ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن انتشار مناطيد التجسس الأمريكية في سماء بعض المدن الأفغانية أصبح أمرا مألوفا ولكنه يثير قلق واستياء وعدم ارتياح الشعب الأفغاني. ولفتت الصحيفة الأمريكية في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم إلى أن هذه المناطيد التي يبلغ طول بعضها 117 قدما وتنتشر فوق القواعد العسكرية، أصبحت ملامح ثابتة في سماء كابول وقندهار وفي كل مكان يوجد فيه الأمريكيون أو يهتمون بشأنه.
وأضافت أن هذه المناطيد التي تحمل كاميرات فيديو على ارتفاع 1500 قدم تلعب دورا أساسيا في تحول الجيش الأمريكي إلى استخدام التكنولوجيا لأغراض المراقبة وجمع الاستخبارات المعلوماتية.
ونوهت بأنه خلال السنوات الأخيرة، أصبحت هذه المناطيد جزءا من شبكة واسعة من التكنولوجيا مثل الطائرات بدون طيار وأبراج الكاميرات في القواعد العسكرية والشبكة الحديثة من كاميرات الدائرة المغلقة التي تراقب شوارع كابول، والتي ساعدت القادة الأفغان والأمريكيين على مراقبة أماكن أكثر يقاتل فيها الأمريكيون.
وقالت نيويورك تايمز إنه في الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن هذه المناطيد غير فعالة وبالكاد يتم ملاحظتها، يعتبرها آخرون تدخلا في حياتهم الخاصة لأنها تعرض صورا للنساء والأطفال الأفغان أمام الأجانب، وهو ما يعتبرونه أمرا غير أخلاقي.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن هذه المناطيد تم استخدامها لأول مرة في العراق عام 2004، وتم إدخالها إلى أفغانستان في عام 2007، ومنذ ذلك الوقت يقوم الجيش بشحنها إلى أفغانستان.
ولكن من جانب آخر، يفضل القادة الأمريكيون هذه المناطيد لأنها تزودهم بمشاهد ملونة لمواقع هامة وتساعدهم على ضبط المسلحين أثناء زراعتهم للقنابل على جوانب الطرق؛ فضلا عن أن تكلفتها أقل بكثير من الطائرات بدون طيار التي تبلغ قيمتها ملايين من الدولارات.
وأضافت الصحيفة أن هذه المناطيد تساعد أيضا في رصد ومراقبة عناصر حركة طالبان ، فضلا عن أنها تساعد في ردعهم عن القيام بالكمائن وزرع المتفجرات على جوانب الطرق،ولذا تعد هذه المناطيد مصدر قلق وعدم ارتياح بالنسبة لعناصر حركة طالبان.
ولفتت إلى أن عناصر حركة طالبان تعمل على تجنب الطرق التي تنتشر فيها الكاميرات بالإضافة إلى تنكرهم في ملابس مزارعين لتجنب أن يتم اكتشافهم كما يقول السكان.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض من المسئولين الأمنيين الأفغان يرحبون بوجود مثل هذه المناطيد..في إشارة إلى أن لها تأثيرا إيجابيا في شوارع كابول ، كما ساعدت بالفعل على السيطرة على بعض الحوادث مثل أحداث الشغب التي اندلعت في فبراير الماضي إزاء الاحتجاج الغاضب الذي اندلع من قبل الشعب الأفغاني تنديدا بحرق القوات الأمريكية لنسخ من القرآن الكريم.
وفي غضون ذلك، أطلق الأمريكيون حملة دعائية لطمأنة الأفغان بأن هذه الكاميرات لن يتم استخدامها في التجسس على النساء أو الأطفال، ولا تستطيع اختراق الجدران. ولكن في حين أن البعض يشعرون بالاستياء من مثل هذا التطفل ، يعتقد آخرون أن المشكلة تكمن في أن هذه الكاميرات ليست بالفعالية الكافية.
