اتهم دومينيك شتراوس كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي، خصومه السياسيون ذوي الصلة بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى وحزبه الحاكم بالوقوف وراء إفساد محاولاته لخوض غمار انتخابات الرئاسة الفرنسية العام الماضي. وأعرب شتراوس كان في تصريح خاص لصحيفة "الجارديان" البريطانية عن اعتقاده بأن المكيدة التي تسببت في اضطراره إلى الاستقالة من منصبه ، بعد اعتقاله في الولاياتالمتحدة بتهمة التحرش بخادمة بأحد الفنادق الفاخرة في نيويورك ، ثم الإفراج عنه بعد إثارة الشكوك حول أقوال المدعية والتي أدت إلى تراجعه عن خوض انتخابات الرئاسة الفرنسية ، ما هي إلا مؤامرة مدبرة من جانب خصومه السياسيين جنبا إلى جنب مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى.
وأضاف شتراوس كان أن التصعيدات التي ترتبت على التحقيقات التي أجريت معه في 14 مايو الماضي والتي واجه فيها اتهامات بارتكاب جريمة الاعتداء على عاملة بفندق أمريكي ، تسببت في تدمير جميع فرصه لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية ، قائلا إن ذلك حدث بواسطة بعض ممن لديهم أجندات سياسية ، وهو أمر عار تماما عن كونه محض صدفة بل تم تدبيره وتنفيذه بإحكام.
وادعى شتراوس كان -63 عاما- أن جهاز المخابرات الفرنسي وضعه تحت المراقبة لأسابيع قبل اعتقاله بشأن تورطه في علاقات جنسية فاضحة والاعتداء على إحدى العاملات بأحد الفنادق الأمريكية ، متهما عملاء الاستخبارات ذوى الصلة بالرئيس الفرنسي ساركوزى بالتنصت على اتصالاته الهاتفية ، والتأكد بعد إرسال العاملة إلى شرطة نيويورك من إثارة الفضيحة دوليا.
وقال شتراوس كان "إنني ربما كنت ساذجا من الناحية السياسية ، لكن ببساطة لم أعتقد أنهم سيتمادون إلى هذه الدرجة ... لم اعتقد أنه سيجدون شيئا يمكنهم من إيقافي".
ولفتت الصحيفة إلى أن اتهامات شتراوس كان تأتى في وقت حساس جدا لاسيما بالنسبة للسياسة الفرنسية ، حيث تأتى قبيل أيام من الدورة النهائية لانتخابات الرئاسة في باريس ، التي كان من المتوقع ، قبل الفضيحة التي ألمت به ، أن يفوز بها شتراوس كان ، لشعبيته الكبيرة التي تجاوزت شعبية الرئيس الحالي ومنافسيه.
وأضافت الجارديان أن اتهامات شتراوس كان مبنية على دراسته الشخصية على مدار ال11 شهرا الماضية ، بمساعدة هيئة تحقيق خاصة تابعت التحقيقات في عمليات التنصت على اتصالاته الهاتفية ، حيث أظهرت قوة التحقيقات التي أجراها (على حد تعبيره) أنه كان ضحية خدع قذرة ، رغم أن منتقديه اعتبروا أنه أصيب بمرض جنون الشك والارتياب (البارانويا).
وأشارت الصحيفة إلى أن حجج شتراوس كان بأنه ضحية لفخ سياسي مبنية على شبكة من العوامل المعقدة ، حيث أشار إلى اقتناعه التام وقبل اتهامه بارتكاب الفضيحة الجنسية بأنه تحت مراقبة المخابرات الفرنسية على مدار الساعة.
وتابعت الصحيفة أن شتراوس كان أكد تلقيه رسالة نصية على هاتفة المحمول الخاص بالعمل تحذره من أن جميع اتصالاته تتعرض لعمليات تجسس وأن بريدا الكترونيا كان قد أرسله لزوجته ، آن سنكلير ، تمكن من الحصول عليه عناصر داخل الحزب الفرنسي الحاكم في مقره بباريس.
وقال شتراوس كان "إن ذلك كان أكبر مخاوفه ، منوها إلى أنه قام بتشفير جميع هواتفه السبع ، إلا أنه شعر بتهديد خطير عندما اكتشف توقف جميع هواتفه عن العمل بعد الفضيحة التي وقعت بالفندق الأمريكي والتي أثارت ضجيجا عالميا وأفقدته منصبه وفرصه الكبيرة في الفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية".