علمت صحيفة "الإندبندنت أون صنداى" البريطانية أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون اجتمع سرا مع أحد الموظفين الكبار بامبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية بتنظيم من واحد من جماعات الضغط بشبكات مرودخ الإعلامية الذى يعتبر السبب الرئيس وراء فضيحة جيرمى هانت. وأوضحت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى أن فريدريك ميشال الذى ادت رسائله الإلكترونية العديدة التى ارسلها إلى المستشار الخاص لوزير الثقافة البريطانى جيرمى هانت ورفعت وتيرة المطالبة باستقالة الوزير البريطاني، قام بترتيب هذه المحادثات السرية بين كاميرون وخوسيه ماريا ازنار رئيس الوزراء الأسبانى السابق وعضو بمجلس إدارة مؤسسات موردوخ الإعلامية.
وأضافت الصحيفة أن انخراط ميشال، رئيس قسم شؤون العلاقات العامة بشركة نيوز كورب، فى التجهيز لمثل هذا الاجتماع رفيع المستوى ، يقوض وبدرجة كبيرة الصورة التى يشبه بها كل من كاميرون وهانت على أنه وببساطة وسيلة للضغط.
وقالت الصحيفة أيضا إن الاجتماع الذى لم يتم الكشف عنه مسبقا والذى انعقد فى نوفمبر 2009 أظهر كيف قام العاملون بشبكة نيوز كورب التابعة لعائلة موردوخ بالتودد بدأب إلى رئيس الوزراء البريطانى من أجل موافقته على سعى الشركة الدؤوب للحصول على صفقة شراء شبكة "بى سكاى بى" الإخبارية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخزانة البريطانى جورج أوزبورن ووزير الخارجية البريطانى وليام هيج حضرا أيضا هذا الاجتماع السري.
وتابعت الصحيفة أن اجتماع كاميرون مع أزنار كان فى أوائل شهر نوفمبر عام 2009، بعد أسابيع من قيام جريدة "ذي صن" اليومية التى توزع في بريطانيا وأيرلندا، وتعتبر ثاني أكبر جريدة يومية توزيعا في العالم بالإنجليزية، وأول جريدة توزيعا في المملكة المتحدة ، بإنهاء تأييدها لحزب العمل وإعلانها دعم حزب المحافظين ، تزامنا مع استعداد شبكات نيوز كورب لإعلان محاولاتها شراء شبكات بى سكاى بى الاخبارية.
وأضافت صحيفة "الإندبندنت أون صنداى" البريطانية أنه من غير المعروف ما إذا كان تمت مناقشة مستقبل البث الرقمى خلال الاجتماع أم لا ، لكن من المحتمل أن المصالح التجارية لنيوز كورب برزت على الساحة ..منوهة إلى أن المحافظين لم يعلنوا أبدا عن انعقاد الاجتماع.
وفيما أعلنت وكالة اسبانية عن تفاصيل الإجتماع آنذاك إلا ان الصحافة البريطانية لم تتطرق إليه، حسبما قالت الإندبندنت أون صنداى.
وكان رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون قد واصل فى وقت سابق من اليوم الأحد دفاعه عن وزير الثقافة في حكومته جيرمي هانت، الذي تطالب المعارضة العمالية بتقديمه للجنة التحقيق في علاقته بمساعي قطب الإعلام الملياردير روبرت مردوخ لشراء شبكة التليفزيون البريطانية "بي سكاي بي".
وألقى كاميرون باللائمة على المستشار السياسي لوزير الثقافة البريطاني في هذا الصدد، قائلا "إنه تصرف بشكل سيىء"..مضيفا أنه لم تكن هناك خطة خفية لتمكين مردوخ من الاستيلاء على "بي سكاي بي".
يأتي ذلك بعد أن وجهت اتهامات لوزير الثقافة البريطاني بالتعاون مع روبرت مردوخ في مساعيه لشراء شبكة التليفزيون البريطانية "بي سكاي بي"، وهى الصفقة التي على إثرها تقدم مستشاره آدم سميث باستقالته لأنه كان على اتصال بابن الملياردير جيمس مردوخ حول سير عملية عرض شركة "بي سكاي بي" للبيع ، قائلا إنه لم يكن يعلم شيئا عن هذه الاتصالات.
وتجري لجنة التحقيق المعروفة بلجنة "ليفيسون" تحقيقا في آداب المهنة الصحفية، وذلك عقب الكشف عن فضيحة تنصت مؤسسة "نيوز إنترناشونال" التي يمتلكها مردوخ على عدد من الشخصيات العامة ومن بينها السياسيين ونجوم الفن والرياضة وبعض الشخصيات المتعلقة بالقضايا التي شغلت الرأي العام في بريطانيا خلال السنوات القليلة الماضية.