحق بالرئاسة.
وأضاف ان عملية التصنت على تليفونات مراكز القوى كانت تتم بناء على تعليمات من رئيس المباحث العامة فى ذلك الوقت اللواء حسن طلعت وكان هناك تنسيق بيننا وبين مهندس فى مصلحة التليفونات يتعامل معنا فيتم رصد كل تليفونات الشخص المراد التصنت علية ومن خلال الأجهزة الحديثة الموجودة فى الجهاز وبالتالى عندما يرفع هذا الشخص سماعة التليفون تكون عندي إشارة حمراء تدل على استخدامه للتليفون وعلى الفور نقوم بتسجيل كل ما يدور فى المحادثة.
وذكر ان التصنت شمل شخصيات مشهورة وعادية ووفود عربية ومن ابرز الشخصيات المشهورة عبدالحليم حافظ وام كلثوم وسعاد حسنى ومصطفى امين وغيرهم مضيفا ان هناك مكتبا اخر للمراقبة كان تابعا للمخابرات العامة وقتها وهناك مكتب آخر أنشأة سامى شرف فى منشية البكري وكان كل مكتب له عملة وكان عملنا بعد ان نقوم بالتسجيل نكتب على الشريط محادثة بين فلان وفلان وكل شريط عليه الأسماء ورقم ويتم الاحتفاظ بالاشرطه داخل خزينة برقم سرى يعرفه رئيس المكتب فقط الذى كان يأخذ البوسطة بنفسه كل يوم ومعها تقرير مفصل عن هذه المكالمات ويعرضه على حسن طلعت وكان مديرا للمباحث العامة وقتها وكان يرسل صورة من التقرير الى سامى شرف وكان دائما يقول (مش ممكن الكلام المكتوب دة يوصل لأنور السادات) وفى احدى المكالمات قال سعد زايد لشعراوى جمعة :افرض ان السادات فكر يروح الإذاعة حتعملوا ايه ؟ فرد علية الشعراوى جمعة سنعتقله على الفور .
وعن طرائف السادات ذكر اللواء طه زكى ان السادات فى يوم طلب منة سيارة صغيرة وذهبا الى كورنيش المعادى وهذه الزيارة كانت لأحد الأكشاك وطلب الرئيس زجاجة كولا ولم يشربها فقط وضعها على فمة ثم أعادها مرة أخرى واعطى الرجل صاحب الكشك مائة جنيه وانا استغربت جدا وسألت الرئيس عن السر وراء ذلك فقال لى : ياطه هذا الرجل كريم جدا منذ سنوات طويلة قبل اعتقالي كنت اجلس عند هذا الرجل لمدة أسبوع وكان كريما معى لدرجة انه استضافني عنده وكان متكفلا بأكلي وشربي دون ان يعرفني وهذا اقل واجب أقدمه لهذا الرجل الكريم .المهم ان هذا الرجل كان لايعرف من هى الشخصية الموجودة فى السيارة والتى تأتى إليه كل أسبوع ولكن آخر زيارة عرف الرجل ان من داخل السيارة هو الرئيس السادات.