بيروت: تواصلت أعمال وندوات معرض الكتاب الفرنكوفوني السابع عشر الذي تستضيفه لبنان حالياً، فأقيمت على هامش المعرض العديد من الندوات والطاولات المستديرة، كما قام العديد من الكتاب بتقديم كتبهم الصادرة مؤخراً. وبحسب اسكندر حبش بصحيفة "السفير" اللبنانية أجرت جوزيان سافينيو حواراً مع الكاتب فاروق مردم بك للحديث عن كتابه الأخير "ساركوزي في الشرق الأوسط" والذي يوضح من خلاله الكاتب أنه بعكس القاعدة التي اتبعها رؤساء الجمهورية السابقين في فرنسا من ممارسة سياسة متوازنة في الشرق الأوسط، منذ عام 1967، قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مخالفة ذلك منذ أن تولى السلطة عام 2007. حيث رغب ساركوزي أن ينتهي مع هذا "الاستثناء" الفرنسي في سياسته الخارجية، وبخاصة في معالجتها للقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، بدءا من مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وعنفه الكبير تجاه إيران، وتحالفه مع الأمريكيين في أفغانستان، ودعمه العسكري والاقتصادي لإسرائيل في الوقت الذي يطالب فيه الإسرائليون تهويد القدس وحصار غزة واستعمار الضفة الغربية. كذلك شارك مردم بك بندوة عن "تحديات الترجمة" برفقة كل من إيف غونزالس كيخانو وجبور الدويهي، وأدارها جيرار مودال، واستعاد فيها الكاتب تاريخ ترجمة الأدب العربي إلى الفرنسية منذ عام 1970، مشيراً إلى غياب العديد من الدور الكبرى التي لا تزال ترفض نشر الأدب العربي، على الرغم من أن تجربته في "أكت – سود" تؤكد له أن الأدب العربي يجد انتشاراً حقيقياً. كما تحدث إيف غونزاليس عن تجربته في الترجمة من العربية إلى الفرنسية، وعن اختلاف عوالم بعض الكتاب الذين نقل أعمالهم، مشيراً إلى صعوبة نقل البعض، أما جبور الدويهي فتحدث من جهته عن روايته "مطر حزيران" التي صدرت حديثاً بالفرنسية، وتطرق إلى عملية نقل الأدب العربي التي تفتح آفاقاً كثيرة للكتاب الذين تنقل أعمالهم إلى الفرنسية. ومن جانب أخر استضاف المعرض الفرنكفوني دائرة مستديرة تناولت الفرق بين الكتابة الصحافية والكتابة الروائية شارك فيها كل من بليندا بياتريس إبراهيم، ورولا عازار دوغلاس، وكارين بستاني، وألكسندر نجار، وأدارتها إلزا يزبك شاراباتي. وخلال اللقاء أعتبرت بليندا بياتريس إبراهيم أنها مهنة مزدوجة تحقق التوازن، مشددة على الموضوعية المتوجبة في الكتابة الصحفية بينما نجد مساحة واسعة للحرية في الكتابة الروائية. أما نجار، فأشار إلى أن الرواية تستغرق وقتاً أطول في الكتابة عن المقال، مؤكداً على الإلتزام بالموضوعية في الكتابة الصحفية والتركيز على جوهر الموضوع مباشرة. لقاء أخر حول الكتابة في المتوسط استضاف عالم الأنتروبولوجيا والشاعر الفرنسي جان شارل دوبول عن عدة موضوعات بدءاً من إقامته الحالية في مدينة صيدا، وهي إقامة نتجت عن مشروع مشترك ما بين المركز الدولي للشعر في مارسيليا والمركز الثقافي الفرنسي في لبنان، كما تطرق إلى عمله واختصاصه في الانتروبولوجيا المدينية إذ تتمحور موضوعاتها عن الحيز المكاني وبخاصة الكلمات في المدن العربية، كما عن الشعر في العالم العربي. كما تطرق إلى كتابه الصادر حديثا بعنوان "إيطالي القاهرة"، والذي يروي سيرة الصحفي الإيطالي ماريو ريسبولي الذي بقي يقيم حياته كلّها في القاهرة. ومن جانب أخر أجرت جورجيا معلوف حوار مع الكاتب الفرنسي ديفيد فونكينوس والذي كشف خلاله الكاتب بعض أسرار الكتابة عنده، بدءا من اختيار العنوان، إلى رسم الشخصيات وغيرها.