تباينت ردود الأفعال ما بين مؤيد للحكم الصادر بمعاقبة عادل إمام بالحبس، ومعارض لهذا الحكم، وقال من أقاموا الدعوي ضده انه يستحق الحبس لأنه تطاول من خلال إعماله علي الذات الإلهية بالفعل، وان إمام عارض الثورة المصرية وكان من ابرز مؤيدي الرئيس المخلوع حسني مبارك ،في حين قال مؤيدوها أن المناخ السياسي المحتقن أعطي للقضية صبغة عامة نظرا لظهور التيارات الإسلامية وتصدرها للحياة السياسية، وتناسي الطرفان أن الأمر معروض علي القضاء وهو الذي سيفصل فيه، ويفترض أن التعليق علي إحكام القضاء، وان صدور حكم نهائي بحبس عادل إمام أو الزعيم أو الهلفوت كما يحلو لمؤيديه ومعارضيه تسميته وارد، وإمكانية حصوله علي البراءة واردة أيضا، لذا يتعين علي الجميع انتظار حكم القضاء. قضية عامة ومن خلال متابعتنا لما تثيره برامج التوك شوه والفضائيات ووسائل الإعلام ،عارض كل من الناقد طارق الشناوي و مدحت العدل قضية ازدراء الأديان الخاصة بعادل أمام معتبرينها قضية عامة تشمل جميع الحريات.
وقال الشناوي: "أن القضية ازدراء الأديان المتهم فيها الفنان عادل أمام حدث لها تشخيص بسبب حجم وقيمة عادل أمام ولكن أهم ما في الموضوع هي القضية نفسها و ليس عادل أمام"، معتبراً ذلك بأنة قضية عامة وليس قضية شخصية تخص "الزعيم".
العداء للأعمال الفنية وأعلن أن هناك دوائر متشابكة يجدها دائما في تصريحات دائما معادية لبعض الأعمال الفنية و محاولة منع عرضها مثل روايات نجيب محفوظ و فيلم أبى فوق الشجرة و بعض الأغاني ووصف هذا بأنه "قهر للحريات".
و أكد الشناوي أن دخول القوى الإسلامية في الحياة السياسية أعطى انطباعا سياسيا لهذه النوعية من القضايا، وأعتبر من أنه على الرغم وجود قوانين تقيد و تكبل حرية الإبداع و لكنها قد تكون تمهيد لبداية لقوانين أكثر تكبيلا و تقيد.
و أعتبر أن حرية الإبداع هي جزء لا يتجزأ من باقي أنواع الحريات بما فيها حرية المواطن العادي ولكن هناك جزء كبير من الشعب لا يعتقد هذا و يعتبر ما يحدث أنه تنظيف للفن على حد تعبيره.
رمز من رموز السينما ومن جانبه، قال المؤلف السينمائي مدحت العدل: " إن شخصنه القضية على عادل أمام بسبب حجم و نجومية «الزعيم» و كان من الأولى لمقدم الدعوى تقديمها ضد رئيس الرقابة على المصنفات الفنية"، وأعتبر أن عادل أمام رمز من رموز السينما المصرية سواء قبلنا أعماله أم لم نقبلها.
ووصف الدعاوى المقدمة ضد الأعمال الفنية بالظلامية و على الرغم من وصف البعض أنها دعاوى و شكاوى فردية و لكنهم استشعروا بداية ما هو قادم, فالبداية عادل أمام و لكنها قد تتحول لحريات الإبداع و قد تمس حريات الأفراد أيضا.
وأوضح أن ما يحدث الآن ليس بجديد فقد فعلتها من قبل الجماعات الإسلامية في السبعينات من القرن الماضي و أشار إلى ما كان يفعلونه في الجامعات و الحفلات الموسيقية في هذه الفترة.
كما تحدث السيد عثمان منصور مقيم الدعوى القضائية ضد الفنان عادل أمام من خلال مداخلة هاتفية على قناة الجزيرة و أوضح أنه مصري مسلم متزن وليس منتميا لأي تيار سياسي أسلامي أو جماعة أسلامية.
و أكد أنه ليس ضد الفن الذي يقدم رسالة راقية بل ضد الفن الذي يظهر المجتمع المصري أنه مجتمع فاسد و مثير للفتن و أشار إلى بعض الأعمال الفنية الجيدة على حد تعبيره مثل أعمال الفنان محمد صبحي.
وقال أنه ليس ضد حرية الفن إلا أذا مست الأخلاقيات و الدين مبررا أن المجتمع المصري مجتمع شرقي ملتزم أي أن كانت ديانته، مشيراً إلى أن الأفلام الأمريكية التي تجعل من المجتمع الأمريكي نموذج جيد للعالم.
وأضاف أن الفنان يجب أن لا يزدرى الأديان و أذا كان هناك عمل فني يسيء أيضا للمسيحية فهو مستعد لرفع دعوى قضائية عليه.
عمارة يعقوبيان وعارض مشهد لعادل أمام في فيلم عمارة يعقوبيان هو يطلب من الله "خصم" ذنوبه قائلا: "هو ربنا بني أدم هيعملك Discount".. وقال أن سيدنا محمد أمرنا أن لا نشهد له القول و أن لا نخاطبه كما نخاطب شخص عادى وعلق عليه الناقد طارق الشناوي أن الكلمة المقصودة معناها التخفيف من الذنوب؛ و هي مأخوذة من فكرة المغفرة الموجودة بكل الأديان و أن الفن ليس ضد الدين ولكن معايير قياس الفن يجب أن تكون بعيدة عن المعايير الدينية والأخلاقية وأن هذا التعبير هي وجهة نظر درامية لتوصيل المعنى ليس إلا، وأضاف مدحت العدل " أن المحاسبة على صحة الكلمة ستكون "مطاطة"، وأن هذا المعيار غير صحيح لرؤية الفن وأذا طبقت فسوف نغلق المتاحف و المسرح و التلفزيون و نهدم التماثيل, موضحاً أنه من الممكن أن يرى شيء قيم و جيد في أعمال عادل أمام قد لا يراها غيره و العكس صحيح و أن اختلاف وجهات النظر من شخص لأخر شيء طبيعي.
سلبيات مجتمعنا وعلق أيضا المحامى مقيم الدعوة على أحدى أغنيات مسرحية الزعيم التي تشبه أسماء الله الحسنى وعارضه العدل يجب أن نشكر الفنان و المؤلف المخرج لهذا العمل لأنه وضح سلبيات مجتمعنا ومدى تأليهنا للحاكم الذي هو بشر مثلنا و أن هذه الأغنية ليست كفر ولا ألحاد و أضاف أن الفن و السينما هي مصدر رزق لألف الناس في مصر. وقال المحامى عثمان منصور حديثه موضحا أن الله طالب من الصحابة التحدث إلى سيدنا محمد باحترام و وقار فمن باب أولى أن نتحدث إلى الله عز و جل بنفس الطريقة.
زراع مبارك ومن جانبه، قال الدكتور حسام أبو بخارى المتحدث الرسمي باسم التيار الإسلامي في مداخلة هاتفية، مضيفاً أن عادل أمام عارض بشدة الثورة المصرية والثورة السورية وأنه كان ذراع مبارك والنظام السابق.